قالت مصادر مطلعة، يوم الثلاثاء، إن إيران أطلقت أكثر من 20 طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية في "هجمات 14 سبتمبر" يوم السبت.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، أن المسؤولين الأميركيين أطلعوا السعودية على تقارير استخباراتية توصلت إلى أن إيران أطلقت أكثر من عشرين طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية يوم السبت الماضي، فيما أفادت تقارير بأن إصلاح الأضرار يستغرق شهورا.
وذكرت الصحيفة أن السلطات السعودية قالت إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لاستنتاج أن الهجوم أطلق من إيران، وأن المعلومات الأميركية لم تكن حاسمة.
وأشارت إلى انقسام في صفوف المسؤولين في واشنطن والرياض بشأن كيفية الرد، فالبعض يريد ضرب إيران عسكريا، بينما يخشى آخرون أن يؤدي أي هجوم إلى مواجهة إقليمية أوسع.
وقالت "وول ستريت جورنال"، إن الرئيس ترامب وفريقه للأمن القومي ناقشوا عملا عسكريا محتملا ضد إيران، لكنهم لم يتخذوا أي قرار.
وفي وقت سابق، أكد ترامب رغبته في تجنب الحرب مع إيران، مع استعداده مساعدة السعودية مقابل المال.
وقال ترامب للصحفيين إن المسؤولين الأميركيين يتحققون من الجهة المسؤولة عن شن الهجمات على منشأتي شركة أرامكو بالسعودية، مضيفا أنه يبدو أن إيران هي المسؤولة إلا أنه يرغب "بكل تأكيد" في تجنب الحرب معها مع أن بلاده تملك "أقوى جيش في العالم"، معتبرا أن الدبلوماسية لا تستنفد أبدا عندما يتعلق الأمر بإيران.
وأضاف "أعتقد أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا للسعودية فإنه يقع على عاتقها أيضا أن تدفع قدرا كبيرا من المال، أعتقد أيضا أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيدا".
لجنة تحقيق
وقالت وزارة الخارجية السعودية، يوم الاثنين 16 أيلول/سبتمبر، إنها ستقوم بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة، للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات الجارية، بخصوص الهجمات التي تعرضت لها منشآت شركة "أرامكو النفطية".
وأضافت الخارجية في بيانها أنها "ستتخذ كافة الإجراءات المناسبة في ضوء ما تسفر عنه تلك التحقيقات، بما يكفل أمنها واستقرارها.
وشددت على أن المملكة قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات.
وأشار بيان الخارجية إلى أن التحقيقات الأولية بينت عن استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات، والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات.
وقالت الوزارة إن "الهدف من هذا الهجوم موجه بالدرجة الأولى لإمدادات الطاقة العالمية، وهو امتداد للأعمال العدوانية السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو السعودية باستخدام أسلحة إيرانية".
ودعت المجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته في إدانة من يقف وراء ذلك، والتصدي بوضوح لهذه الأعمال الهمجية التي تمس عصب الاقتصاد العالمي".
اتهامات لإيران
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، إنه متفق مع وزير خارجيته مايك بومبيو حول مسؤولية إيران عن اعتداءات أرامكو.
وأكد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي في واشنطن، عقب لقاء ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، أن السعودية لديها معلومات كثيرة حول من يقف وراء هجوم أرامكو. وقال "لسنا على عجلة وسيكون لدينا موقف بناء على النتائج النهائية لهجوم أرامكو".
وأضاف ترامب "سيتم الإعلان قريبا عن مصدر الاعتداءات على منشآت النفط التابعة لأرامكو في السعودية".
وقال الرئيس الأمريكي، إن أميركا مستعدة لمواجهة النزاعات أكثر من أي دولة أخرى في التاريخ، ولفت إلى أن الخيار الدبلوماسي لم يستنفد بعد مع إيران.
وأشار إلى أن أسعار النفط لم ترتفع كثيرا في أعقاب الهجوم على منشأتي النفط في السعودية.
وقال الرئيس الأميركي إن الاتفاق النووي الذي وقعته الإدارة السابقة مع إيران "أشبه بكارثة"، لافتا إلى أن إيران تعاني أزمات اليوم أكثر مما كان لديها قبل سنتين.
تحقيقات جارية
وفي السياق، أكد التحالف العربي بقيادة السعودية، يوم الاثنين، إن مصدر إطلاق الطائرات المسيرة التي استهدفت منشآت نفطية بالمملكة لم يكن اليمن، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية للكشف عن مصدر إطلاقها.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، إن الطائرات الحوثية المسيرة، هي طائرات إيرانية الصنع من طراز "أبابيل"، مضيفا أن الميليشيا مستمرة باستهداف المناطق المدنية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، متهما الحوثيين بمواصلة انتهاك اتفاق الحديدة.
وتعرضت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر