إيران إنسايدر – (فاطمة زهور شعباني)
دمرت السلطات الإيرانية قبر مصارع تحول إلى ناشط معارض أعدمته في سبتمبر/أيلول، في أحدث تصعيد لما وصفه مصدر مطلع بأنه حملة مضايقات حكومية ضد أسرة المصارع.
وفي مقابلة مع VOA Persian من إيران، قال المصدر المقرب من عائلة المصارع الذي تم إعدامه نافيد أفكاري، إن السلطات في قرية سنجار في مقاطعة فارس الجنوبية الغربية استخدمت معدات ثقيلة لتدمير جدارين حول مقبرة أفكاري.
وقال المصدر، إن تدنيس المقبرة حدث بعد أن ذهب والد أفكاري، حسين، وشقيقه وحميد وقريب آخر، وعامل إلى مقبرة سنجار في وقت سابق الخميس للقيام بأعمال تمهيدية لوضع شاهد قبر للمصارع الذي أعدم في سجن في شيراز، عاصمة المحافظة، في 12 سبتمبر.
وأوضح المصدر أنه بينما كان أفراد الأسرة الثلاثة والعامل في قبر أفكاري، اعتقلهم ما لا يقل عن 30 من رجال الشرطة يرتدون ثياب مدنية واحتجزوهم لعدة ساعات في مكتب استخبارات مقاطعة أردكان قبل إطلاق سراحهم.
وأضاف المصدر "أُبلغ أفراد الأسرة أنه لا يحق لهم القيام بأعمال البناء في المقبرة دون تصريح".
ونشر حساب على انستجرام منسوب لإلهام شقيقة أفكاري صورة تظهر مشهد القبرة بعد أعمال الهدم من قبل السلطات.
ونصت الرسالة المنشورة بجانب الصورة: "يمكنك التهديد أو التدمير أو الاعتقال [لكن] ماذا ستفعل حيال اسم نافيد وذاكرته التي تعيش في قلوب الناس؟".
من جانبها، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) مقالاً يوم الجمعة أكدت فيه أن السلطات هدمت جدران مقبرة أفكاري.
وندد حساب وزارة الخارجية الأمريكية في تويتر بالفارسي في تغريدة بتصرف إيران، حيث قالت: "وحاول النظام الإيراني إسكات نافيد أفكاري بإعدامه. والآن يحاولون جعل العالم ينساه بتدنيس قبره. إنهم غير قادرين على فهم أن ذكرى وإلهام نافيد محفور في قلوب وعقول الإيرانيين المحبين للحرية في جميع أنحاء العالم ".
وكان المصارع الإيراني اليوناني الروماني البالغ من العمر 27 عامًا بطلاً محليًا في مسقط رأسه شيراز لحصوله على ميداليات في المسابقات المحلية والدولية. ومع ذلك، ارتفعت صورته الدولية في سبتمبر عندما ظهرت أنباء تفيد بتأييد إيران لحكم الإعدام الصادر بحقه بسبب اعترافه بالقتل الذي قال إنه تعرض للتعذيب من أجل الإدلاء به.
وكانت محكمة جنايات فارس قد حكمت بالإعدام على أفكاري بتهمة القتل في 2 أغسطس 2018، حيث زعمت أنه قتل حسن تركمان، وهو حارس أمن منشأة مياه حكومية في شيراز، حيث جاء الحادث على هامش الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة التي انضم إليها أفكاري في شيراز وكانت تجري في مدن أخرى ردا على تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران.
اعتقلت السلطات في شيراز المصارع وشقيقه وحيد على صلة بجريمة القتل في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، واحتجزت شقيقًا ثالثًا (حبيب ) في وقت لاحق من ذلك العام. وحُكم على وحيد وحبيب فيما بعد بالسجن لعقود لدورهما المزعوم في الحادث.
وفي رسائل صوتية منفصلة مسجلة في السجن ونُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في أغسطس من هذا العام، قال نافيد ووحيد إنهما تعرضا هما وحبيب للتعذيب للاعتراف بالتورط في مقتل 2018.
ومنذ إعدام أفكاري في سبتمبر/ أيلول، والذي أثار إدانات من الولايات المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية والهيئات الرياضية، احتجزت السلطات الإيرانية شقيقيه المسجونين في الحبس الانفرادي وصعدت من مضايقات أقارب آخرين، وفقًا لمصدر صوت أمريكا.
وقال المصدر إن "النظام الإيراني يستخدم وحيد وحبيب كرهينتي، حيث أبلغت السلطات عائلة أفكاري سابقًا أنه سيتم نقل الأخوين من الحبس الانفرادي إلى العنابر الرئيسية في سجن عادل آباد في شيراز فقط إذا استوفت الأسرة شروطًا معينة".
وأكد المصدر أن تلك الشروط تضمنت الموافقة على نصب شاهد قبر عليه نقش معتمد من الحكومة في مقبرة أفكاري وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الرسمية لإدانة المسؤولين والمعلقين الأجانب الذين أعربوا عن دعمهم للمصارع وإخوته المسجونين.
وقال المصدر، إن أقارب أفكاري رفضوا هذه الشروط، مما دفع السلطات إلى توجيه تهديدات عديدة ضدهم، مشيراً إلى أن "المسؤولين حذروا من أن وحيد وحبيب قد يقتلان في السجن وأن أفراد الأسرة الآخرين سيواجهون اعتقالات منتظمة".
كذلك قال المصدر، إن السلطات الإيرانية سمحت لأفراد الأسرة بزيارة الشقيقين المسجونين عدة مرات في الأشهر الأخيرة، لافتاً إلى أنه "على الرغم من كل الضغوط، فإن وحيد وحبيب قويان ويلهمان أفراد عائلاتهما خلال كل زيارة".