كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة عن أدلة جديدة تتعلق بموقع نووي إيراني آخر غير معلن، لم تفصح عنه طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما سيشكل "صداعا" جديدا للرئيس جو بايدن الذي يسعى العودة للاتفاق النووي.
وفي مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، قدم الذراع السياسي للمنظمة مزيدا من المعلومات حول الموقع الموجود في آباده بمحافظة فارس (جنوب إيران)، وفقا لشبكة "فوكس نيوز"، لافتا إلى أنه شيّد في يوليو/ تموز 2019 وأشرف عليه كبير العلماء النوويين الذي اغتيل مؤخرا، محسن فخري زاده، ولم يُسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى الموقع إلا في أواخر أغسطس/آب.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الشهر الماضي، أن المفتشين أفادوا بأن النظام في طهران بدأ بإنتاج معدن اليورانيوم، وهو أحدث انتهاك للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وقيل إنه تم العثور على اليورانيوم في موقعين في إيران.
وقال علي صفوي، وهو مسؤول في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وفقا لما ترجم إيران إنسايدر، "لا ينبغي على أوروبا ولا الولايات المتحدة الوثوق بهذا النظام باعتباره نظاما ذا مصداقية ونزيهة".
وكجزء من النتائج التي توصل إليها، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن "الموقع تم إنشاؤه لأول مرة من قبل شركات يسيطر عليها الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) وكان جزءا من مشروع يسمى ميرفان، والذي يضم مجموعة تسمى ميتفاز التي شاركت في البحث، وبناء أجهزة نووية شديدة الانفجار".
وعمل الدكتور سعيد برجي، أحد كبار المتخصصين في المتفجرات، مع فخري زاده، وفقا للمجلس، لافتا إلى أن برجي يواصل إجراء أبحاث للبرنامج النووي.
وانسحبت إدارة ترامب من الصفقة الإيرانية -المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)- عام 2015، وقد أشارت إدارة بايدن إلى رغبتها في إعادة الدخول في الصفقة، لكنها طالبت أن تمتثل إيران أولا وتفي بالتزاماتها، ورفضت إيران مؤخرا المحادثات غير الرسمية مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن "الإدارة كانت عازمة على العودة إلى هذا الاتفاق النووي المجنون الرديء الذي شاركوا فيه والذي قدم لإيران مسارا واضحا للغاية لبرنامج نووي".
وقال بهنام بن طالبلو، الخبير الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، إن "الأسوأ من مجرد انتهاك خطة العمل الشاملة المشتركة، وجود مواد نووية في موقعين من ثلاثة مواقع تم تفتيشها مؤخرا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي يولد سؤال حول التزام إيران بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وانتهاكات الضمانات الأوسع نطاقا".
وأضاف أن "الدرس الذي تعلمته إدارة بايدن كان درسا واضحا، لا يمكن بسهولة إنزال اهتمام إيران بالسلاح النووي إلى زمن الماضي، لا يزال المنطق الاستراتيجي للتحوط الإيراني قائما، لذا على أي اتفاق نووي أن يعالج هذا".
وأشار إلى ما كشفه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لمواقع مفاعلي نطنز وأراك قبل نحو 20 عاما، محذرا "يجب ألا ننسى، فإن معظم المواقع النووية الإيرانية العلنية اليوم، كانت سرية في يوم من الأيام، وهناك سبب لذلك".
وفي غضون ذلك، تراجعت ثلاث من الدول الموقعة المتبقية على خطة العمل الشاملة المشتركة -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- يوم الخميس، عن قرار مزمع لإدانة إيران لقرارها بالبدء في تقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشآت.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في برنامج "فوكس آند فريندز"، يوم الخميس، إن بايدن كان "صديقا لإسرائيل"، لكنه أضاف "كرئيس وزراء للدولة اليهودية الوحيدة، لن نسمح لأتباع علي خامنئي بمسحنا، من على وجه الأرض أو من خريطة التاريخ، لذلك سأفعل كل ما في وسعي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وقد نجحنا حتى الآن ".
إيران إنسايدر – (فتحية عبدالله)