كشف تقرير مفتشي الطاقة الذرية، اليوم الاثنين، خرق إيران لمستوى تخصيب اليورانيوم، مؤكدين أن طهران تخصب اليورانيوم بدرجات محظورة.
وقالت وكالة الطاقة الذرية، في تقرير اطلعت عليه "رويترز"، إن إيران خصبت اليورانيوم بدرجة نقاء أعلى من المنصوص عليه في الاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم الوكالة في بيان إن "مفتشي الوكالة تحققوا في الثامن من تموز/يوليو من أن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3,67%".
وذكر تقرير أرسل للدول الأعضاء في الوكالة، أن الوكالة تحققت من مستوى تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة على الانترنت لمراقبة التخصيب، مضيفا أن عينات أخذت أيضا اليوم لفحصها.
وكان قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، اليوم الاثنين، إن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% سيكون أحد خيارات إيران في المرحلة الثالثة، في الوقت الذي صدرت فيه مواقف دولية جديدة من الاتحاد الأوروبي، واليابان، والصين، وألمانيا وروسيا، وأمريكا بهذا الإطار.
ورغم تهديد المتحدث الإيراني برفع تخصيب اليورانيوم إلى 20%، إلا أنه عاد وقال إن بلاده لا تريد أن تتجه إلى هذا المستوى حاليا لأنها لا تحتاج لذلك.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، إن خطوة بلاده المقبلة ستكون أقوى إذا لم تنفذ الدول الأوروبية التزاماتها في الاتفاق.
وأضاف موسوي في مؤتمر صحفي أن طهران لن تغلق باب الدبلوماسية لكنها لن تتفاوض مع الغرب خارج إطار الاتفاق النووي، ولن تقبل التزامات جديدة.
وأوضحت الوكالة الإيرانية أن تخصيب اليورانيوم تجاوز 4.5%، وهي نسبة كافية لتأمين احتياجات المنشآت الكهروذرية.
ردود فعل دولية
وفي السياق، صدرت ردود فعل دولية على إعلان إيران أمس الأحد، استئناف تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى من المستوى الذي يسمح به اتفاق 2015.
وطالب الاتحاد الأوروبي طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، والالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي.
وأعرب متحدث باسم المفوضية الأوروبية عن القلق من تجاوز طهران الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم، مشيرا إلى أن المفوضية تنتظر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الصين قالت إنها تأسف للخطوات الإيرانية بخصوص أزمة الاتفاق النووي، ودعت كل الأطراف إلى ضبط النفس، معتبرة أن حل المسألة النووية ينبغي أن يتم بالطرق الدبلوماسية.
لكن المتحدث باسم الخارجية جينغ شوانغ، قال إن الضغوط الشديدة التي تمارسها الإدارة الأميركية على طهران هي السبب في تفاقم الأزمة.
بدورها، قالت الحكومة اليابانية إنها قلقة بشأن قرار إيران تجاوز السقف المحدد لها في تخصيب اليورانيوم، وأكدت أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية من أجل الوصول إلى حل عبر الحوار.
الخارجية الألمانية أعلنت أنها ستدعو إلى استمرار العمل بالاتفاق النووي الإيراني، رغم تجاوز طهران حد التخصيب المسموح به.
وفي روسيا، أعرب الكرملين عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة المرتبطة بخطة العمل الشاملة المتعلقة ببرنامج إيران النووي، ودعا إلى مواصلة الحوار.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بلاده ستستمر في بذل الجهود الدبلوماسية بهذا الشأن. وأوضح أنها في انتظار نتائج عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان حذر الرئيس دونالد ترامب إيران -في وقت سابق- من المضي في تخصيب اليورانيوم، وقال وزير خارجيته مايك بومبيو إن توسيع طهران لبرنامجها النووي سيؤدي لمزيد من العقوبات والعزلة.
وجاءت هذه التطورات، بعد أمر الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق من يوم الأحد، بتقليص التزامات طهران بالاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية، إذ سترفع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يحظره الاتفاق (فيينا 2015) لإنتاج وقود لمحطات توليد الكهرباء.
واتفاق فيينا وقع في تموز/يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.
وبموجب الاتفاق، تلتزم إيران عدم السعي إلى امتلاك السلاح النووي والحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وقال المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إنه "بأمر من الرئيس حسن روحاني بدأت اليوم المرحلة الثانية من خطة خفض تعهدات إيران".
وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايتها من العقوبات الأميركية.
ويأتي خفض الالتزام بعد انتهاء مهلة الستين يوما التي حددتها إيران للشركاء الأوروبيين من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.
وأعلنت إيران اليوم الأحد عن مهلة 60 يوما إضافية لإيجاد آلية للتبادل التجاري ونظم المدفوعات الدولية، في ظل العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018 وفرضت عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
المصدر: إيران إنسايدر