كشف تقرير أممي، اليوم الأربعاء، عن تورط الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بعمليات تبييض أموال، كما أشار إلى أن ميليشيات الحوثيين تتلقى دعماً من أفراد وكيانات إيرانية تمدها بالسلاح عن طريق التهريب، فضلاً عن اعتمادها على الضرائب والإيرادات في تمويل نفسها.
وأفادت وكالة "فرانس برس"، بأن التقرير الأممي أصدره خبراء مكلفون بمراقبة العقوبات الدولية المفروضة على اليمن، بأن الحوثيين حققوا خلال العام الماضي مكاسب ميدانية وانتزعوا أراض كانت تحت سيطرة الحكومة اليمنية، في حين انخرطت الحكومة في عمليات فساد بما في ذلك تبييض أموال.
وقال الخبراء في تقريرهم، إن "الحكومة اليمنية، المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، خسرت أراض استراتيجية لصالح كل من الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكلاهما يقوض أهداف قرار مجلس الأمن 2216، الصادر في 2015، والذي ينص على إيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في اليمن".
وأشار التقرير إلى أنه في بعض الحالات، انخرطت الحكومة اليمنية في ممارسات تبييض أموال وفساد، أثرت سلبا على حصول اليمنيين على الإمدادات الغذائية الكافية، في انتهاك للحق في الغذاء.
كما كشف التقرير أن "الحكومة اليمينة نفذت خطة لتحويل أموال من الوديعة السعودية" التي وضعتها المملكة في المصرف المركزي اليمني، لافتاً إلى أنه بموجب هذه الخطة "تم تحويل 423 مليون دولار من الأموال العامة بشكل غير قانوني إلى تجار".
واعتبر الخبراء أن مدى الدعم الخارجي لأطراف النزاع في اليمن لا يزال غير واضح، مشيرين إلى أن الإمارات عضو في تحالف استعادة الشرعية في اليمن (والذي تقوده السعودية)، لكن دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي يقوض الحكومة اليمنية.
وفيما يتعلق بالحوثيين، أوضح التقرير أنهم يجمعون ضرائب وإيرادات عمومية أخرى، ويستخدمون جزءاً كبيراً منها لتمويل مجهودهم الحربي.
ووفقا لتقديرات الخبراء حول الحوثيون ما لا يقل عن 1,8 مليار دولار في 2019، كانت مخصصة في الأصل لملء خزائن الحكومة اليمنية ودفع الرواتب وتقديم خدمات أساسية للمواطنين، لتمويل عملياتهم.
كما لفت التقرير إلى أن "مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن أفرادا أو كيانات في إيران يزودون الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة والمكونات"، منوهاً إلى أن تم توثيق طرق إمداد عدة للحوثيين في بحر العرب، باستخدام سفن شراعية تقليدية (الداو).
وتنقل تلك الأسلحة والمعدات في المياه العمانية والصومالية إلى قوارب أصغر، ويتم توصيل الشحنات إلى موانئ تقع على الساحل الجنوبي لليمن، وتهرب برا إلى الحوثيين أو، في بعض الحالات، عبر باب المندب مباشرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ولفت الخبراء في تقريرهم إلى أنهم "لم يتلقوا أدلة على أن السلطات العمانية متواطئة في هذه الأنشطة".
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق شاسعة في اليمن منذ 2014، ويخوضون معارك يومية في مواجهة قوات الحكومة المعترف بها دوليا، والمدعومة منذ آذار/مارس 2015 من قبل تحالف عربي عسكري تقوده السعودية.
وخلف النزاع عشرات آلاف القتلى، ودفع نحو 80 في المئة من السكان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبب كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وترك بلدا بأسره على أبواب مجاعة.
إيران إنسايدر