عمدت إيران إلى التواصل مع عملائها القدامى في قارة آسيا، لمعرفة مدى اهتمامهم بشراء نفطها، مع تكثيف طهران للدبلوماسية من أجل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وأفادت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن شركة النفط الوطنية الإيرانية -مسوق النفط الحكومي- اتصلت بخمس مصافي على الأقل في جميع أنحاء المنطقة، لمناقشة إمكانية إبرام صفقات إمداد إذا تم تخفيف العقوبات.
ونوهت المصادر، وفق ما ترجم إيران إنسايدر"، إلى أن "المحادثات لا تزال أولية، ولم تتم مناقشة الأحجام أو الأسعار حتى الآن".
وأشار التقرير إلى أنه تم الاتصال بمتعامل واحد مرتين هذا العام، وتضاءلت شحنات الخام الإيرانية إلى حد كبير بعد وصولها إلى حوالي 2.5 مليون برميل يوميًا في أوائل عام 2018، حيث شدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العقوبات وأوقف الإعفاءات لبعض الدول في عام 2019.
ومع ذلك، استمر عدد من المصافي الصينية في أخذ بعض النفط، وقبل العقوبات -التي وُضعت للضغط على طهران لإعادة التفاوض بشأن اتفاق نووي- كانت الصين والهند من أكبر مستوردي النفط الإيراني في آسيا، تليهما كوريا الجنوبية واليابان.
وقالت فاندانا هاري من مؤسسة "Vanda Insights" في سنغافورة "أتوقع أن يقول معظم المشترين في آسيا إنهم سيكونون سعداء باستئناف استيراد الخام بشرط رفع العقوبات الأمريكية".
وأضافت "من المحتمل أن تكون إيران تأمل، بعد أن نفذ صبرها لإعادة نفطها إلى السوق، لكن الطريق الدبلوماسي إلى ذلك يبدو طويلا وصعبا".
ووصفت شركة "Citigroup Inc"، إيران بأنها أكبر بديل لسوق النفط هذا العام، على الرغم من عدم وجود يقين بأن صفقة مع الولايات المتحدة ستُبرم في أي وقت قريبًا من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الصادرات.
وعرض الرئيس جو بايدن المشاركة في محادثات لإحياء الاتفاق النووي، لكن طهران تريد رفع العقوبات الأمريكية أولاً، وقالت أوروبا مؤخرًا إنها ستكون أكثر نشاطًا في محاولة إحياء الاتفاقية.
ولا تزال صادرات النفط الإيرانية خاضعة للعقوبات، ومع ذلك فإن بعض الشحنات تتسلل إلى الصين، وتأمل الهند أن يتخذ بايدن موقفا أكثر ليونة ضد إيران حتى يتمكن ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم من تنويع مصادر تمويله من المحروقات.
وعارضت بكين العقوبات واتهمت الولايات المتحدة بالخروج عن نطاق ولايتها القضائية، وصادرت وزارة العدل الأمريكية مؤخرا مليوني برميل من النفط الخام على متن ناقلة يونانية، قائلة إن مالكها ادعى أن النفط جاء من العراق، وليس من إيران.
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)