استدعت إيران، اليوم الأحد، السفير الألماني في طهران، على خلفية إدانة الاتحاد الأوروبي إعدام الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم، يوم أمس السبت.
وذكرت وكالة أنباء "إرنا"، أن "مسؤولاً في وزارة الخارجية الإيرانية استدعى السفير الألماني، بسبب تصريحات الاتحاد الأوروبي بشأن الصحافي روح الله زم، ۴۷ عاماُ، الذي أعدم شنقا.
وأثارت حادثة إعدام، زم، والتي تمثل انتهاكاً لحرية التعبير والصحافة في البلاد، غضباً دولياً.
وعبرت منظمة مراسلون بلا حدود عن "صدمتها" جراء عملية الإعدام تلك.
وأبدت الخارجية الألمانية في بيان لها، صدمتها إزاء الظروف التي صدر فيها حكم الإعدام بحق روح الله زم، خاصة وأنه احتجز خارج إيران ونقل إلى البلاد قسرا.
ودعت الخارجية الألمانية السلطات الإيرانية إلى احترام حق مواطنيها في حرية التعبير، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين، والامتناع عن إصدار أو تنفيذ أي أحكام إعدام جديدة.
كما أعربت الخارجية الفرنسية في بيان لها عن إدانتها "بأشد العبارات" لإعدام الصحفي، واصفة هذا الإجراء بأنه عمل همجي يتناقض مع التزامات إيران الدولية، وانتهاكا خطيرا لحرية التعبير والصحافة. ونفذت السلطات الإيرانية، صباح أمس، حكم الإعدام بحق الصحفي المعارض روح الله زم، بعد اعتقاله عام 2019.
وأيدت المحكمة العليا الإيرانية، الثلاثاء الماضي، حكم الإعدام الصادر بحق زام الذي اعتقل عام 2019 بعد سنوات قضاها في فرنسا.
وأصدرت "محكمة الثورة" في طهران، في الـ 30 من يونيو/ حزيران الماضي، حكم الإعدام ضد روح الله زم، مدير قناة "آمد نيوز" على التلغرام، بتهمة "الإفساد في الأرض".
و"الإفساد في الأرض"، جريمة تتذرع بها السلطات الإيرانية أحيانا، في قضايا تتعلق بمزاعم محاولات لقلب نظام الحكم في البلاد، وتقود المتهم فيها إلى الإعدام.
واختطف زم الذي كان مقيما في فرنسا، في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أثناء توجهه في "مهمة عمل" إلى العراق، وفقا لما أفادت به زوجته، حيث أكدت أنه لدى وصولها بغداد، اتصل بها وكان صوته مرتبكا، وأكد لها أن سيكلمها لاحقا، لينقطع الاتصال به، ويظهر لاحقا على شاشة التلفزيون الإيراني.
وذكرت أوساط إعلامية إيرانية حينها، أن المرجعية الشيعية في العراق التي لديها خلافات مع خامنئي وولاية الفقيه وجهت دعوة إلى زم، لدعم نشاطه الصحفي، ولكن هناك من يقول إن هذه الدعوة كانت استدراجا استخباراتيا لزم، الذي وقع في فخ الحرس الثوري.
يذكر أن روح الله زم، هو ابن رجل الدين الإيراني البارز "محمد علي زم"، الذي شغل مناصب رفيعة في عدة دوائر حكومية إيرانية، وهو من الإصلاحيين.
وعلى إثر اعتقاله على خلفية احتجاجات 2009، غادر زم إلى باريس طالبا اللجوء السياسي، ليؤسس قناة "صوت الشعب آمد نيوز"، عبر تلغرام، والتي جمعت أكثر من مليون مشترك، ما دفع السلطات الإيرانية إلى طلب حذفها من قبل إدارة البرنامج التي استجابت لذلك.
وساهم موقع "آمد نيوز" وقناته الإخبارية على "تلغرام" في تحريك الشارع الإيراني، وكان له دور ملموس في الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال الأعوام الماضية.
إيران إنسايدر