ظل النقاش العام في إيران على مدى عقود حكرا على سلطات الدولة المعنية في المقام الأول بتعزيز القيم الإسلامية، وكبح النفوذ الغربي وكبح المعارضة، إلى أن دخل تطبيق "كلوب هاوس".
ويعمل التطبيق، وفقا لوكالة "بلومبيرغ"، على ربط الإيرانيين الذين اعتادوا التنفيس عن خلافاتهم التي تبدو غير قابلة للتسوية، المنفيون السياسيون والمحاربون القدامى في الحرس الثوري، والمدافعون المخلصون عن الثورة الإسلامية عام 1979.
داخل "الغرف" الافتراضية، يتحدث الإيرانيون بصراحة وبأدب معقول، ويناقشون النظام السياسي الإيراني، مع أكثر من 2000 شخص يستمعون إليها في بعض الأحيان، في وقت يتم فيه حظر Twitter وInstagram وFacebook رسميا في إيران.
وقال محلل شؤون إيران في مركز البحوث CARPO ومقره بون، عدنان طباطبائي "كل شيء صوتي، ويمكنك أن ترى على الفور كيف يكون الناس أكثر حضارة عندما يكون اسمهم هناك، وعندما يتحدثون عبر تطبيق كلوب هاوس".
وأضاف أن "التطبيق الذي يتخذ من سان فرانسيسكو مقراً له، يكتسب شعبية مع استعداد إيران للانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران المقبل، ويمكن أن يساعد في زيادة الوعي بما هو على المحك".
والتطبيق متاح فقط لأجهزة "الآبل" وغير متاح لأنظمة تشغيل Android التي تحكم سوق الهواتف الذكية في إيران، الأمر الذي اعتبرته فاطمة كريمخان، الصحفية والمحللة السياسية المقيمة في طهران، يحول دون الوصول الشعبي للتطبيق.
وقالت "يهيمن على التطبيق الآن، في الغالب النخب الإعلامية والصحفيون والمحللون وبعض الأفراد الذين يريدون أن يكونوا مرشحين في الانتخابات الرئاسية".
وزير النفط السابق والقيادي في الحرس الثوري الإيراني، رستم قاسمي، تحدث من خلال التطبيق، الأسبوع الماضي، من أجل استمالة الناخبين.
وفي خطوة لافتة، شارك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في غرفة نقاش على تطبيق "كلوب هاوس" بحضور أكثر من 8 آلاف مستمع، متناولا مواضيع الساعة التي يتفاعل معها الإيرانيون.
وجمعت المحادثة ظريف مع المواطنين، حيث طرحوا عليه أسئلة متنوعة، بحضور وزراء ومسؤولين آخرين، وعدد من المسؤولين الآخرين والصحافيين والناشطين من داخل إيران وخارجها، ومن مختلف التيارات المؤيدة للنظام والمعارضة له.
وبدت الغرفة كأنها مناظرة انتخابية سابقة لأوانها، وبعيدا عن محتوى كلام ظريف، تبقى أهمية الحدث في حصوله، أي في مشاركة ظريف في نقاش من هذا النوع وعلى هذه المنصّة، فمشاركته ووزير الاتصالات إلى جانب صحفيين ومعارضين للنظام ومواطنين بالآلاف، مؤشر على أن تطبيق "كلوب هاوس" سيكون فاعلا بقوة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في حزيران/ يونيو المقبل.
إيران إنسايدر – (ترجمة فتحية عبدالله)