هددت ميليشيا "عصائب أهل الحق" التابعة للحشد الشعبي في العراق، باستهداف القوات والقنصليات والسفارة الأميركية حال عدم خروجهم من العراق خلال وقت زمني قصير، وذلك استجابة لفتوى المرجع الديني كاظم الحائري.
وقال النائب عن الحركة حسن سالم في بيان إنه "بعد بيان كاظم الحسيني الحائري صار لزاما علينا العمل على إخراج القوات الأميركية من أرض الوطن، وعلى الحكومة العراقية إنذار القوات الأميركية بوقت زمني قصير لإجلاء معداتهم وإخراج جنودهم".
وأضاف "بعدها سيكونون في مرمى سلاح أبناء المقاومة ابتداء من السفارة وقنصلياتهم وكل مقراتهم فلا تنطلي علينا بعد اليوم ذرائعهم.. ولا نريد تدريبا ولا دعما ولا نقل خبرات".
وعلى مدار الشهرين الماضيين، تعرضت أربعة مقرات تابعة للحشد الشعبي لقصف بطائرات مسيرة، استهدفت مخازن سلاح لميليشيات مدعومة بشكل مباشر من إيران، واتهم الحشد الشعبي بشكل صريح بوقوف واشنطن التي تقود التحالف الدولي وراء عمليات القصف.
وعلّق زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي على بيان للحشد اتهم الأمريكيين بالوقوف وراء عمليات القصف على المقرات التابعة للحشد، بقوله، إن "بيان الحشد وضع النقاط فوق الحروف.. على كل من يريد استهداف أمن العراق مرة أخرى أن يحذر فالعراق لم يعد كما كان فهو يمتلك القدرة الكاملة للدفاع عن نفسه".
استهداف الأمريكيين
وأصدر المرجع الديني الشيعي "آية الله كاظم الحسيني الحائري"، يوم الجمعة 23 آب/أغسطس، فتوى بتحريم بقاء أية قوات أمريكية تحت أي مسمى في العراق، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل بقصف مقار عسكرية تابعة للحشد الشعبي.
وقال المرجع الشيعي، في بيان له، إنه يعلن من موقع "المسؤولية الشرعية"، "حرمة إبقاء قوات عسكرية تابعة لأمريكا تحت أي عنوان سواء للتدريب أو الاستشارات العسكرية أو حتى بذريعة مكافحة الإرهاب الذين هم من صنعه ويحتضنه"، حسب قوله.
ولم يكتفِ رجل الدين بتحريم وجود الأمريكيين، بل أكد "وجوب مقاومتهم كعدو والدفاع عن الأراضي العراقية أمام هذا الاحتلال".
وخاطب الحسيني الحائري عناصر ومنتسبي الحشد الشعبي، بقوله "لو كنت أستطيع حمل السلاح لحملته بين صفوفكم لبدء المقاومة ومواجهة "جند الطاغية ترامب".
اتهامات لأمريكا
وحمّلت فصائل "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران، يوم الأربعاء 21 آب/أغسطس، الولايات المتحدة مسؤولية استهداف مقراتها التي شهدت أربعة منها مؤخرا انفجارات كبيرة لفها الغموض، وأكدت وجود معلومات وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية ومواعيد إقلاعها وهبوطها وعدد ساعات طيرانها في العراق.
وقال الحشد الشعبي -في بيان مذيل بتوقيع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس- "نعلن أن المسؤول الأول والأخير عما حدث هو القوات الأميركية، وسنحمّلها مسؤولية ما يحدث اعتبارا من هذا اليوم".
وهدد بأنه أمام هذه التطورات ليس لديه "أي خيار سوى الدفاع عن النفس وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حاليا واستخدام أسلحة أكثر تطورا"، مؤكدا أنه انتظر فترة "لحين إكمال جميع تحقيقاتنا بدقة حول الموضوع".
وقدم الحشد الشعبي في بيانه بعض التفاصيل المتعلقة باستهداف مقراته خلال الفترات الأخيرة. وقال إن بحوزته معلومات دقيقة ومؤكدة تفيد بأن الأميركيين قاموا خلال العام الجاري بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية عن طريق أذربيجان لتعمل ضمن أسطول القوات الأميركية على تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية.
وقال الحشد إن القوات الأميركية تسيطر على الأجواء العراقية عن طريق استغلال رخصة الاستطلاع، وتستخدم الأجواء المحلية لأغراض مدنية وعسكرية، واتهمها بالتشويش على أي طيران آخر، بما في ذلك طيران قوات الجيش، في حين تسمح لطائرات إسرائيلية وأميركية بتنفيذ الاعتداءات المتكررة.
وكشف عن أن لديهم أيضا معلومات أخرى وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية؛ "متى أقلعت ومتى هبطت وعدد ساعات طيرانها في العراق".
وأضاف البيان أن القوات الأميركية "قامت مؤخرا باستطلاع مقراتنا بدل تعقبها داعش، وجمعت المعلومات والبيانات التي تخص ألوية الهيئة ومخازن أعتدتها وأسلحتها".
وأوضح أنهم أبلغوا قيادة العمليات المشتركة "بأننا سنعتبر أي طيران أجنبي سيحلق فوق مقراتنا دون علم الحكومة العراقية طيرانا معاديا، وسنتعامل معه وفق هذا المنطلق، وسنستخدم كل أساليب الردع للحيلولة دون الاعتداء على مقراتنا".
وأكد أن عمليات الاستهداف لم تقتصر فقط على العمليات التي استهدفت مقرات الحشد الشعبي، بل هناك عمليات استهداف أخرى كانت تجري تارة "من خلال الطعن في شخصيات جهادية ووطنية من مختلف الأطياف بواسطة حملات تسقيط إعلامية مصحوبة بوضع أسماء على قائمة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية".
المصدر: إيران إنسايدر