كشف تسجيل صوتي سري مسرب، قيل إنه منسوب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تحدث خلاله أن تكون عملية تدمير الطائرة الاوكرانية المنكوبة "PS752" مطلع عام 2002، عملاً متعمداً، وليس ناجماً عن خطأ بشري.
وعلمت هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي نيوز" في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، وترجمه إيران إنسايدر، أن الحكومة الكندية والوكالات الأمنية تراجع تسجيلاً صوتياً يتحدث فيه رجل -حددته المصادر على أنه وزير الخارجية الإيراني- عن احتمال أن يكون تدمير الطائرة PS752 عملاً متعمداً.
وقال جواد ظريف في التسجيل إن "هناك ألف احتمال" لتفسير إسقاط الطائرة، بما في ذلك هجوم متعمد شارك فيه اثنان أو ثلاثة متسللين".
وأضاف "حتى لو افترضت أنه كان عملاً مقصودًا منظمًا، فلن يخبرونا أو يخبروا أي شخص آخر، كان من الممكن أن يكون هناك شخصان وثلاثة أشخاص فعلوا هذا، وهذا ليس مستبعدًا على الإطلاق".
كما سمع يقول إنه "لن يتم الكشف عن الحقيقة من قبل أعلى المستويات في الحكومة والجيش الإيراني"، مشيراً إلى أن هناك أسباب لعدم الكشف عنها أبدًا.
وأضاف "لن يخبرونا، ولا أي شخص آخر ، لأنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يفتحون بعض الأبواب أمام أنظمة الدفاع في البلاد التي لن يكون من مصلحة الأمة أن تقولها علنًا".
وأشار ظريف أكثر من مرة في التسجيل إلى ضرورة التعويض كوسيلة لإغلاق "القضية"، لافتاً إلى أن إيران تريد تعويض أسر الضحايا لمنع دول أخرى من تحويل الكارثة إلى "جريمة دولية".
واقترحت إيران تعويضًا قدره 150 ألف دولار لكل أسرة من أسر الضحايا.
وشددت هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي نيوز" على أن تسجيل المحادثة الخاصة، التي جرت في الأشهر التي أعقبت تدمير الرحلة PS752 مباشرة، كان لدى ثلاثة أشخاص يترجمون التسجيل لديها من الفارسية إلى الإنجليزية، لالتقاط الفروق الدقيقة في اللغة.
ونوهت الهيئة إلى أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل المحادثة، وهويات الآخرين المعنيين، بسبب مخاوف على سلامة الأفراد.
وقال رالف جودال، المستشار الخاص لرئيس الوزراء الكندي بشأن ملف الرحلة PS752، إن "الحكومة على علم بالتسجيل، وفريق فحص وتقييم الطب الشرعي الكندي حصل على نسخة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وأضاف جودال أن "الملف الصوتي يحتوي على معلومات حساسة، والتعليق علنا على تفاصيله قد يعرض الأرواح للخطر".
وأشار جودال إلى أن الشرطة الملكية الكندية وجهاز الاستخبارات الأمنية الكندي، ومؤسسة أمن الاتصالات، يقومون بتقييم صحة التسجيل.
وشدد جودال على أنه "نحن نتعامل مع كل الأدلة وكل الأدلة المحتملة بالجدية والجدية التي تستحقها"، مشيراً إلى انهم يتفهمون عطش عائلات الضحايا للحقيقة الكاملة والواضحة.
ويعتبر الوزير ظريف المفاوض الرئيسي لإيران مع الدول التي فقدت مواطنين على متن الرحلة PS752، وهو صوت جمهورية إيران الإسلامية على المسرح العالمي.
وخلال العام الماضي، حافظ ظريف على ادعاء الحكومة الرسمي بأن الخطأ البشري هو المسؤول عن الكارثة، وبعد وقت قصير من تحطم الطائر ، قال ظريف إن إعلان الجيش كان "شجاعًا".
ونفت إيران بداية تورطها في حادث سقوط الطائرة، وبعد ثلاثة أيام من الحادث، وبمواجهة أدلة الأقمار الصناعية المتزايدة، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحرس الثوري الإيراني أسقط الطائرة "عن غير قصد"، وألقى باللوم على خطأ بشري.
واعتبر بايام أخافان، المدعي العام السابق للأمم المتحدة وعضو محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، أن التسجيل الذي هو الآن في أيدي وكالات المخابرات الكندية دليل جديد "مهم للغاية".
وقال إن ظريف ليس منخرطا بشكل مباشر في عمليات عسكرية أو استخبارية، لذا فإن التسجيل ليس "مسدس دخان"، ويقدم كدليل قاطع على أن تدمير الطائرة كان متعمدا.
ولفت أخافان إلى أن ظريف يتفهم الأعمال الداخلية للحرس الثوري الإيراني وهو "عضو مؤثر للغاية ومطلع على أعلى مستوى في الحكومة الإيرانية"، منوهاً إلى أن التسجيل يشير إلى أن إيران لم تجر تحقيقًا مناسبًا.
بدوره، قال سفير أوكرانيا في كندا أندريه شيفتشينكو لقناة "CBC News" إن هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها أوكرانيا عن هذا التسجيل، على الرغم من أن الشرطة الملكية الكندية تساعد أوكرانيا في التحقيق الجنائي الخاص بها، مشيراً إلى أنه يريد من أوكرانيا دراسة هذه المعلومات بعناية.
وشدد شيفتشينكو على أنه "نحن لا نريد أن نرى أي كبش فداء بدلاً من الظالمين الحقيقيين، لا نريد أن نرى الحقيقة مخفية وراء أسرار الدولة، نريد أن نصل إلى جوهر هذا".
ولدى سؤاله إن كان يعتقد أن إسقاط الطائرة كان متعمدًا، لم يستبعد شيفتشينكو ذلك، معلقاً "في هذه المرحلة، لا يمكننا استبعاد أي احتمالات".
وفي 8 كانون الثاني /يناير 2020، أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752 في سماء طهران بصاروخين أرض - جو ، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا، بمن فيهم 138 شخصًا على صلة بكندا.
إيران انسايدر - (ترجمة هشام حسين)