كشفت مصادر، يوم الأربعاء، أن إيران بعثت برسالة رسمية إلى واشنطن عبر السفارة السويسرية، قالت فيها إنه لا علاقة لها بالهجوم على منشآت النفط السعودية.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، حذرت طهران من أنها سترد على أي عمل أمريكي ضدها، وأن ردها لن "يقتصر على مصدر التهديد".
ومن جهته، نفى وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أي دور لبلاده في الهجوم على منشآت نفط أرامكو السعودية.
وقال حاتمي، يوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة "إن القضية واضحة للغاية وهي وجود حرب بين اليمن والسعودية. وقد أعلن أحد طرفي الصراع، وهو اليمن، بصراحة أنه قام بتلك الضربة".
وقال حاتمي "من الناحية العسكرية نفذ اليمنيون منذ قرابة عامين مثل هذه العملية واستهدفوا مطارا في الإمارات وأطلقوا عليه صاروخا يبلغ مداه 1200 كلم".
عقوبات مشددة
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إنه أوعز لوزير خزانته ستيفن منوشين بتشديد العقوبات على إيران بشكل ملموس.
وكتب ترامب عبر "تويتر"، "لقد أوعزت للتو لوزير الخزانة بتشديد العقوبات على إيران بشكل ملموس".
ويأتي هذا الإجراء الجديد بعد أن تعرضت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
عمل حربي
وفي السياق، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء الأربعاء، إلى جدة، لبحث الرد على الهجوم على معملي أرامكو في بقيق وخريص، السبت الماضي.
وكرر وزير الخارجية الأمريكي لصحافيين كانوا يرافقونه في الطائرة التي أقلته إلى السعودية، أن الهجوم على معملي أرامكو لم يكن من تنفيذ الحوثيين باليمن وإنما كان "هجوما إيرانيا".
وقال بومبيو "لم يكن مصدره الحوثيون. كان هجوما إيرانيا (...) إنها ليست مسألة يمكن تلزيمها لتدمير 5% من إمدادات الطاقة في العالم، والاعتقاد بإمكان التنصل من المسؤولية".
وأضاف أن الحوثيين يدّعون أنهم نفذوا الهجوم، لكن "هذا ليس صحيحا"، مشيرا إلى "بصمات لآية الله" على الهجوم. وقال بومبيو أيضا إنه "لا إثبات على أن مصدره العراق".
ووصف بومبيو الهجوم بأنه "عمل حربي". كما اعتبر أن الهجوم هدد إمدادات الطاقة العالمية، وأوضح أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجوم "ليست أسلحة يمكن أن تكون في حوزة الحوثيين".
وقال إن مصدر الهجوم "لم يكن من الجنوب"، أي من اليمن، مضيفا "نعلم بأن الإيرانيين لديهم أنظمة لم ينشروها في أي مكان خارج بلادهم".
ويزور بومبيو السعودية حيث سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبحث في سبل الرد على الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو.
وقال الوزير الأميركي للصحافيين "مهمتي هنا أن أعمل مع شركائنا في المنطقة، كما أننا نعمل مع شركائنا الأوروبيين"، مضيفا "نعمل على بناء تحالف لوضع خطة لردعهم".
اتهام إيران
وقالت وزارة الدفاع السعودية، يوم الأربعاء، إن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو، لم يكن من اليمن كما حاولت إيران جاهدة إظهار ذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، تركي المالكي، خلال مؤتمر صحفي، إن الهجوم على "أرامكو" جاء من الشمال وليس اليمن، مجددا اتهامه لإيران بالوقوف وراء الهجوم.
وأضاف المالكي أن هذا الهجوم يعتبر امتدادا لهجمات سابقة للهجوم الذي وقع في شهر أيار/مايو الماضي، مشيرا إلى أن الرياض تملك "أدلة على تورط إيران في الأعمال التخريبية بالمنطقة".
ودعا المالكي المجتمع الدولي "لمواجهة ممارسات إيران الخبيثة في المنطقة والهجوم على أرامكو"، مؤكدا أن الهجوم "محاولة متعمدة لتعطيل الاقتصاد العالمي".
وعرض المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية خلال المؤتمر الصحفي صورا وفيديو لأسلحة استخدمت في الهجوم على "أرامكو"، قال إنها "طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز (دلتا-ونغ) وبقايا صواريخ".
وأكد أن 4 صواريخ استهدفت معمل خريص وانطلقت من الشمال إلى الجنوب لمسافة 700 كم، في إشارة منه إلى استحالة أن تكون نقطة انطلاقها من اليمن.
وقال المالكي إن "القدرة النوعية واتجاه الصواريخ يعني بالضرورة أن إيران تقف وراء الهجوم"، موضحا أن وزارة الدفاع السعودية "تواصل التحقيق حول هجوم أرامكو ومن أطلق الصواريخ سيتحمل المسؤولية".
نفي إيراني
بدوره، قال حسام الدين آشنا، وهو مستشار الرئيس الإيراني، إن وزارة الدفاع السعودية لم تتمكن خلال مؤتمرها الصحفي، تأكيد منطقة انطلاق الهجمات على أرامكو، واصفا المؤتمر بـ"الفضيحة الإعلامية".
وقال آشنا إن السعودية "لا تعرف أو لم تتمكن من إثبات الدولة المصنعة لصواريخ كروز أو الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم"، مضيفا أن الدفاع السعودية لم تتمكن في مؤتمرها من الإجابة على التساؤلات بشأن عجز الدفاعات الجوية السعودية عن رصد الهجوم.
عمل عسكري
وقالت "وول ستريت جورنال" يوم الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، إن الرئيس ترامب وفريقه للأمن القومي ناقشوا عملا عسكريا محتملا ضد إيران، لكنهم لم يتخذوا أي قرار.
وفي وقت سابق، أكد ترامب رغبته في تجنب الحرب مع إيران، مع استعداده مساعدة السعودية مقابل المال.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر