قال مسؤول أمريكي كبير، يوم الأحد، إن الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر الذي هدد إمدادات النفط العالمية جاء من ناحية إيران، مضيفا أن صواريخ كروز ربما استخدمت فيه.
وكشف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه توجد 19 نقطة تعرضت للضرب في الهجوم، وأن الأدلة تظهر أن منطقة الإطلاق كانت في الاتجاه الغربي والشمالي الغربي للأهداف -ناحية إيران- وليس اليمن في الجنوب.
وأضاف المسؤول لوكالة "رويترز" أن مسؤولين سعوديين أشاروا إلى أنهم رأوا دلائل على استخدام صواريخ كروز في الهجوم الأمر الذي لا يتسق مع زعم الحوثيين المتحالفين مع إيران بأنهم نفذوه بعشر طائرات مسيرة.
وتابع المسؤول قائلا "لا يوجد شك في أن إيران مسؤولة عن هذا. مهما تحاول أن تغير ذلك، لا مجال للهروب. لا احتمال آخر. الدليل يشير إلى أنه لا يوجد اتجاه آخر غير مسؤولية إيران عن هذا".
ترامب يتوعد
وفي السياق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، المملكة العربية السعودية إلى إعلان نتائج التحقيق حول الجهة المسؤولة عن قصف المنشأتين تحضيرا لرد عسكري.
وقال ترامب، إن "الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد للتعامل مع تداعيات الهجوم على أرامكو"، مضيفا "نعتقد أننا نعرف من يقف وراء الهجوم على إمدادات النفط السعودية".
وبخصوص الأنباء عن نية ترامب الاجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال ترامب، إن "الأنباء التي تتحدث عن اعتزامه الاجتماع مع إيران دون شروط غير صحيحة".
وكشف ترامب، يوم الأحد، أنه سمح بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي عند الضرورة بسبب الهجوم على منشأتي النفط التابعتين لأرامكو.
وقال ترامب على تويتر "استنادا إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية، والذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط، سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر، وستكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق جيدة".
من العراق
وفي سياق متصل، كشف موقع إخباري إسرائيلي، يوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر، إن الطائرات التي استهدفت منشأتين نفطيتين سعوديتين فجر يوم السبت، انطلقت من قواعد ميليشيات عراقية تابعة لإيران من جنوب العراق.
وقالت مصادر لموقع "ديبكا" المخابراتي، إن المسافة بين هذه القواعد والمنشآت النفطية السعودية ما يزيد قليلا عن 800 كيلومترا.
وأضافت، أن عشرات الطائرات المسيرة المتفجرة ذات الصناعة الإيرانية هي من نفذت الهجوم على منشأتي بقيق وخريص السعوديتين.
وتشير مصادر "ديبكا" إلى أن هذا ليس الهجوم الأول على السعودية من قبل إيران من الأراضي العراقية، ففي 15 أيار/مايو، هاجمت طائرتان بدون طيار إيرانيتين من العراق محطتي ضخ رئيسيتين لخط أنابيب النفط شرق-غرب لشركة أرامكو وسط السعودية، وأشعلا النار فيهما. وإلى ميناء ينبع النفطي، الذي يقع غربا على ساحل البحر الأحمر، ينقل خط الأنابيب هذا النفط المنتج في حقول النفط السعودية في الشرق إلى ميناء ينبع غرب ساحل البحر الأحمر.
وأعلنت الدوائر العسكرية الإسرائيلية، مساء السبت، أن إسرائيل يمكن أيضا أن تواجه مثل هذه الضربات الجوية من العراق. وأشارت هذه المصادر إلى أنه على الرغم من أن السعودية لديها أنظمة إنذار مضادة ودفاع جوي متقدم، إلا أنه من الصعب للغاية اكتشاف مثل هذا الهجوم بواسطة الطائرات بدون طيار.
وتشير المصادر العسكرية والاستخبارية في "تيك ديبكا" إلى أن حقيقة قيام الحرس الثوري الإيراني بإنشاء بنية تحتية لوجستية جوية في العراق قادرة على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط عبر إطلاق عشرات الطائرات بدون طيار متفجرة من شأنها أن تضيء علامات الإنذار في إسرائيل والولايات المتحدة.
اتهام لإيران
واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إيران، بالوقوف وراء الهجوم بطائرات مسيرة استهدف المنشأتين النفطيتين التابعتين لشركة أرامكو السعودية، قائلا إن "إيران شنت الآن هجوما غير مسبوق على إمدادات النفط العالمية".
وفي السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق في الهجوم، قوله إن الاعتداء الذي تبنته ميليشيا الحوثي اليمنية من المرجح أنه نفذ من العراق.
بدورها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن خبراء سعوديين وأميركيين يحققون في احتمال استخدام صواريخ كروز في الهجوم أطلقت من العراق أو إيران.
رد إيراني
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن إلقاء اللوم على إيران "لن ينهي الكارثة".
بدوره، قال الناطق باسم وزارة خارجيتها عباس موسوي، إن "هذه الاتهامات ووجهات النظر الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق دبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له".
واعتبر أن هدفها تشويه صورة طهران والتمهيد "لإجراءات في المستقبل" قد تتخذ بحقها، حسب تعبيره.
ترامب يهاتف بن سلمان
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، يوم السبت 14 أيلول/سبتمبر، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الاتصال جاء بعد هجوم بطائرات مسيرة من قبل ميليشيا الحوثي التي تبنت العملية، واستهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
وأضافت الوكالة أن الرئيس الأميركي أكد على استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.
المصدر: إيران إنسايدر