ارتفعت حدة التوتر بين أجنحة ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، واتسعت بين أنصار "رئيس الهيئة فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس"، وذلك بعد اتهام الأخير لإسرائيل وأمريكا باستهداف مقرات الحشد ونفي الفياض لذلك.
وحذرت مديرية الإعلام في الحشد إلى تحذير منتسبيها، يوم الأربعاء، من الخوض في الأزمة بين رئيس الهيئة فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت وثيقة موقعة من مدير عام الإعلام مهند نجم عبد عن توجيه إلى المنتسبين يفيد بضرورة وقف أي تلاسن على مواقع التواصل.
وثيقة الحشد
ونصت الوثيقة على ما يلي "لوحظ في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إساءات وحملات ذم ضد رئيس هيئة الحشد الشعبي ونائبه وقيادات الحشد لذا نحيطكم علما عدم المساعدة أو الترويج لمثل هذه الإساءات".
كما توعدت المخالفين بأشد المساءلات القانونية.
تخبط بين المهندس والفياض
يذكر أن الخلاف بين الرجلين بدأ على خلفية الانفجار الذي وقع في مخزن عتاد لحزب الله العراقي (فصيل من الحشد الشعبي) في قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، في 21 آب/أغسطس.
إذ حمّل نائب رئيس ميليشيات الحشد، أبو مهدي المهندس، الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية استهداف مقارها، لافتا إلى أن "الولايات المتحدة أدخلت أربع طائرات إسرائيلية مسيرة لتعمل على تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية"، وهدد المهندس بالرد.
في المقابل، نفى رئيس الحشد، فالح الفياض، ما ورد في تصريحات المهندس، مؤكدا أنها لا تمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي.
وأوضح الفياض أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجارات في مخازن العتاد كانت بفعل عمل خارجي مدبر، فيما التحقيقات مستمرة للوقوف على الجهات المسؤولة.
خارج السرب
بدوره، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، مساء يوم الاثنين، إلى تأييد قرارات الحكومة العراقية بخصوص استهداف معسكرات ميليشيات "الحشد الشعبي"، وعدم الانجرار خلف الهتافات الرنانة، في إشارة إلى تصريحات نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس.
وشدد الصدر على ضرورة أن تعمد الحكومة إلى التحقيق في عمليات الاستهداف التي تعرضت لها معسكرات الحشد الشعبي بإشراف دولي، وتسليم مخازن الأسلحة التابعة للحشد للحكومة العراقية وخروج جميع عناصرها من سوريا.
وكان دعا المرجع الشيعي كاظم الحائري إلى طرد الأمريكيين من العراق ومقاتلتهم، والرد على القصف الإسرائيلي، في فتوى شرعية أصدرها منذ أيام.
ولم يستبعد زعيم التيار الصدري أن تكون إسرائيل وراء الهجوم على مقرات ميليشيات الحشد الشعبي، إلا أنه قال إن "إسرائيل لن تزج بنفسها في لعبة هي أكبر منهم"، على حد قوله.
كما طالب في حال ثبوت تورط إسرائيل بطاولة مستديرة لا يتحكم فيها من أسماهم الفاسدين أو الموقعين على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة.
ودعا إلى أن يكون الرد العراقي بخطوات مدروسة، تبعد العراق والعراقيين عن أن يكونوا ضحايا.
قصف متكرر
وقالت مصادر لإيران إنسايدر، يوم الأحد 25 آب أغسطس، إن ستة عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي بينهم قيادي قتلوا جراء قصف بطائرات مسيرة على "اللواء 45" في قاطع عمليات الأنبار، (غرب العراق) على الحدود مع سوريا.
وعلى مدار الشهرين الماضيين، تعرضت أربعة مقرات تابعة للحشد الشعبي لقصف بطائرات مسيرة، استهدفت مخازن سلاح لميليشيات مدعومة بشكل مباشر من إيران، واتهم الحشد الشعبي بشكل صريح بوقوف واشنطن التي تقود التحالف الدولي وراء عمليات القصف.
مصادر قالت لإيران إنسايدر إن القصف الجوي نفذته ثلاث طائرات إسرائيلية، اثنتان منها مسيرة وأخرى مقاتلة حربية، واستهدف عربتين ومخزنا للعتاد.
اتهام لإسرائيل
واتهم الحشد الشعبي، إسرائيل، للمرة الأولى رسميا بالوقوف وراء الهجوم. وقالت القوات إنه "ضمن سلسلة الاستهدافات الصهيونية للعراق عاودت غربان الشر الإسرائيلية استهداف الحشد الشعبي، وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار".
وقال أبو ولاء الولائي الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء" -أحد فصائل الحشد الشعبي في العراق- إن 13 معسكرا للحشد قصفت خلال عام واحد فقط.
المصدر: إيران إنسايدر + العربية نت