هدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، يوم السبت، أن قواته سترد بصرامة وبكل قوة على أي هجوم، مضيفا أن "الضربة المحدودة لن تبقى محدودة، وسوف نرد على كل من تسول له نفسه الهجوم علينا، وسندمره ولن نترك له أي نقطة سليمة".
وأضاف سلامي أن قواته نفذت "مناورات حربية ومستعدة لأي سيناريو".
وفي استثمار لإسقاط الطائرة الأميركية قبل أشهر، قال سلامي خلال عرض أجزاء من الدرون التي أسقطها الحرس في تموز/يونيو "إذا عبر أي شخص حدودنا، فسنضربهم". وأضاف "سنستمر في إسقاط الطائرات المسيرة التي تنتهك مجالنا الجوي".
وتابع سلامي "نحن نتقن ملاحقة الأعداء، وقد أظهرنا ذلك، ولن نبقي نقطة آمنة، لذا يجب الحذر وعدم ارتكاب الأخطاء". ولم يقدم سلامي مزيدا من التفاصيل حول هذا التهديد.
إلى ذلك، قال قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، في وقت سابق، إن البلدين ليس لديهما أي نية للقتال، لكن المصادمات المفاجئة بين الجانبين قد تؤدي إلى الحرب.
مشاورات للرد
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، يوم السبت، إن الرياض تجري مشاورات مع حلفائها لاتخاذ الخطوات اللازمة للرد على استهداف إيران لمنشأتي النفط التابعتين لأرامكو، مشيرا إلى أن بلاده طلبت من الأمم المتحدة وبعض الدول الإسهام في التحقيقات الجارية.
وكشف، في مؤتمر صحفي في الرياض، عن أنه تم استهداف المملكة بأكثر من 260 صاروخا باليستيا، و150 طائرة مسيرة، كلها إيرانية الصنع، في المقابل لم تطلق السعودية صاروخا أو طائرة مسيرة أو رصاصة باتجاه إيران.
وشدد الجبير على أن الرياض ستتخذ خطوتها التالية بناء على نتائج التحقيقات، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف إزاء السياسات الإيرانية العدوانية والتخريبية التي تهز أمن واستقرار المنطقة.
وقال الجبير، إن الهجوم على أرامكو يستهدف العالم بأسره وليس السعودية وحدها، وأضاف أن الهجوم على أرامكو جاء من الشمال –في إشارة إلى إيران- وليس من اليمن.
تصعيد خطير
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، إن الهجوم على منشآت أرامكو "عمل إجرامي" يمثل تصعيدا خطيرا لأمن المنطقة.
وأضاف أن السعودية ستتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات.
وقالت الرياض، في رسالة إلى مجلس الأمن، إنها سترد على الهجوم الإيراني، وفقا للقانون الدولي.
وأوضحت السعودية في الرسالة أن "كل المؤشرات تدل على أن الأسلحة المستخدمة بهجوم أرامكو إيرانية".
عقوبات أمريكية
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، إنه هو من سيقرر توقيت ضرب إيران، مضيفا في الوقت ذاته أنه يمارس أقصى درجات ضبط النفس تجاه طهران.
وقال ترامب "أسهل ما يمكنني القيام به هو إعطاء الأمر بتدمير 15 موقعا كبيرا مختلفا في إيران. وهذا من شأنه أن يكون يوما سيئا جدا بالنسبة لإيران. بإمكاني فعل ذلك، وكل شيء جاهز. لكنني لا أريد القيام بذلك في حال وجود فرصة لعدم اتخاذ هذا الإجراء".
وأضاف ترامب، متوجها إلى الصحفيين "يمكنني فعل ذلك خلال دقيقة واحدة، مباشرة من هنا، من أجلكم، لكي تكون لديكم قصة كبيرة لكتابتها".
وشدد الرئيس الأمريكي مع ذلك على أنه لا يريد الاستعجال في ذلك، معتبرا أن هذا الموقف يعرض القوة وليس الضعف.
وقال ترامب، إن بلاده تمتلك أقوى جيش في العالم، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة دائما لكل الخيارات بما فيها العسكرية.
وبخصوص العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية اليوم، قال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إنه فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني وصندوق التنمية الوطني.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن العقوبات المفروضة على إيران هي الأقسى على الإطلاق.
وقال "إيران أفلست تقريبا، ووضعها الاقتصادي صعب جدا". ودعا الرئيس الأمريكي ترامب قادة إيران إلى وقف دعمهم للإرهاب من أجل إنقاذ بلدهم.
وتعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر