تلقت إيران ثلاث ضربات موجعة نفذتها إسرائيل ضدها خلال أقل من أسبوع، فمن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية لإيران بمحيط العاصمة السورية دمشق، إلى استهداف سفينة ساويز التابعة للحرس الثوري الإيراني في البحر الأحمر، وآخرها توجيه ضربة جديدة استهدفت منشأة نطنز النووية داخل إيران.
استهداف "ساويز"
وتعرضت السفينة الإيرانية "ساويز" التابعة للحرس الثوري الإيراني،، الثلاثاء 7 أبريل/نيسان، إلى هجوم في البحر الأحمر، قبالة سواحل جيبوتي.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت تقريرا عن هذا الأمر بعنوان "استهداف سفينة إيرانية في البحر الأحمر"، مضيفة "السفينة التي تم استهدافها تحمل اسم "ساوير" وهي تابعة للحرس الثوري الإيراني وتقوم بجمع معلومات استخبارية".
وكشف مسؤول أمريكي، الأربعاء 8 أبريل، أن إسرائيل أخطرت واشنطن بأن قواتها ضربت السفينة الإيرانية ساويز في البحر الأحمر.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- قوله، إن "الإسرئيليين قالوا إن الهجوم جاء انتقاما لضربات إيرانية سابقة لسفن إسرائيلية".
وأضاف المسؤول الأمريكي، إنه من المحتمل أن يكون الهجوم قد تأجل للسماح لحاملة الطائرات الأمريكية "دوايت دي أيزنهاور" في المنطقة بوضع مسافة بينها وبين ساويز. وقال المسؤول إن أيزنهاور كانت على بعد حوالي 200 ميل عندما أصيبت ساويز.
وقبل "ساويز" كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن 12 عملية لاستهداف إسرائيل للسفن الإيرانية في البحر المتوسط، في الوقت الذي ظلت طهران صامتة طيلة تلك الفترة.
وقالت الصحيفة، إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، يعتقد أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا، وذلك خوفا من أن تمول من أرباح النفط التطرف في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإقليميين، إلى أن بعض الهجمات استهدفت سفنا إيرانية كانت تنقل شحنات أسلحة عبر المنطقة، في تعارض مع العقوبات الأمريكية والدولية ضد إيران.
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل استخدمت منذ أواخر 2019 أسلحة متنوعة بما فيها ألغام بحرية، لاستهداف السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية، أثناء توجهها نحو سوريا عبر البحر الأحمر وممرات مائية أخرى في المنطقة.
غارات دمشق
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، فجر الخميس 8 أبريل/نيسان الجاري.
وقالت مصادر معارضة، إن القصف استهدف مواقع عسكرية لإيران في محيط ضاحية قدسيا ومركز البحوث العلمية في جمرايا، والقاعدة العسكرية في محيط الفرقة العسكرية الأولى في منطقة الكسوة جنوب دمشق.
ويعتبر هذا القصف هو الثامن منذ بداية العام الحالي لمواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، تابعة لقوات النظام والحرس الثوري الإيراني، من بينها مركز البحوث العلمية في جمرايا ومن المرجح أنه يستخدم لتطوير أسلحة كيميائية محرمة.
ضربة نطنز
وفجر الأحد 11 أبريل، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، عن وقوع حادث في قسم شبكة توزيع الكهرباء في منشأة "شهيد أحمدي روشان" بمفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم.
واتهمت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، إسرائيل بالوقوف وراء عملية الاستهداف للمنشأة النووية، متوعدة بالرد في الزمان والمكان المناسبين.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية "كان"، أمس الأحد، عن مصادر استخباراتية قولها، إن الموساد نفذ هجوما إلكترونيا استهدف منشأة نطنز النووية في إيران.
ولم يكشف تقرير إذاعة "كان" عن جنسية مصادر المخابرات.
بدورها، أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الحادث الذي وقع في مفاعل نطنز بإيران، لم يكن "حادثا"، وأن الضرر أكبر بكثير مما تعرضه إيران للجمهور.
وبناءً على التقارير، أشارت الصحيفة إلى أن الحادث المزعوم نتج عن هجوم إلكتروني، ربما من قبل إسرائيل.
وشهد مفاعل نطنز النووي، في يوليو/تموز 2020، انفجارا في مبنى تابع له، قالت طهران حينها إنه "نتج عن عملية تخريبية"، متهمة إسرائيل بالوقوف ورائه.
وتبلغ مساحة مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم 100 ألف متر مربع، وأنشئ تحت الأرض بـ8 أمتار ومحمي بجدار سمكه 2.5 متر، يحميه جدار آخر خرساني.
وتم استهداف نطنز من قبل العمليات السيبرانية الإسرائيلية، وفقا لتقارير أجنبية، في عام 2010، حيث هاجم فيروس Stuxnet المنشأة في عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، ودمر أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي.
إيران إنسايدر - (عبدالرحمن عمر)