سقط 53 قتيلا بينهم 22 من القوات التابعة للجيش اليمني في المعارك المحتدمة في مأرب، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وفقا لما أفاد به مسؤولون عسكريون لوكالة "فرانس برس".
وقال المسؤولون في القوات الحكومية للوكالة، اليوم السبت، إن "المعارك تركّزت عند جبهتي الكسارة والمشجح شمال غرب المدينة، الواقعة على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء، بعد محاولة المتمردين الحوثيين تحقيق تقدم".
وأشاروا إلى أن المعارك خلفت 22 قتيلا من القوات الحكومية بينهم 5 ضباط وإصابة العشرات، إلى جانب مقتل 31 من الحوثيين، الذين لا يعلنون عادة عن أعداد قتلاهم.
معركة مأرب
وشن الحوثيون هجوما كبيرا على محافظة مأرب شرقي اليمن، قبل شهر، في محاولة للسيطرة على المحافظة الاستراتيجية، لكنها لم تنجح حتى الآن في اختراق ميداني، رغم المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة.
وبدأ التصعيد الحوثي 7 فبراير/ شباط الماضي، من أجل بسط النفوذ على المحافظة كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة لتمتعها بثروات النفط والغاز، وامتلاكها أكبر سدود البلاد المائية ومحطة كهربائية كانت تغذي معظم أنحاء الدولة، قبل اندلاع الحرب.
وكثفت الميليشيا حشودها العسكرية على تخوم مأرب بالتزامن مع انطلاق هجماتها، وقالت إنها ستسيطر على المدينة في غضون أيام، لكنها وجدت مقاومة شرسة من قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، بإسناد جوي من التحالف العربي.
ووفق تقديرات مصادر عسكرية، فإن الحوثيين شنوا عشرات الهجمات العنيفة التي يمكن وصفها بـ"الانتحارية" في عدة مديريات بمأرب، أهمها صرواح الواقعة بالجهة الغربية للمحافظة.
واستطاعت القوات الحكومية إفشال معظم الهجمات الحوثية، لكن مسلحي الجماعة تمكنوا أيضا من إحراز تقدم ميداني عن طريق السيطرة على معسكر كوفل ومواقع أخرى في الجهة الغربية لمأرب.
ودارت أعنف المعارك بين الحوثيين والقوات الحكومية في جبل البلق الاستراتيجي المطل على سد مأرب، واستمرت لساعات طويلة تمكنت فيها القوات الحكومية من صد الهجمات الكثيفة على الجبل.
لكن شراسة المعارك في الجبل أفقدت قوات الجيش الحكومي قيادات عسكرية بارزة منهم قائد القوات الخاصة في مأرب العميد عبد الغني شعلان، وقائد عمليات القوات ذاتها العميد نوفل الحوري، إضافة للمقدم أمجد الصلوي، رئيس كتيبة الحماية في القوات الخاصة.
وفي المقابل سقط في تلك المعارك عشرات القتلى من الحوثيين على الأقل بينهم ضابط، وفق بيانات سابقة للجيش اليمني.
وأسفر النزاع في اليمن منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.
إيران إنسايدر – (عهد المحمودي)