قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن المملكة العربية السعودية أوقفت نحو نصف إنتاجها من النفط بعد هجمات ميليشيا الحوثي على منشآت نفطية يوم السبت.
وأفادت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز، بأن إنتاج النفط السعودي وصادرات المملكة منه تعطلت بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة أرامكو، إحداهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
وقال أحد المصادر، إن الهجمات ستؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يوميا، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.
من جانبها، نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورا فضائية تظهر ارتفاع وامتداد أعمدة سحب الدخان في السعودية بعد الهجوم.
وتبنت ميليشيا الحوثي الهجوم بعشر 10 طائرات مسيرة، واستهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
ترامب يهاتف بن سلمان
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، يوم السبت، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الوكالة أن الرئيس الأميركي أكد على استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشددا على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد ولي العهد أن للمملكة الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.
إدانات عربية ودولية
دانت دول عدة الهجوم الذي تعرضت له منشأتا نفط سعوديتان تتبعان لشركة أرامكو في محافظة (بقيق) وهجرة (خريص)، وأديا إلى اندلاع حريقين، فجر السبت، وتبنت ميليشيا الحوثي الهجمات التي قالت إنها جرت عبر طائرات درون مسيرة.
وقال السفير الأميركي في الرياض، جون أبي زيد، على حسابه في تويتر "تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي نفذتها اليوم طائرات مسيرة على منشأتي نفط في محافظة بقيق وهجرة خريص".
وأضاف أن "هذه الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والتي تعرض المدنيين للخطر تصرف غير مقبول، وستفضي عاجلا أم آجلا إلى فقدان أرواح بريئة".
من جانبها، نددت بريطانيا بالهجوم على منشآت أرامكو، وقالت إن على الحوثيين وقف استهداف البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة.
وقال أندرو موريسون وزير الشؤون الخارجية البريطاني المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تغريدة على تويتر إنه "هجوم غير مقبول أبدا على منشآت نفط في السعودية هذا الصباح".
وأضاف قائلا "على الحوثيين وقف تقويض أمن السعودية بتهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية".
استنكار كويتي
بدوره، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن "استنكار دولة الكويت الشديد للهجومين"، وأوضح المصدر أن "دولة الكويت وفي الوقت الذي تدين فيه وبأشد العبارات الهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة وإمدادات الطاقة العالمية لتؤكد مطالبتها المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة للجم مثل هذه الاعتداءات ومنع تكرارها".
وأكد "وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها".
إدانة بحرينية
من جهتها، دانت وزارة خارجية مملكة البحرين، واستنكرت بشدة الهجوم الذي استهدف المعملين التابعين لشركة أرامكو.
وشددت الخارجية على "موقف مملكة البحرين الثابت ووقوفها في صف واحد إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وضد كل من يحاول المساس بأمنها أو يهدد استقرارها، ودعمها فيما تتخذه من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها، وتأييدها فيما تقوم به من جهود كبيرة ودور محوري في مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي".
تضامن إماراتي
بدورها، استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة، الهجوم، ونددت دولة الإمارات بهذا العمل الذي وصفته بـ"الإرهابي والتخريبي"، واعتبرته دليلا جديدا على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
إدانة يمنية
إلى ذلك، دانت الجمهورية اليمنية بأشد العبارات "الاستهداف الإرهابي"، وأكد بيان صادر عن الخارجية اليمنية، وقوفها حكومة وشعبا مع السعودية ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها، وتأييد كافة الإجراءات التي تتخذها المملكة في مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وأكدت، مجددا، موقف اليمن الثابت ضد الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وأن مثل هذه الأعمال الإرهابية تشكل تهديدا خطيرا ليس فقط على المملكة وإنما على الأمن واستقرار المنطقة ككل.
تنديد عربي
وفي السياق ذاته، ندد البرلمان العربي بالهجوم، داعيا إلى "التحرك العاجل للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية".
بدورها، أدانت مصر الهجوم، مشيرة في بيان للخارجية إلى تضامنها مع السعودية ودعم الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
كما أدانت الخارجية الفلسطينية الهجوم، وحذر الأردن -في بيان للخارجية الأردنية- من أن "هذا العمل الإرهابي المدان يعد تصعيدا خطيرا يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية ويزيد من التوتر في المنطقة".
قلق أممي
من جانبه، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفثس، السبت، عن قلقه البالغ إزاء الهجمات بالطائرات المسيّرة على اثنتين من المنشآتين النفطيتين.
واعتبر غريفثس، في بيان صحافي، هذا التصعيد العسكري "مقلقا للغاية".
ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس، وحث على منع تكرار حوادث كهذه، والتي وصفها بأنها "تشكّل تهديدا خطيرا على الأمن الإقليمي، وتزيد من تعقيد الوضع الهش أصلا وتعرّض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للخطر".
تحقيقات جارية
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أن التحقيقات تجري بشأن الهجوم على معملي شركة أرامكو السعودية لمعرفة الأطراف المتورطة.
وقال المالكي "بالإشارة للبيان الصادر من المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بشأن الهجوم الإرهابي صباح السبت على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية بمحافظة (بقيق) وهجرة (خريص)، وبناء على التحقيقات الأولية المشتركة مع الجهات ذات العلاقة والمبنية على الدلائل والمؤشرات العملياتية والأدلة المادية بموقعي الهجوم الإرهابي فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد أن التحقيقات لا زالت جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية".
وأكد المتحدث "استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية للحفاظ على المقدرات الوطنية وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي".
هجوم بالمسيرات
بدوره، قال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أنه "عند الساعة الرابعة من صباح يوم السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار "درون"، حيث تم بتوفيق الله السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وباشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك. والله ولي التوفيق".
وتبنت ميليشيا الحوثي، على لسان المتحدث العسكري باسمها العميد يحيى سريع، الهجوم على منشأتي أرامكو، وقال إن الهجوم نفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشرا ودقيقا، وجاء بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق، حسب قوله. وأطلقت ميليشيا الحوثي على الهجوم "عملية توازن الرعب الثانية"، وأضافت أن بنك أهدافها في السعودية يتسع يوما بعد يوم.
هجمات سابقة
وشنت ميليشيا الحوثي هجوما على منشأة للغاز في حقل الشيبة النفطي قرب حدود السعودية مع الإمارات بطائرات مسيرة الشهر الماضي.
وفي أيار/مايو الماضي، جرى استهداف محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة "أرامكو" بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، بطائرات درون مفخخة.
وأكدت أرامكو، آنذاك، عدم وقوع أي إصابات في الهجوم، لافتة إلى أن إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز "لم تتأثر".
وفي أعقاب الحادث، طالبت السعودية الأمم المتحدة بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تحظر على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، استخدام ميناء الحديدة غربي اليمن، كمنصة لإطلاق عمليات إرهابية.
واعتبرت الرياض أن هذه الممارسات الحوثية، تقوض جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي، مطالبة مجلس الأمن، بإجراءات فورية لنزع سلاح الميليشيات الانقلابية، لمنع حدوث تصعيد في المنطقة، واندلاع مواجهات إقليمية.
المصدر: إيران إنسايدر