توفي السجين الصوفي الإيراني بهنام محجوبي، أمس الأحد أيام، عقب دخوله في غيبوبة بعد تلقيه دواء غير معروف في السجن.
وقالت عائلة بهنام محجوبي، وهو سجين من أقلية الدراويش الدينية المضطهدة في إيران، إن السجين كانت حالته الصحية حرجة، ولا يمكنه التنفس إلا بمساعدة جهاز التنفس الصناعي".
ونُقل محجوبي إلى مستشفى لقمان في 12 فبراير/ شباط من سجن إيفين سيئ السمعة، وفقاً لما أفادت به هيئات حقوقية.
ونشر إبراهيم الله بخشي، الأربعاء الفائت، وهو صديق المعارض بهنام محجوبي، مقطع فيديو لزوجته تقول فيه إنه "تمكنوا من رؤية بهنام في المستشفى يوم الأربعاء وهو في حالة حرجة".
درویش زندانی ، #بهنام_محجوبی شبهای بلند قفس را با شعله بیدار #عشق سر کرد و با تنی خسته و قلبی مالامال از غم یار پر کشید ????
— Mostafa Daneshjou (@mostafadaneshjo) February 21, 2021
نام و یادش در مکتب عشاق جاودانه باد
۳ اسفند ۱۳۹۹ pic.twitter.com/XLFTrOJaHU
وابراهيم الله بخشي، سجين سياسي سابق، يتبع ومحجوبي المذهب في إيران، والتي لطالما اشتكى أعضاء الطائفة الصوفية من مضايقات النظام الإيراني، الذي يعتبرهم زنادقة.
وفي الأيام الماضية، أخبر الأطباء الأسرة أنه كان يتنفس بالآلات فقط، وأن طاقم المستشفى بذل قصارى جهدهم، وسيستغرق الأمر معجزة لاستعادة بهنام.
وقال مصدر مقرب من الأسرة قبل ذلك، إن بهنام محجوبي نُقل إلى مستوصف السجن ليلة الجمعة، وأعطوه "حبوبًا منومة" لعدم وجود طبيب في المناوبة، وتدهورت صحته بعد تناول الحبوب ودخل في غيبوبة.
وقالت والدته بتول حسيني من خارج مستشفى لقمان، إنه لم يُسمح لها برؤية ابنها، وذلك قبل وفاته، وأضافت في تسجيل مصور انتشر عبر الانترنت "أنا هنا منذ هذا الصباح، لم يسمحوا لي برؤية ابني رغم بكائي، يقولون إن علاماته الحيوية سيئة للغاية، لكن الجندي لن يسمح لي برؤية ابني، أنا أم وأريد أن أرى ابني".
وعانى بهنام محجوبي من اضطراب الهلع وتعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك من خلال الحرمان من الرعاية الطبية المتخصصة، وكان يقضي عقوبة السجن لمدة عامين لمشاركته في احتجاجً سلميً.
كانت سلطات إيفين تمنع وصول محجوبي إلى أدوية اضطراب الهلع التي يقدمها أفراد الأسرة منذ آب/ أغسطس 2020، وأضرب محجوبي عن الطعام لمدة 10 أيام في ذلك الشهر احتجاجًا على منع وصول الدواء، وبدأ يعاني من أعراض فيروس كورونا أثناء الإضراب عن الطعام.
بدورها، أفادت منظمة السجون الإيرانية، مساء الأحد، أن محجوبي كان يعاني "من تسمم حاد على خلفية الاستهلاك الاعتباطي للأدوية، وتم إرساله بشكل فوري الى أحد مستشفيات طهران"، وذلك في بيان أورده موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.
وأضاف البيان أن "الموقوف تلقى العناية الطبية الخاصة بعد إدخاله الى المستشفى، لكن رغم جهود الفريق الطبي، توفي السجين للأسف"، مشيرا إلى أن أن السبب المباشر للوفاة سيتم تحديده بعد تشريح الجثة، حيث عثر الأطباء في معدة السجين على "مسحوق أسود اللون".
وأرسلت سلطات السجن في سبتمبر / أيلول 2020، قسرا السجين السياسي البالغ من العمر 33 عاما إلى عيادة نفسية، بعد تدخل السجن في علاجه الطبي، وإصابته بالشلل جزئي.
وكان محجوبي من بين أكثر من 300 من أفراد مجتمع الدراويش الذين تم اعتقالهم في أبريل/ نيسان 2018 فيما يتعلق بالاحتجاجات السلمية التي نظمها جونابادي دراويش في فبراير/ شباط 2018 في طهران، والتي قمعت بعنف من قبل قوات الأمن وأسفرت عن اعتقال مئات الرجال والنساء.
وبعد اعتقاله من قبل نحو 20 من رجال الأمن في ثياب مدنية ، تعرض للضرب، واحتجز في الحبس الانفرادي مع إضاءة الأضواء لمدة 24 ساعة في اليوم، واستجوب دون حضور محام، حيث أجبره المحققون على توقيع "اعترافات".
وتم الإفراج عن محجوبي بكفالة في وقت لاحق من ذلك العام، بينما حُكم عليه أيضًا بالسجن لمدة عامين بتهمة "التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي"، وتم استدعاؤه لبدء قضاء عقوبته في 20 يونيو/ حزيران 2020.
إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)