قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الثلاثاء، إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة على أي مستوى كان.
وأضاف خامنئي، في تصريح له، "لن ننخرط في مفاوضات ثنائية أو متعددة الأطراف مع أمريكا".
وأشار إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي، قائلا إنه إذا عادت إدارة دونالد ترامب إلى الاتفاق، يمكن للولايات المتحدة المشاركة في "التفاوض" بين إيران والدول الخمس الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا).
وأضاف خامنئي "وإلا فلن يكون هناك تفاوض مع أميركا في أي مستوى كان، لا في نيويورك ولا في غيرها".
ووصف المرشد الإيراني استعداد المسؤولين الأمريكيين للحوار مع إيران بأنه "خدعة"، وذلك "لفرض رغباتهم الوقحة"، حسب تعبيره.
وأضاف خامنئي "إن السياسة الأميركية هي سياسة ممارسة أقصى الضغوط في إطار فرض الحظر بشتى الأنواع ضد إيران والتهديد والهراءات لأن الإدارة الأميركية الحالية تعتقد أنه لا يمكن التكلم بنعومة مع الجمهورية الإسلامية لإجبارها على الاستسلام".
وتابع قائلا "إن هدفهم من التفاوض القول بأن سياسة الضغوط القصوى كانت مجدية وإن المسؤولين في الجمهورية وخلافا لما كانوا يقولونه بعدم الجلوس إلى التفاوض فإنهم أجبروا عليها، لذا فإن السبيل الوحيدة لمواجهة إيران هي ممارسة أقصى الضغوطات عليها".
لا اجتماع
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين 16 أيلول/سبتمبر، إنه لن يكون هناك اجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني "لا يوجد شيء من هذا القبيل (اجتماع ترامب وروحاني في نيويورك) على جدول أعمالنا، ولن يحدث".
ورفض مسؤولون إيرانيون مرارا عقد اجتماع أو أي محادثات مع واشنطن ما دامت إيران خاضعة للعقوبات الأمريكية.
بدورها، قالت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي، يوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر، إن الهجمات التي وقعت فجر السبت على منشأتي نفط في السعودية لا تدعم فرص عقد اجتماع بين الزعيمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر لكنها لم تغلق الباب أمام احتمال عقد الاجتماع.
وساطة فرنسية
وتقود فرنسا وساطة بهدف عقد قمة بين الزعيمين الأمريكي والإيراني في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك.
وكشف محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء 28 آب/أغسطس، أن المسؤولين في طهران يراجعون خطة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
ورفض واعظي في حديث إلى وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، تقديم أي تفاصيل عن الخطة، قائلا إن "الإعلان عنها قد يعيق مسألة مهمة للغاية حول المحادثات الجارية".
وقال واعظي إن "إيران وفرنسا لديهما وجهات نظرهما الخاصة بهذا الشأن. نجري مشاورات في طهران بينما تتشاور فرنسا مع الاتحاد الأوروبي. لذا، دعونا نناقش التفاصيل بعد التوصل إلى اتفاق".
وأشار مدير مكتب الرئيس الإيراني إلى أن "المشاورات" في طهران حول "الاتفاق" قد تعني مراجعة الاتفاق في مؤسسات مثل المجلس الأعلى للأمن القومي. وهذا ما يدل على أن كبار مسؤولي النظام ينتظرون صدور القرار النهائي للزعيم الأعلى، علي خامنئي، في هذا الشأن.
وأكد واعظي أن المحادثات بين إيران وفرنسا حققت "تقدما جيدا". وأضاف أن وفدا اقتصاديا إيرانيا سيزور فرنسا لمناقشة تفاصيل الخطة.
ضغوط قصوى
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، يوم الخميس 12 أيلول/سبتمبر، إنه لا خطط للقاء بين الرئيس ترامب ونظيره الإيراني روحاني.
وأضاف منوتشين، في مقابلة مع شبكة "CNBC"، إن واشنطن لا تزال مستمرة حتى الآن في حملة الضغوط القصوى على إيران.
موقف ترامب
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 11 أيلول/سبتمبر، "لا أسعى إلى أي لقاء مع الرئيس الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وحذر ترامب، إيران من أن تخصيبها لليورانيوم سيكون "خطيرا جدا" عليها، وقال إنه يعتقد أن إيران تريد التوصل لاتفاق مع واشنطن بخصوص برنامجها النووي.
وأجاب الرئيس الأمريكي للصحفيين في البيت الأبيض، ردا على سؤال عن إمكانية تخفيف الولايات المتحدة حملة "الضغوط القصوى" على إيران، بالقول "سنرى ما سيحدث".
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، الأربعاء، أن بلاده ستواصل تقليص التزاماتها النووية عند الضرورة.
إلى ذلك، حث روحاني أميركا على الكف عن ممارسة أقصى الضغوط وإنهاء سياسات العداء.
العقوبات الأمريكية
وكرر الرئيس الأمريكي أكثر من مرة سعي واشنطن لجولة جديدة من المحادثات مع طهران، بينما يتأثر اقتصاد النظام الإيراني بفعل مرحلتين من العقوبات عقب الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث استهدفت النظام المصرفي الإيراني وصادرات النفط وصناعة البتروكيماويات.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات بعد أن قالت الإدارة الأميركية إن الصفقة ستمكن طهران من إنتاج سلاح نووي في غضون بضع سنوات.
وقررت الولايات المتحدة، في أيار الماضي، إلغاء الإعفاءات من شراء النفط الإيراني التي أعطتها واشنطن لثماني دول: "الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا واليونان وإيطاليا وتايوان".
كذلك فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حزمة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف مسؤولين بارزين؛ على رأسهم المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، في حزيران الماضي.
وتصاعد التوتر مؤخرا بين إيران من جهة، والولايات المتحدة ودول خليجية حليفة لها من جهة أخرى؛ على أثر تخفيض طهران بعض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المتعدد الأطراف المبرم في 2015، بعد انسحاب ترامب منه.
محمد إسماعيل - إيران إنسايدر