كشف تقرير ربع سنوي لعملية "العزم الصلب" التي تقودها واشنطن ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، أن الميليشيات التابعة لإيران في العراق وسوريا زادت من هجماتها على مواقع وأصول التحالف الدولي خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في التقرير الذي قدمته للكونغرس بالفترة ما بين 1 يناير/كانون الثاني إلى 31 مارس/آذار الماضي، "على الرغم من أن هذه الميليشيات لا ترتبط مباشرة بمهمة مكافحة الإرهاب في عملية مكافحة الإرهاب، إلا أن أفعالها هددت نجاح عمليات التحالف خلال هذا الربع".
وأضافت "في سوريا، هاجم وكلاء النظام السوري والإيراني القوات الشريكة واستغلوا المظالم المحلية لحشد الدعم في وادي نهر الفرات الأوسط حيث تعمل كل من القوات الموالية للنظام وشركاء التحالف الأساسيين، قوات سوريا الديمقراطية".
وأشارت إلى أن زيادة الميليشيات المتحالفة مع إيران من هجماتها في العراق والتي استهدفت مواقع وأصول التحالف، أدى إلى رحيل مؤقت للمتعاقدين الأمريكيين الذين يدعمون برنامج F-16 العراقي من قاعدة بلد الجوية.
وتستضيف هذه القاعدة الجوية متعاقدين من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية الذين يلعبون دورا حاسما في دعم عمليات F-16 العراقية.
وقال التقرير "واصلت قوات التحالف الدولي تقديم الدعم والتعليمات للقوات العراقية، والتي أظهرت، وفقه، تقدما متزايدا في قدراتها لمنع عودة تنظيم داعش"، مضيفا "مع ذلك، تمكن التنظيم من شن هجمات، بما في ذلك عمليتي تفجير مزدوج في بغداد" يقول التقرير.
وذكر التقرير الذي صدر قُبيل آخر هجوم على القاعدة الجوية، أن هؤلاء المتعاقدين أجبروا على مغادرة القاعدة مؤقتا في مارس/آذار "بسبب التهديدات الأمنية"، وأضاف أن بعضهم عاد إلى العمل في مارس.
ويأتي الموقف بعد عام مضطرب (2020)، حيث لم يتمكن المتعاقدون في بعض الأحيان من دعم طائرات F-16 العراقية بشكل مباشر في القاعدة بسبب "مجموعة من التهديدات الإقليمية وتأثير وباء كورونا".
وكشفت الوثيقة التي نقلها موقع وزارة الدفاع الأمريكية، أن داعش "يواصل تجنيد أعضاء ومقاتلين جدد" مستفيدا من التوترات العرقية والدينية والسياسية.
التقرير الذي يعطي كذلك تفاصيل الوضع العام في العراق وسوريا، قال إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي ساهمت في صعود داعش سابقا يمكن أن تدفع نموه من جديد و"بشكل أكبر"، على حد تعبير الوثيقة.
وبحسب التقرير، اجتاحت الأزمات الاقتصادية كل من العراق وسوريا، مما تسبب في نقص الغذاء وفرص التوظيف.
وفي العراق، أدى تفشي الفساد إلى تأجيج الاضطرابات المدنية المستمرة، بينما أدى تفاقم العنف والظروف المعيشية المزرية في مخيمات النازحين في سوريا إلى تعطيل الجهود المبذولة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة مما ضاعف من تعرض سكان تلك المخيمات للتجنيد من قبل عناصر تنظيم داعش.
ولفت التقرير إلى أن وباء فيروس كورونا المستجد، قيّد المساعدات الإنسانية، حيث تراجع عدد الموظفين في البعثة الأمريكية في العراق، بينما ساهم هذا الوضع في تحديد التمويل والمساعدات في سوريا، ما أثر سلبا على جهود الدعم في البلاد.
وتعرضت قاعدة بلد التي تستضيف قوات أمريكية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، الاثنين 3 مايو، لقصف بصواريخ الكاتيوشا.
وقالت مصادر أمنية، إن 3 صواريخ على الأقل سقطت على القاعدة التي تضم متعاقدين أمريكيين.
وتعرضت قاعدة بلد لقصف صاروخي في 18 أبريل / نيسان الماضي، ما أدى لإصابة خمسة أشخاص، وأيضا طالها القصف في 4 نيسان/ أبريل، كما قصفت بصواريخ الكاتيوشا، في 16 مارس/آذار الماضي، دون أن يسفر ذلك الهجوم عن وقوع إصابات.
وتعرضت القاعدة في الـ 20 من شهر فبراير/شباط الفائت للاستهداف بعدة صواريخ، ما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي الجنسية.
يذكر أن قاعدة بلد الجوية كانت تضم في وقت سابق قوات أمريكية، لكنها انسحبت منها قبل أشهر، وتضم اليوم مجموعة مقاولين أمريكيين وموظفي صيانة طائرات F16.
إيران إنسايدر – (فتحية عبدالله)