بنجامين بريير سائح فرنسي "35 عاما"، اعتقل في أيار/مايو الماضي، أثناء قيادته "مروحية" (طائرة بدون طيار صغيرة مزودة بكاميرا) للتصوير في الصحراء بالقرب من الحدود الإيرانية التركمانية، ولا يزال معتقلا حتى الآن، ووجهت إليه تهمة التجسس و"نشر الدعاية ضد النظام"، وهذا ما نفاه محاموه، إلا أنه في حال ثبتت إدانة بنيامين، يمكن أن يحكم عليه بالإعدام.
وقضية بريير هي الأحدث في سلسلة التجاوزات التي ترتكبها إيران ضد الأجانب، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين إيران والغرب بشأن أنشطة إيران النووية.
برنارد أوركيد هو عالم جغرافي ومتخصص في الشأن الإيراني، يرى، وفقاً لموقع "صوت أمريكا" أن القضايا المرفوعة ضد السائح الفرنسي واعتقال الأكاديمية الإيرانية الفرنسية فريبا عادلخاه عام 2019، هما قضيتان منفصلتان لن يكون لهما تأثير على محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة أو غيرها من المفاوضات بين البلدين.
وتسعى فرنسا، إلى جانب بريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلى جلب الولايات المتحدة وإيران إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات غير رسمية كخطوة أولى نحو إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 -المعروف أيضا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة- وتشترط إيران رفع العقوبات الدولية عنها مقابل الوفاء بالتزاماتها النووية.
لكن التوترات تتصاعد بشأن أنشطة طهران النووية، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، إن إيران "تسير في الاتجاه الخاطئ"، وكرر جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، هذه المخاوف.
وقال لو دريان مؤخرا أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ الفرنسي، إن أنشطة إيران النووية تتطور بما يخالف اتفاقية فيينا.
وأضاف الوزير أن إيران شنت هجمات في العراق والسعودية لزعزعة استقرار هذين البلدين، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان البدء في التهدئة لتخفيف التوترات.
بدوره، قال مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية للموقع، إن الحكومة الفرنسية على اتصال منتظم مع بريير، لكن المسؤولين الفرنسيين تمسكوا باستراتيجيتهم المعتادة المتمثلة في الحفاظ على السرية عند التعامل مع إيران من أجل زيادة فرص الحصول على إطلاق سراح مواطنيهم.
ويشير المحللون إلى تاريخ القادة الإيرانيين في استخدام الرهائن للحصول على ما يريدون.
محمد رضا جليلي أستاذ العلاقات الدولية الفخري بمعهد جنيف للدراسات العليا، وصف وضع الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 بأنه العمل التأسيسي للدبلوماسية الإسلامية الإيرانية.
ويبين جليلي أن السياسة الإيرانية تتلخص بأخذ الرهائن الغربيين كسلاح دبلوماسي للإفراج عن مواطنيهم الموالين للنظام المحكوم عليهم في فرنسا وبلجيكا ودول أخرى.
وأفلحت تلك السياسة حيث تم الإفراج عن سجناء أجانب رفيعي المستوى في إيران، منهم الأمريكي شيوي وانغ في أيلول/ ديسمبر 2019، والأمريكي مايكل وايت في مارس 2020 والفرنسي رولان مارشال أيضًا في مارس، مقابل إطلاق سراح إيرانيين محتجزين في الخارج بسبب خرق العقوبات المفروضة على إيران.
إيران إنسايدر – (ترجمة فتحية عبدالله)