تتواصل ردود الفعل الدولية بعد تصعيد استمر لعشر دقائق بين إسرائيل وحزب الله، إثر استهداف الأخير لعربة عسكرية على الحدود المتاخمة للجنوب اللبناني.
وقالت واشنطن إن على حزب الله وقف أعماله العدائية، في الوقت الذي دعت فيه باريس جميع الأطراف إلى التهدئة، في وقت حملت فيه المنامة حزب الله مسؤولية التصعيد الأخير وطلبت من مواطنيها مغادرة لبنان.
أصابع إيرانية
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأحد، إن على حزب الله وقف "أعماله العدائية التي تهدد استقرار لبنان وأمنه".
واعتبرت الخارجية أن "ما حصل اليوم في لبنان مثال على دور إيران في دعم الميليشيات"، مشيرة إلى الهجوم الذي نفذه حزب الله بصواريخ على قاعدة إسرائيلية في منطقة حدودية.
وجددت الوزارة "دعم إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها"، بعد أن ردت تل أبيب بإطلاق أكثر من 100 قذيفة على مناطق لبنانية في الجنوب.
اتصالات فرنسية
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، مساء الأحد، أن باريس "تكثف الاتصالات في منطقة" الشرق الأوسط "بهدف تفادي التصعيد" على الحدود في جنوب لبنان.
وقالت باريس إنها تتابع التطورات "بقلق"، وأوردت المتحدثة باسم الخارجية في البيان، أن "فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة منذ حوادث 25 آب/أغسطس بهدف تفادي التصعيد"، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الأخيرة".
وأضافت "نحن على اتصال دائم بجميع الأفرقاء اللبنانيين"، مؤكدة أن "فرنسا عازمة على متابعة جهودها في هذا الصدد، وتدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم بهدف العودة سريعا إلى الهدوء".
مغادرة لبنان
وانتقد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، هجوم حزب الله اليوم على إسرائيل، متهما الدولة اللبنانية بـ"التفرج" على التصعيد عند حدودها، وطلب من مواطنيه مغادرتها.
وكتب الوزير البحريني في تغريدة على تويتر، "اعتداء دولة على أخرى شيء يحرمه القانون الدولي. ووقوف دولة متفرجة على معارك تدور على حدودها وتعرض شعبها للخطر هو تهاون كبير في تحمل تلك الدولة لمسؤولياتها".
وطالبت وزارة الخارجية البحرينية في بيان مواطنيها في لبنان بمغادرته فورا، وعزت دعوتها إلى "ما تمر به لبنان من أحداث وتطورات أمنية توجب على الجميع أخذ سبل الحيطة والحذر".
رد بالمثل
واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن هجوم حزب الله اللبناني على القاعدة الإسرائيلية هو "رد بالمثل".
وحسب التصريحات التي نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية، قال شمخاني إن "سياسة حزب الله تستند إلى الدفاع عن مصالح لبنان"، على حد قوله.
تصعيد الدقائق العشر
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، وقوع أي إصابات في القصف الذي نفذه حزب الله، مؤكدا أن حكومته ستقرر الخطوات المستقبلية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية "بناء على تطورات الموقف"، في الوقت الذي أعلن فيه حزب الله سقوط قتلى وجرحى جراء العملية التي نفذها على الحدود اللبنانية.
وفي سياق متصل، نفى الجيش الإسرائيلي سقوط قتلى أو جرحى في هجمات بصواريخ مضادة للدبابات أطلقها حزب الله من لبنان.
لكن الجيش قال إن حزب الله نفذ الهجوم، بينما ردت القوات الإسرائيلية بنيران المدفعية وطائرات هليكوبتر.
وأوضح المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس للصحافيين أن "الأعمال القتالية الحالية مع حزب الله انتهت فيما يبدو، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب".
بدوره، أعلن حزب الله، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله قرب بيروت، وقتل اثنين من عناصره في غارة في سوريا.
وقال حزب الله في بيان "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر 2019، قامت مجموعة بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها".
وأطلق حزب الله اسم عنصريه اللذين قتلا في الغارة الإسرائيلية في سوريا قبل أسبوع على المجموعة التي نفذت الضربة.
المصدر: إيران إنسايدر