كشف نجلا العالم النووي الإيراني المقتول محسن فخري زادة، في مقابلة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، يوم السبت، أن السيارة التي كان يستقلها والدهما غير مصفحة، والرصاصة حطمت الزجاج الأمامي للسيارة التي كان والدهم داخلها، وتم إطلاق النار عليه أربع مرات على الأقل أثناء فراره، وفقا لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقتل فخري زادة، العالم الذي قالت إسرائيل والولايات المتحدة إنه يترأس برنامج الأسلحة النووية لإيران، في كمين قبل أربعة أشهر في أحد ضواحي طهران.
ووردت العديد من التقارير المختلفة حول تفاصيل الهجوم، بما في ذلك أنباء عن انفجار شاحنة مفخخة، وفتح بعدها مسلحون النار على سيارة فخري زادة.
واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ هجوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وهددت بالانتقام، ولم تعلق إسرائيل علانية على التهم الموجهة إليها.
وقال ولدا فخري زادة، إن والدهما كان يقود سيارته مع زوجته، جالسا بجانبه عندما سمع ضجيجا يعتقد أنه إطار مثقوب، وعندما أوقف السيارة، بدأ إطلاق النار.
وأضافا أن فخري زادة لم يصب على الفور، لكن زجاجه الأمامي تحطم، بينما كان يقود سيارة غير مصفحة، وذكر تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن زوجة فخري زادة أصيبت بشظايا خلال الهجوم.
وبينا أنه كان يفر إلى سيارة ثانية في القافلة، وأصيب مرة واحدة بطلقات نارية، ثم ركضت زوجته إليه قبل أن يصاب ثلاث مرات أخرى، ما أدى إلى مقتله.
ويبدو أن الأبناء لم يكونوا برفقة فخري زادة أثناء الاغتيال، رغم أن بعض التقارير المبكرة ذكرت أن أفراد عائلته كانوا يسافرون معه.
وتتعارض تلك الرواية مع مزاعم المسؤولين الإيرانيين بأن فخري زادة قُتل بسلاح إسرائيلي الصنع يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الأقمار الصناعية، ما يشير إلى أن النظام روج لتلك المزاعم للتنصل من مسؤوليته في عدم منع القيام بعملية الاغتيال وعدم القبض على القتلة.
وفي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة "ذا جويش كرونيكل" في لندن، أن فريق الموساد اغتال فخري زاده، باستخدام سلاح آلي وزنه طن واحد تم تهريبه إلى إيران على شكل قطع.
وأشار التقرير أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية، التي ربما تكون قد عطلت برنامج الأسلحة النووية الإيراني السنوات.
وذكرت صحيفة "ذاجويش كرونيكل" نقلا عن "مصادر استخباراتية أن الفريق الذي نفذ الضربة كان يضم أكثر من 20 عضوا، من الإسرائيليين والإيرانيين، ونُقل عن أحدهم قوله "الحمد لله، لقد أخرجنا جميع الأفراد ولم يقبضوا على أحد، لم يقتربوا حتى".
وزعم التقرير أن فخري زادة أصيب بـ13 رصاصة من سلاح "فائق الدقة"، وزعمت بعض التقارير المتناقضة عن القتل في ذلك الوقت، أن العديد من حراس فخري زادة الشخصيين قُتلوا أيضا في الهجوم.
وأشار التقرير إلى أن السلاح كان مثبتا على ظهر شاحنة نيسان، التي فجرت لتدمير الأدلة بعد الاغتيال.
وجاءت عملية الاغتيال بعد أشهر من الانفجارات الغامضة في إيران، بما في ذلك انفجار وحريق أدى إلى شل مصنع تجميع أجهزة طرد مركزي متقدم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه عمل تخريبي يُزعم أن إسرائيل نفذته.
ويشتبه في أن إسرائيل نفذت سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين، منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في محاولة للحد من البرنامج النووي الإيراني.
إيران إنسايدر - (ترجمة هشام حسين)