قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن العقوبات الأمريكية الأخيرة على طهران تأتي بهدف إجبار طهران على دفع ثمن الهجوم على شركة "أرامكو" السعودية، في الوقت الذي ردت فيه الخارجية الإيرانية، قائلة إن "سياسة العقوبات فشلت".
ووصف بومبيو، في بيان أصدرته الخارجية الأمريكية أمس الجمعة، الهجوم الذي استهدف قبل أسبوع منشأتين لـ"أرامكو" بأنه كان "محاولة فاشلة لتخريب الاقتصاد العالمي"، و"عملا عدائيا مركبا في تخطيطه ووقحا في تنفيذه"، قائلا إن جميع الأدلة تشير إلى وقوف إيران وحدها وراء الاعتداء، رغم محاولات طهران العلنية التهرب من المسؤولية عبر تحميلها إلى أطراف أخرى.
وذكر بومبيو أن هذا الأمر دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإيعاز بفرض عقوبات على البنك الإيراني المركزي والمؤسسة الوطنية للتنمية وشركة "اعتماد تجاراتي بارس"، متهما إياها بدعم العدوان الإقليمي من خلال تمويل "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" التابع له و"حزب الله".
وقال بومبيو "مهاجمة دول أخرى وتخريب الاقتصاد العالمي له ثمن، ويجب ملاحقة النظام في طهران من خلال العزلة الدبلوماسية والضغط الاقتصادي"، متعهدا بأن حملة الضغط القصوى الأمريكية ستستمر في تكثيف الضغط على إيران "ما لم تراجع سياساتها المزعزعة للاستقرار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم".
طهران ترد
بدوره، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تعليقه على العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد المؤسسات المالية الإيرانية أنه "يجب على واشنطن أن تفهم أن سياسة العقوبات فشلت".
وقال موسوي، يوم السبت "يجب على الأمريكيين الاعتراف بأن سياسة العقوبات هي سياسة فاشلة. إن الاستخدام المفرط لهذه السياسة وتحويل الدولار إلى نوع من الأسلحة جعلا سمعة الولايات المتحدة واقتصادها في المجتمع الدولي في وضع خطير".
وأضاف أن العقوبات الأمريكية المعلنة مؤخرا لا يوجد فيها شيء جديد، واصفا إياها بأنها "العقوبات القديمة في شكل جديد".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعد بعد الآن الدولة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في العالم، داعيا بلدان العالم للتفكير في النظام الاقتصادي التجاري الجديد الذي سينخفض فيه تأثير ما أسماه "الأعمال الأمريكية العدوانية" على التنمية والتجارة الدولة الحرة إلى أدنى مستوى ممكن.
عقوبات شديدة
وأعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، عن فرض عقوبات اقتصادية جديدة على البنك الوطني الإيراني ومؤسسة التنمية، بعد الهجوم على منشأتي النفط السعودية السبت الماضي، الأمر الذي تتهم به واشنطن طهران. ووصف الرئيس ترامب العقوبات الجديدة بأنها "الأقوى" في تاريخ البلدين.
ووفقا لبيان وزارة الخزانة الأمريكية، قدم "البنك المركزي الإيراني" مليارات الدولارات للحرس الثوري وقوات القدس التابعة له ووكيله الإرهابي "حزب الله".
أما "صندوق التنمية الإيراني" فهو يخضع لإشراف المرشد، وهو صندوق الثروة السيادية في إيران، ويضم مجلس أمنائه الرئيس الإيراني ووزير النفط ومحافظ البنك المركزي، ويعتبر مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية لتمويل الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية والدعم اللوجستي للقوات المسلحة، بحسب بيان الخزانة الأمريكية.
وشركة "اعتماد تجارت بارس" التي تتخذ من إيران مقرا لها، فتستخدم، وفقا للخزانة، لإخفاء التحويلات المالية للمشتريات العسكرية، بما في ذلك الأموال القادمة من صندوق التنمية.
أسامة الحسن – إيران إنسايدر