ما تزال السيدة الإيرانية "أكرم نغابي" تبحث عن ابنها المفقود منذ أكثر من عقدين من الزمن، على الرغم من التهديدات والضغوط التي تتعرض لها من قبل السلطات الإيرانية، ومحاولتها غير المجدية في الحصول على معلومات عنه من المسؤولين الإيرانيين.
ونشر "راديو فردا" قصة الشاب سعيد زينالي، "22عاما" الذي كان طالبا في علوم الكمبيوتر، واعتقل في منزله في العاصمة الإيرانية في تموز/ يوليو عام 1999، بعد أيام قليلة من الاحتجاجات الطلابية الكبيرة في جامعة طهران، والتي قوبلت بالقوة.
وقال حينها ثلاثة عملاء مسلحين إنهم أخذوا زينالي، بغية استجوابه لافتين إلى أنه سيعود قريبا.
وبعد حوالي ثلاثة أشهر، أجرى زينالي مكالمة هاتفية قصيرة مع عائلته، أخبرهم أنه في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، وحثهم على متابعة قضيته مع السلطات، مبيناً أنه بخير، وكانت تلك المرة الأخيرة التي سمعت فيها العائلة صوت سعيد.
منذ ذلك الحين، تحاول السيدة نغابي العثور على ابنها ومعرفة مصيره، حتى أنها تواصلت مع السلطة القضائية ومسؤولي السجون وفيلق الحرس الثوري الإيراني والشرطة وحتى مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، لكنها لم تحصل على إجابة.
وقالت في مقابلة مع الراديو، "لا توجد منظمة لم نتصل بها"، مضيفة أنهم "لا يريدون سماع اسم سعيد، وأحجموا عن تلقي رسائلنا".
وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها الوالدة، فإن مكان زينالي غير معروف، وهي أم لثلاثة أطفال تقول إنها لا تعرف حتى ما إذا كان ابنها ميتا أم على قيد الحياة.
وفي عام 2016، قال متحدث باسم القضاء إنه "لم يتم العثور على أي وثيقة تثبت اعتقال زينالي"، مضيفا أنه يبدو أنه "مفقود".
وقالت الأم "أنا أم أُخذ طفلها منذ 22 عامًا، أريد أن أعرف ماذا حدث له هل هو على قيد الحياة؟ لم يتبق لي أي شيء، ولست متأكدة مما يجب أن أفعله".
وأشارت السيدة إلى أنها في السنوات الماضية، قضت ساعات أمام سجن إيفين ومراكز الاحتجاز الأخرى حاملة مع صورة ابنها.
وأضافت "كنت أذهب أمام السجون حاملة صورة لسعيد، على أمل أن يكون أحدهم قد رآه، ربما يكون سعيد رجلا عجوزا الآن".
وكانت السيدة نغابي وابنتها اعتقلتا عام 2010، واحتجزتا في السجن لمدة شهرين حيث تم استجوابهما وتهديدهما، وقالت إن محققي الحرس الثوري الإيراني أخبروها أن ابنها "استشهد".
واعتُقل زوجها هاشم زينالي عام 2015، وحُكم عليه بالسجن قرابة ثلاثة أشهر والجلد 74 جلدة بتهمة "الإخلال بالنظام العام"، بعد مشاركته في تجمع خارج سجن إيفين لدعم زعيم مجموعة روحية مسجون.
وقالت نغابي إن زوجها اختلط مع هؤلاء المتظاهرين، وهو يطالب بإجابات عن ابنه، وعندما تم اعتقال زوجها، قيل لهم ألا يبحثوا عن سعيد بعد الآن.
وأكدت نغابي أنها ستستمر في المطالبة بالعدالة والمساءلة إلى جانب الأمهات الأخريات اللواتي وقع أبناؤهن ضحايا لعنف الدولة الإيرانية في السنوات الأخيرة، وخاصة الشبان الذين اعتقلوا في احتجاجات تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، عندما قُتل ما لا يقل عن مئات المتظاهرين في حملة الحكومة الوحشية على الاحتجاجات المناهضة للنظام، التي اندلعت جراء الارتفاع الحاد في أسعار البنزين.
وأعربت الام عن أملها ألا يتعرض المزيد من الشباب للقتل أو الاعتقال أو الضرب أو التعذيب في إيران، قائلة "أتمنى أن أرى ذلك اليوم".
إيران إنسايدر – (ترجمة فتحية عبدالله)