قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، اليوم الثلاثاء، إن تصريحات مستشاري الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حول العودة للاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 "فكرة سيئة جدا"، مضيفا أن نظام المرشد الإيراني أية الله علي خامنئي سيفلت مما قاموا به ليس فقط لمحاولة الحصول على أسلحة نووية، ولكن في التدخلات العسكرية غير المشروعة ودعمهم الإرهاب في المنطقة وخاصة في سوريا والعراق واليمن.
وقال بولتون، في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية، إن النظام الإيراني هو أكبر خطر على السلم والأمن في المنطقة، منوها أن النظام لن يتخلى عن فكرة صنع أسلحة نووية، وقالوا ذلك في عام 2015 وسيعودون إليه في عام 2021.
وعن مدى نجاح سياسة الضغوط القصوى ضد إيران، قال بولتون "لم نقم بما يكفي بخصوص الضغوط على إيران، والحل الوحيد لجعل إيران دولة مسؤولة في المنطقة هو التغيير والسماح للشعب بالسيطرة على الحكومة ورحيل الحكومة الحالية".
وشدد مستشار الأمن القومي السابق، على أن النظام في إيران ضعيف إلى أقصى حد، والتخلي عن العقوبات هو مساعدة لـ"الملالي" وتعزيز قوتهم ومحاصرة الشعب الإيراني، منوها أن ذلك ليس لصالح شعوب المنطقة.
شروط إدارة بايدن
وقالت المرشحة لإدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، في وقت سابق اليوم، إن "العودة للاتفاق النووي مع إيران يجب أن تتضمن البرنامج الصاروخي والأنشطة المزعزعة للاستقرار".
واشترطت المرشحة لإدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية بأنه في حال "عادت إيران للالتزام بالاتفاق النووي فسنعود.. لكن استبعد ذلك"، في إشارةٍ منها إلى التعنّت الإيراني تجاه الملف النووي والذي ازدادت حدته بعد قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
رد إيراني
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الثلاثاء، إن بلاده غير مستعجلة لعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن ظريف أمام البرلمان اليوم "أكد القائد في خطابه الأسبوع الماضي أننا لسنا في عجلة لعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي".
ورداً على أسئلة بعض النواب عن السياسة الخارجية، قال ظريف إن "القانون الذي أصدره المجلس، هو لتنفيذ الاتفاق النووي، لا دفنه".
بدوره، قال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني إن مطالب بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي واضحة، وإنه على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن ترفع جميع العقوبات التي وضعت خلال فترة رئاسة دونالد ترامب على الشركات والمؤسسات الإيرانية.
وأضاف واعظي أن طهران لن تتخلى عن هذا الموقف، ومصرة عليه، وستعود إلى التزاماتها إذا عاد الطرف المقابل إلى التزاماته.
وأكد أنه لا يوجد أي تواصل بين طهران وإدارة بايدن حتى الآن، وأن إيران أوضحت موقفها عبر تصريحات الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وهذه التصريحات هي مواقف إيران الرسمية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
وكان مايك بنس نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، قال إن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني أدى إلى تقوية تحالفاتها في المنطقة.
وأضاف بنس في كلمة ألقاها أمام عدد من الجنود بولاية نيويورك أنه عندما تسلمت الإدارة الحالية الحكم كانت إيران تُبعث من جديد في الشرق الأوسط، حسب تعبيره.
وأعلنت إيران في يناير/كانون الثاني 2020 تعليق جميع تعهداتها الواردة بالاتفاق النووي ردا على مقتل متزعم فيلق القدس السابق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين في قصف جوي بالعاصمة العراقية بغداد.
وفي مايو/أيار 2018 انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة "5+1" التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات عنها.
إيران إنسايدر