قالت مصادر إعلامية محلية، يوم الثلاثاء، إن طائرات حربية مجهولة الهوية شنت ضربات مساء الاثنين 16 أيلول/سبتمبر، على أحد المواقع التابعة لإيران في مدينة البوكمال بديرالزور (شرق سوريا) على الحدود مع العراق، بعد أسبوع من ضربات سابقة استهدفت القاعدة المركزية لإيران في البوكمال.
وذكرت صفحة "فرات بوست" المحلية على موقع فيسبوك، أنه سمع دوي انفجارات عنيفة بحي الصناعة في مدينة البوكمال، بالتزامن مع تحليق لطيران مجهول في أجواء المنطقة.
وذكرت مصادر أخرى، أن قصفا جويا استهدف مواقع لميليشيات إيرانية وعراقية تتمركز في قرية الهري، في منطقة البوكمال.
وفي السياق، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن غارات جوية استهدفت الميليشيات التي تدعمها إيران في منطقة البوكمال القريبة من الحدود بين العراق وسوريا.
القاعدة المركزية
وقالت مصادر محلية لإيران إنسايدر، ليلة الأحد/الاثنين 9 أيلول/سبتمبر، إن طائرات حربية –يرجح أنها إسرائيلية- قصفت مواقع عدة لإيران والميليشيات التابعة لها في مدينة البوكمال بريف ديرالزور.
وأضافت المصادر، أن القصف استهدف القاعدة العسكرية التي بنتها إيران على الحدود السورية-العراقية (مجمع الإمام علي).
أظهرت صور نشرتها شركة (Image Sat International" (ISI" الإسرائيلية لتحليل الصور، الاثنين، دمار ثمانية مستودعات للسلاح داخل "مجمع الإمام علي" جراء غارات جوية استهدفت القاعدة العسكرية.
وتأتي الضربات الأخيرة يوم الاثنين 16 أيلول/سبتمر، بعد أسبوع من مقتل 21 شخصا في انفجار في مستودع أسلحة تستخدمه المليشيات التابعة لإيران في محافظة الأنبار العراقية.
ولم تحدد المصادر والتقارير العسكرية العراقية المسؤولية عن الهجمات، لكنها ربطت الحادث بالهجمات الأخيرة في العراق، والتي نسب بعضها إلى إسرائيل.
تسريب مواقع
ونشرت مصادر محلية، في مطلع شهر تموز/يوليو، خرائط توضح أماكن تمركز القوات الإيرانية شرق سوريا، ومراكز توزّع مخازن الأسلحة مع تحديد أنواع الأسلحة الموجودة في كل مقر.
وقالت مصادر محلية أن المنطقة "شهدت استنفارا غير مسبوق أعقبه قيام الميليشيات التابعة لإيران بنقل كميات كبيرة من السلاح من أحد مقراتها في مدينة البوكمال مع تغيير أماكن توزع الجنود والعناصر في المقر.
وأضافت أن قياديا إيرانيا يدعى "سلمان الإيراني"؛ والذي يعتبر القائد الأول للميليشيات التابعة لإيران في مناطق شرق سوريا، كلّف عناصر من "لواء فاطميون" -الذي يتكون من مقاتلين أفغان- بمهمة مراقبة وكشف من يقوم بالتصوير وإيصال المعلومات عن تحركات الميليشيات في المدينة، ورصد مكافأة مالية لمن يرشده إلى من يرصد ويصور تلك المواقع.
المواقع المسربة
وكشفت شبكة "عين الفرات" عبر صفحتها على فيسبوك، إن الموقع الأول يقع داخل مدينة البوكمال، وتحديدا في حي الجمعيات، حيث يتمركز فيه عناصر من ميليشيا "حزب الله" اللبناني، ويضم نحو 50 مسلحا بعتادهم الكامل.
أما المقر الثاني والذي يقع في حي الجمعيات أيضا، تتمركز فيه ميليشيا "حركة النجباء" التي ينحدر عناصرها من العراق.
ويقع الموقع الثالث على ضفاف نهر الفرات، مقابل قرية الباغوز التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ويستخدمه القيادي سلمان الإيراني، كمقر رئيسي للميليشيات التابعة لإيران، ويتواجد فيه 150 مسلحا من "لواء فاطميون" مع أسلحتهم الثقيلة، و8 راجمات صواريخ، وصواريخ موجهة محمولة على الكتف، ومضادات من عيار23 وعيار 14.50 وعيار 12.
وسربت الشبكة موقعا أخر داخل مدينة البوكمال، قالت إنه مقرا لميليشيا "زينبيون"، والتي ينحدر عناصرها من حملة الجنسية الباكستانية، ويختص عناصر الميليشيا بالتجوال أو مما يعرف بالدوريات الإيرانية في البوكمال، وتبدأ هذه الميليشيات بالتجوال من الساعة 9 ليلا حتى الساعة 6 صباحا.
أما "حزب الله" الذي ينحدر عناصره من لبنان، يتمركز في حي الجمعيات، بحسب "عين الفرات" التي أضافت أن مقر استخبارات الحرس الثوري الإيراني يقع في دمشق، ويتم استخدامه للتواصل مع الميليشيات الإيرانية في العراق، ويعلوه برج إرسال مرتفع يستخدم فقط من قبل الاستخبارات الإيرانية.
وفي حي المساكن تحديدا في البوكمال، قالت الشبكة أنه يوجد مستودع ذخيرة يتبع لـ"فاطميون"، كما يأوي مشفى عائشة سابقا مستودع أسلحة، ويوجد داخل المشفى سرداب يوضع به السلاح لتسليح الميليشيات التابعة لإيران المتواجدة في مدينة البوكمال.
وقالت الشبكة إن إيران ترسل السلاح لميليشياتها شرق سوريا، من مدينة القائم العراقية، وتسلمها للقيادي "سلمان" المسؤول في مدينة البوكمال.
وأشارت أن "سلمان" ينفذ مهامه بتوجيهات من مكتب الحرس الثوري الإيراني في دمشق.
وفي ريف مدينة البوكمال، وتحديدا قرية سويعية، قالت "عين الفرات" إنه يوجد مقر لـ "لواء فاطميون" مع أسلحتهم وعتادهم الكامل، واختصاص عناصر هذه الميليشيا تشكيل حاجز دائم على الطرق على مدار 24 ساعة لتفتيش المدنيين.
عبدالرحمن عمر - إيران إنسايدر