أدانت السلطات الإيرانية رجل أعمال أمريكي ـ إيراني بتهمة التجسس، وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، منذ أكثر من شهر تقريبا.
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز"، وفق ما ترجم "إيران إنسايدر"، بأن تلك الإدانة جاءت بعد أسابيع على الانتخابات الأمريكية، وبعد ثلاثة أيام من اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وفقاً لما ذكره صديق مقرب من عائلة رجل الأعمال المدعو عماد شرقي.
واعتبرت الشبكة أن تلك الواقعة تهدد بتعقيد خطط الإدارة المقبلة لمتابعة الدبلوماسية مع إيران، حيث قال الرئيس المنتخب جو بايدن قبيل فوزه، إنه سيكون منفتحا على تخفيف العقوبات على طهران، إذا عاد النظام إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
والمحكوم عليه بالسجن يدعى، عماد شرقي (56 عاما)، يملك الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، استُدعي إلى محكمة في طهران في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأُبلغ بأنه أدين بالتجسس دون محاكمة، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات.
وقالت أسرته في بيان إن عائلة شرقي لم تسمع أي أخبار عنه منذ أكثر من ستة أسابيع.
وقبل عام واحد فقط، في ديسمبر/ كانون الأول 2019، برأت محكمة إيرانية شرقي، لكن النظام حجب جوازي سفره الإيراني والأمريكي.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ووسائل إعلام ناطقة باللغة الفارسية، تحدثت عن إدانة شرقي لكنها لم تذكر جنسيته الأمريكية، ولم يُعتقل شرقي فور صدور الحكم بحقه، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه اعتقل في 6 كانون الأول/ ديسمبر، في محافظة أذربيجان الغربية بإيران، بالقرب من الحدود الشمالية مع العراق.
وقالت أسرته إن شرقي محتجز بمعزل عن العالم الخارجي منذ ذلك الحين، وأضافت عائلته في بيان حصلت عليه شبكة "إن بي سي نيوز"، إن "عماد هو قلب وروح عائلتنا، نحن نصلي فقط من أجل صحته وسلامته، لقد مر أكثر من ستة أسابيع منذ أن تم نقله وليس لدينا أي فكرة عن مكانه أو من لديه، أرجوكم صلوا من أجل عماد وعودته سالما".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، كما لم يستجب مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض والفريق الانتقالي لبايدن على طلبات الشبكة للتعليق على الأمر.
وأشارت الشبكة إلى أن هناك ثلاثة أمريكيين إيرانيين آخرين رهن الاعتقال في إيران، وهم سياماك نمازي، ووالده المسن باقر الذي يحصل على إجازة طبية، ومراد طاهباز، وهو ناشط بيئي أمريكي إيراني يحمل الجنسية البريطانية.
وولد شرقي في إيران وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة ماريلاند ودرجة الماجستير من جامعة جورج واشنطن، وعاد مع زوجته إلى إيران عام 2016 لإعادة التعرف على البلاد.
وعمل في صناعة المواد البلاستيكية أثناء وجوده في الولايات المتحدة، ولدى شركة وساطة طيران في أبو ظبي، وفي وقت اعتقاله كان يعمل في شركة استثمارية تسمى Sarava Holding تركز على صناعة التكنولوجيا.
وقال صديق مقرب للعائلة إن "تقريرا إعلاميا إيرانيا أشار إلى أنه كان المدير التنفيذي الأول في الشركة، وهذا الأمر غير دقيق، كما أنه لم يكن مساهما رئيسيا، وكان يعمل في الشركة منذ عدة أشهر فقط عندما سُجن عام 2018".
وقُبض على شرقي لأول مرة في أبريل/ نيسان 2018، واحتُجز في سجن إيفين بطهران حتى ديسمبر/ كانون الأول 2018، عندما أُفرج عنه بكفالة.
وقال صديق العائلة إنه أثناء وجوده خلف القضبان، إنه تعرض لاستجوابات متكررة، وعُصبت عيناه، ووُضع في زاوية الغرفة المواجهة للجدار.
وأضاف أن إدانة شرقي والحكم عليه في نوفمبر/تشرين الثاني، تم من قبل القاضي الإيراني أبو القاسم صلواتي، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات قاسية، حيث حكم على أكثر من 100 سجين سياسي ونشطاء حقوقيين وإعلاميين وغيرهم.
ترجمة إيران إنسايدر