دعا سيناتور أمريكي بارز، يوم السبت، حكومة بلاده، إلى دراسة توجيه ضربة عسكرية على المنشآت النفطية الإيرانية ردا على هجوم ميليشيا الحوثي على منشأتي نفط سعوديتين فجر السبت، في الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بالوقوف وراء الهجمات.
وغرد السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على حسابه في "تويتر"، قائلا "حان الوقت الآن للولايات المتحدة أن تضع على الطاولة خطة للهجوم على مصافي النفط الإيرانية إذا واصلت استفزازاتها، أو زادت التخصيب النووي".
وأضاف أن إيران لن توقف أعمالها السيئة حتى تعرف أن عواقبها أكثر جدية، مثل مهاجمة مصافيها التي حقًّا ستكسر ظهر النظام.
الجدير بالذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم ترد على إسقاط إيران لطائرة أمريكية مسيرة في الخليج العربي منذ شهرين، وأعلن ترامب أنه أوقف الضربة قبل دقائق من شنها، كما لم تحرك ساكنا إزاء توجه ناقلة النفط الإيرانية العملاقة إلى سوريا وتفريغ الشحنة رغم التهديدات الأمريكية والوعيد أثناء إبحارها من جبل طارق حتى وصولها إلى قبالة سواحل طرطوس على البحر المتوسط، وتكتفي بفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
اتهامات لإيران
بدوره، حمّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأحد، إيران مسؤولية الهجوم على مواقع نفطية في السعودية، لافتا إلى أن إيران تقف خلف نحو 100 هجوم على السعودية.
وأضاف بومبيو أنه على العالم أجمع إدانة هجوم إيران على إمدادات الطاقة العالمية، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته جواد ظريف يتظاهران باللجوء للدبلوماسية.
وأكد بومبيو أن إيران شنت هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، وأنه لا يوجد دليل على أن الهجوم على معملي أرامكو جاء من اليمن.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستعمل مع شركائها وحلفائها على حماية إمدادات الطاقة العالمية.
ترامب يهاتف بن سلمان
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، يوم السبت، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الوكالة أن الرئيس الأميركي أكد على استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.
أضرار بالغة
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن المملكة العربية السعودية أوقفت نحو نصف إنتاجها من النفط بعد هجمات ميليشيا الحوثي على منشآت نفطية يوم السبت.
وأفادت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز، بأن إنتاج النفط السعودي وصادرات المملكة منه تعطلت بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة أرامكو، إحداهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
وقال أحد المصادر، إن الهجمات ستؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يوميا، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.
من جانبها، نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورا فضائية تظهر ارتفاع وامتداد أعمدة سحب الدخان في السعودية بعد الهجوم.
وتبنت ميليشيا الحوثي الهجوم بعشر 10 طائرات مسيرة، واستهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
ترامب يهاتف بن سلمان
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، يوم السبت، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الوكالة أن الرئيس الأميركي أكد على استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.
توقف مؤقت
من جانبه، صرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودي، بأنه في يوم السبت، وفي تمام الساعة 3:31 و3:42 صباحا، وقعت عدة انفجارات نتيجة لهجمات إرهابية في معامل شركة أرامكو السعودية في خريص وبقيق، نتج عنها حرائق تمت السيطرة عليها.
وأشار إلى أنه نتج عن هذا العمل الإرهابي توقف عمليات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل مؤقت، وحسب التقديرات الأولية أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو (5.7) مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات.
وأوضح الوزير أن هذه الانفجارات قد أدت أيضًا إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو (2) مليار قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي (50%).
أما على صعيد الإمدادات المحلية فقد أكد الوزير على أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع حتى الآن، والشركة لاتزال في طور تقييم الآثار المترتبة على ذلك.
كما أوضح أن الشركة تعمل حاليًا على استرجاع الكميات المفقودة، وستقدم خلال الـ 48 ساعة القادمة معلومات محدثة.
وأشار وزير الطاقة إلى أن هذا الهجوم الإرهابي والتخريبي هو امتداد للهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج العربي.
وأكد على أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهو يمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، ويبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدورة بالمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها.
من جانبه، قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر بعد تفقده للمواقع عقب الهجوم الذي تعرض له معملي بقيق وخريص "إنه لا توجد إصابات ولله الحمد بين العاملين"، معبرا عن شكره للفرق التي شاركت في الاستجابة لهذا الحادث.
وأشار إلى أنه يجري حاليا العمل على استرجاع كميات الإنتاج، وسيتم تقديم معلومات محدثة حول ذلك خلال الـ 48 ساعة القادمة.
المصدر: إيران إنسايدر