نظّم عشرات الصحافيين والناشطين في لبنان، اليوم السبت، وقفة احتجاجية في بيروت، رفضا لجريمة اغتيال الباحث اللبناني لقمان سليم، متهمين ميليشيا حزب الله والنظام الإيراني بالوقوف وراءها.
ورفع المشاركون العلم اللبناني، ورددوا هتافات تندد باغتيال سليم، وتهاجم حزب الله المدعوم من إيران، الذي كان الناشط الراحل أحد أبرز منتقديه.
ودعا المحتجون إلى توحيد الصفوف في مواجهة ما يجري، وإلى كسر حاجز الخوف والقول إن حزب الله وراء جرائم الكلمة في لبنان.
وطالبت الحركة باستعادة الدولة المخطوفة، وإعادة تكوين السلطة وصولا إلى دولة مدنية.
وأشار المحتجون إلى أن لقمان نفسه لم يكن يثق بالقضاء في بلاده، بعدما اختبر عجزه في الوصول إلى نتائج بكل الأحداث السابقة.
وأدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عملية اغتيال الباحث والناشط السياسي اللبناني لقمان سليم، داعيا المسؤولين اللبنانيين إلى محاسبة المسؤولين عن عملية الاغتيال تلك، كذلك طالبت الخارجية الفرنسية بتحقيق شفاف في قضية اغتيال سليم.
وعبرت الناشطة السياسية المعارضة منى فياض عن سخريتها من رواية تم تداولها، تفيد بأن عملية اغتيال سليم عبارة عن "عمل مخابراتي يهدف لفتنة داخلية"، وعلقت قائلة "هل الحزب مخترق من الإسرائيليين في منطقة الجنوب التي تخضع بالكامل لسيطرته؟ وإذا صح ذلك فما نفع المقاومة، ولماذا نستمر بهذه المهزلة؟ أضف أننا لا نفهم فائدة إسرائيل من قتل لقمان، خصوصاً إذا كان كما يتهمه الحزب عميلاً لها ولأميركا!".
وأكدت فياض أن عملية الاغتيال "رسالة لكل اللبنانيين وليس لفئة معينة،. لكل فريق سيادي يريد تحرير لبنان من إيران ولكل صاحب رأي ولكل حر، كما أنها رسالة للمجتمع الدولي مفادها بأن أي تفاوض بالملف اللبناني يجب أن يتم مع طهران مباشرة".
ولا تستبعد فياض أن يكون التركيز مرحلياً على المعارضين الشيعة "كي يكونوا رسالة لباقي الشيعة، خصوصاً أن الوضع داخل بيئة الحزب أصبح مهتزاً لحد كبير"، وقالت "نحن في نهاية المطاف عزل وحمايتنا يجب أن تؤمنها لنا الأجهزة الأمنية، نحن لسنا خائفين، (حزب الله) هو الخائف لذلك اغتال سليم".
وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق دولي في القضية لاعتبارها أن "القضاة اللبنانيين غير محميين ومغلوب على أمرهم"، داعية المجتمع الدولي لمساعدة اللبنانيين في كف يد طهران عن بلدهم.
وعثر على جثمان لقمان سليم، مقتولا بإطلاق عليه داخل سيارته في "العدوسية" في جنوب لبنان، بعد أن أبلغت عائلته عن اختفائه، مساء الأربعاء، مشيرة إلى أنه غادر قرية جنوبية، وكان يفترض به أن يعود إلى بيروت.
والكاتب سليم باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم بالتوعية الثقافية والسياسية حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان.
ورغم انتماء الراحل للطائفة الشيعية، إلا أنه عرف برفضه القطعي للطائفية.
إيران إنسايدر