أشار المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، إلى أن الهجمات الأخيرة التي شنها وكلاء إيران على القوات الأمريكية في العراق، تجعل من الصعب على إدارة جو بايدن حشد الدعم المحلي لمبادرتها الدبلوماسية الجديدة، لحل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وتعرضت القوات والقواعد الأمريكية في العراق لهجوم صاروخي عدة مرات منذ الشهر الماضي، ما تسبب في سقوط العديد من الضحايا، بما في ذلك مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة أحد أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية.
وردت القوات الأمريكية على أول هجوم استهدف قاعدة جوية تضم قوات أمريكية في مدينة أربيل يوم 16 فبراير/ شباط بضرب مسلحين مدعومين من إيران في شرق سوريا بعد تسعة أيام.
ونقل موقع بوليتيكو الإخباري الأمريكي، عن مسؤولين دفاعيين أمريكيين، لم يكشف عن أسمائهم، قولهم إنهم يشتبهون في أن ميليشيا تعمل بالوكالة لإيران مسؤولة أيضا عن هجوم صاروخي في الثالث من مارس/ آذار على قاعدة الأسد الجوية، غرب العراق والتي تضم أيضا قوات أمريكية.
وقال مالي في مقابلة مع موقع "فويس أوف أمريكا"، "ليس من المفيد حقا للمناخ في الولايات المتحدة أن يقوم حلفاء إيران بإطلاق النار على الأمريكيين في العراق أو في أي مكان آخر ، وسترد الولايات المتحدة وستواصل الرد".
وشن بايدن حملته الانتخابية بناء على تعهد بإحياء الدبلوماسية مع إيران، وتخفيف عقوبات ترامب، إذا استأنفت الامتثال الكامل لاتفاق عام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وبموجب الاتفاق، وعدت طهران القوى العالمية بكبح أنشطتها النووية التي يمكن أن تستخدم كسلاح مقابل تخفيف العقوبات الدولية.
وانسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، قائلاً إنه لم يفعل ما يكفي لوقف السلوك الإيراني المرفوض، وشدد العقوبات الأمريكية من جانب واحد بهدف تحقيق هذا الهدف.
وردت إيران بعد ذلك بعام بالبدء في انتهاك القيود النووية للاتفاق، وخفضت مقدار الوقت الذي ستحتاجه لتطوير أسلحة نووية إلى ما قال مسؤولون أمريكيون إنه عدة أشهر.
وواجهت دعوات بايدن، الذي تم تنصيبه في يناير كانون الثاني، أفراداً من المعارضين الجمهوريين وزملائه الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي لاتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه إيران، بالإشارة إلى ما قالوا إنه "هجمات متصاعدة على أفراد الولايات المتحدة والتحالف في العراق"، وانتهاكات إيران الأخيرة لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وكتب الأعضاء الـ 12 ديمقراطيا و 12 جمهوريا في مجلس النواب إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين، قائلين إن إدارة بايدن "يجب أن تجعل استخدام النفوذ الحالي لصقل الخيارات المتاحة لطهران".
وكرر مالي حديثه حول رغبة الإدارة في إجراء محادثات مع إيران، وحول إعادة الولايات المتحدة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة إذا فعلت إيران الشيء نفسه، وأعرب عن أمله في أن يحدث ذلك قريبا.
وأشار إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إيران ووكلائها لا تساعد المبادرة الدبلوماسية الأمريكية على التحرك بشكل أسرع. وفي مقابلة أخرى لمالي مع "بي بي سي فارسي"، يوم الأربعاء، قال مالي إنه إذا لم ترغب إيران في الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة ، يمكن للجانبين التفاوض من خلال طرف ثالث.
وكرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو، نشرت الأربعاء، تعهد طهران باستئناف الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة "على الفور" فقط، إذا اتخذت الولايات المتحدة الخطوات الأولى لتخفيف العقوبات، كما حذر من أنه إذا استمرت واشنطن في مطالبة طهران باتخاذ الخطوة الأولى، فإن إيران ستتخذ "خطوات جديدة" غير محددة بعيدا عن الاتفاق النووي.
وقال ظريف إن إيران ستنظر في مناقشة القضايا غير النووية إذا "اجتازت الولايات المتحدة اختبار الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف "لكن الولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا، ليس فقط خلال إدارة ترامب، ولكن حتى خلال الشهرين الماضيين من إدارة بايدن".
وقالت إدارة بايدن إن أي عودة أمريكية إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، سيتبعها مفاوضات تهدف إلى تعزيز الاتفاق النووي لحل المخاوف الأمريكية بشأن أنشطة إيران الأخرى، بما في ذلك برنامجها الصاروخي ودعم المتشددين الإسلاميين المنخرطين في صراعات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.
ولم يحدد المسؤولون الأمريكيون كيف سيقنعون إيران بالدخول في مثل هذه المفاوضات، ونوع الصفقة الجديدة التي سيتم التوصل إليها.
وقال مالي "لقد أظهرت خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) أنها هشة، ونعتقد أنه يمكن تعزيزها باتفاق متابعة"، مضيفا "سوف نضغط على إيران ونحاول إقناع إيران بأنه من مصلحتها أيضا الحصول على اتفاق متابعة"، وأقر قائلا "بالطبع ، سيكون لدى إيران قضايا تريد طرحها على طاولة المفاوضات".
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)