قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الأحد، إن طائرات إسرائيلية استهدفت "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني جنوب دمشق, مشيرا إلى أنه تم إحباط هجوم لإيران كان يستهدف إسرائيل.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الغارة استهدفت "فيلق القدس"، وهو الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، لإحباط هجوم من قبل الأخير وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية، حسب قوله.
وأضاف أدرعي، في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع تويتر، أن "الطائرات الإسرائيلية أغارت على عدد من الأهداف التابعة لإيران في قرية عقربا جنوب شرق دمشق، لإحباط العملية".
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن "فيلق القدس" كان يخطط لإطلاق عدد من الطائرات المسيرة المسلحة ضد أهداف إسرائيلية".
وقال "خطط فيلق القدس الايراني والميليشيات الشيعية لإطلاق هذه الطائرات من الأراضي السورية، وتم إحباط هذه المحاولة".
وأضاف "إيران والنظام السوري يتحملان المسؤولية المباشرة عن هذه المحاولة".
انفجارات ضخمة
وأظهر تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارات ضخمة يعتقد أنها ناجمة عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية تابعة لفيلق القدس.
ويرى مراقبون أن حجم الانفجارات وألسنة اللهب التي تصاعدت جراء القصف الإسرائيلي لا تعكس دمارا في طائرات مسيرة وحسب، وإنما يعتقد بأنها انفجارات لمستودعات ذخيرة أيضا طالها الاستهداف الإسرائيلي.
من جانبها، نقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، عن مصدر عسكري قوله، إنه "في تمام الساعة ٢٣،٣٠ رصدت وسائط دفاعنا الجوي أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق، وعلى الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة وحتى الآن تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".
في حين لم ترد أي تقارير أو معلومات عن حجم الخسائر المادية والبشرية جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير.
استهداف "حزب الله"
وقالت مصادر إعلامية محلية، يوم الخميس 1 آب/أغسطس، إن إسرائيل قصفت نقطة لميليشيا "حزب الله" اللبنانية، في ريف القنيطرة (جنوب سوريا).
وقالت وكالة "سانا" إن صاروخا إسرائيليا أصاب قرية في ريف القنيطرة بجنوب غرب سوريا.
وقالت مصادر محلية لإيران إنسايدر حينها، إن القصف استهدف تل بريقة في القنيطرة بصاروخ، بعد رصد تحركات لميليشيا "حزب الله".
تل الحارة
وقصفت إسرائيل في الرابع والعشرين من شهر تموز الماضي، مواقع إيرانية في جنوب سوريا، بعد مرور شهر من غارات مماثلة استهدفت مواقع عسكرية لإيران وحزب الله في كل من ريف دمشق وحمص.
وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام عن وقوع قصف إسرائيلي على تل الحارة بريف درعا الغربي، فجر الأربعاء 24 تموز.
وأضافت أن الدفاعات الجوية تصدت لأجسام "معادية" في سماء القنيطرة جنوبي سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر مقرب من قوات النظام، أن القصف الصاروخي مصدره الجولان السوري المحتل، مشيرا إلى وقوع أضرار مادية فقط.
وقالت مصادر إعلامية معارضة، إن القصف الإسرائيلي طال أيضا تل أحمر شمالي خان أرنبة بريف القنيطرة، ونبع الصخر، وهي مواقع تتمركز فيها ميليشيات تابعة لإيران جنوب سوريا.
قصف سابق
وكانت قصفت طائرات إسرائيلية مطلع شهر حزيران الماضي ريف القنيطرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة عناصر للنظام وإصابة سبعة آخرين، وقصفت إسرائيل حينها بست غارات، تل أبو الثعالب في محيط الكسوة جنوب دمشق.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في الثاني من شهر حزيران أي بعد يوم من الغارات على القنيطرة وريف دمشق، أنه استهدف مرابض الطائرات في مطار تيفور العسكرية والذي تنطلق منه طائرات إيرانية مسيرة.
وقصفت إسرائيل أيضا في مطلع شهر تموز الماضي مواقع لميليشيا حزب الله في كل من ريف دمشق وحمص. وقالت صحيفة هآرتس حينها إنه أوسع هجوم جوي تشنه إسرائيل صد إيران وحزب الله في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الغارات التي شنتها إسرائيل على سوريا استهدفت خط إمداد "حزب الله" اللبناني بالأسلحة الحديثة المتطورة من إيران، لافتة أن توقيتها مرتبط بالتطورات الأخيرة بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته، بعد أيام من القصف، إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في محيط دمشق وحمص، كانت من أكبر الهجمات في السنوات الأخيرة، لا سيما من حيث حصيلة الضحايا البشرية.
واعتبرت أن المواقع الجغرافية للأهداف التي ضربتها الغارات تسلط الضوء على الهدف الحقيقي لهذه الضربات، أي "استهداف ما يبدو سلسلة لوجيستية تستخدم لإمداد "حزب الله" بالأسلحة المتطورة وتربط إيران بلبنان عبر سوريا".
بنك أهداف
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم الثلاثاء 23 تموز، صورا لمطاري دمشق وبيروت وميناء بيروت، في إشارة من قبل إسرائيل إلى إمكانية قصفها.
وقال الجيش الإسرائيلي في الصور، أن هذه المعابر تستخدمها إيران لنقل أسلحتها إلى ميليشيا "حزب الله" اللبنانية.
ونشر أدرعي على حسابه في "تويتر" خريطة أبرز فيها إيران والعراق وسوريا ولبنان، وأظهر بصورة خاصة مطاري دمشق وبيروت الدوليين وميناء بيروت ومعبر المصنع الحدودي اللبناني مع سوريا تحت مسمى "أهداف".
وأرفق أدرعي المنشور بتعليق قال فيه إن "مرفأ بيروت يستخدم كمحور نقل بحري للأسلحة من إيران إلى حزب الله، ويستخدم مطار بيروت كمسار جوي، إلى جانبه منشآت لتحويل صواريخ إلى دقيقة".
إسرائيل تسخر
سخر وزير إسرائيلي من إيران، يوم الأحد 21 تموز الماضي، وقال إنها الدولة الوحيدة في العالم التي تقتل الإيرانيين منذ عامين في سوريا.
وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إسرائيل "استهدفت الإيرانيين مئات المرات في سوريا، واعترفت بذلك في بعض الحالات، وكشفت عنه تقارير أجنبية في حالات أخرى، وفي بعض الأحيان، كشف عن ذلك رئيس هيئة الأركان (في الجيش الإسرائيلي) أو قائد سلاح الجو المنتهية ولايته، لكن كل ذلك يأتي ضمن إطار سياسة منسقة".
وأضاف هنغبي -الذي يعد من أبرز أعضاء مجلس الوزراء برئاسة بنيامين نتنياهو، في حديث لإذاعة Kan Bet- أن هذه الحملة لم تنته بعد لأن الإسرائيليين لم يروا أن طهران تخلت عن خططها للتموضع عسكريا في سوريا، مضيفا أن تل أبيب تمارس سياسات صارمة للغاية في المسائل المتعلقة بأمنها القومي.
وقال الوزير، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" إن الإيرانيين يعرفون جيدا من يمكن العبث معه وإزعاجه، وإسرائيل ليست من تلك الدول، وتابع، تعليقا على التصعيد الأخير بين طهران ولندن، أن رد فعل الإيرانيين كان "محدودا"، وذلك "ليس بسبب ضيق قدراتهم" بل تحسبا لرد فعل إسرائيلي محتمل.
واستهدفت إسرائيل، مواقع عديدة للقوات الإيرانية وميليشياتها، بالإضافة لقوات النظام، بمئات الغارات الجوية منذ عدة سنوات، لكن وتيرة الهجمات وصلت ذروتها عامي 2018 و2019.
المصدر: إيران إنسايدر