صرّح وزير التجارة البحرية اليوناني يوانيس بلاكيوتاكيس، يوم الثلاثاء، أن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1" (غريس1 سابقا) التي غادرت قبل يومين جبل طارق، لم تطلب الرسو في أي ميناء يوناني.
وقال الوزير لوسائل إعلام يونانية "لم يتم تقديم أي طلب رسمي بشأن وصول ناقلة النفط الإيرانية إلى أحد الموانئ اليونانية".
وأضاف "نتابع مسارها ونحن على تنسيق مع وزارة الخارجية اليونانية".
وجاءت تصريحات بلاكيوتاكيس ردا على تساؤلات حول معلومات أوردها الموقع الإلكتروني المتخصّص في تعقّب حركة السفن "مارين ترافيك"، تفيد بأن ناقلة النفط التي احتجزتها سلطات جبل طارق في 4 تموز أبحرت الأحد وتتواجد الثلاثاء على بعد نحو مئة كلم من سواحل شمال غرب مدينة وهران الجزائرية.
وبحسب الموقع، فإن السفينة يمكن أن ترسو في ميناء كالاماتا الواقع في جنوب منطقة البيلوبونيز، لكن سلطات إدارة الموانئ في المنطقة لم تؤكد هذه المعلومات.
تهديد إيراني
بدوره، قال نائب قائد مقر "ثأر الله" التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري، يوم الثلاثاء، إن إيران سترد بحزم على أي تحرك أمريكي ضد ناقلة النفط الإيرانية "أدريان دريا" (غريس 1).
وأضاف كوثري أن واشنطن "تدرك أن تعرضها لناقلة النفط سيعود عليها بالضرر"، مشيرا إلى أن "أدريان دريا" تتابع مسيرها في المتوسط وستقوم بتنفيذ المهمة الموكلة إليها".
وتابع "الأحداث التي تعرضت لها الناقلة لن تؤثر على علاقات إيران بسوريا"، لافتا إلى أن هدف احتجازها لم يكن زعزعة علاقتنا بسوريا، فالعدو تلقى منا ضربة قاسية لم يفق منها حتى الآن" حسبما أفادت وكالة فارس للأنباء.
وهدد قائلا "في حال تم احتجاز الناقلة مرة أخرى، سيكون رد إيران أكثر صرامة من السابق".
احتجاز ناقلة أمريكية
وقالت صحيفة إيرانية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، يوم الأحد 18 آب، إن على طهران احتجاز ناقلة نفط أمريكية في حال نفذت أمريكا تهديدها باحتجاز ناقلة النفط "غريس1".
وأضافت صحيفة "جوان": "في حال نفذت الولايات المتحدة حكمها واحتجزت الناقلة "غريس-1"، فالحل لدى إيران هو أن تستمر في احتجاز ناقلة النفط البريطانية بصفتها أساس المشكلة، كما أنه على المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية أن يأمر باحتجاز ناقلة أميركية".
ونوهت الصحيفة أن "الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تكون الجمهورية الإسلامية منتصرة أمام بريطانيا، لذلك تدخل الميدان ولا تهاب اللوم العالمي".
وقالت "إذا حلت الولايات المتحدة محل بريطانيا، فإن الحل هو الاستمرار في احتجاز الناقلة البريطانية، والبحث عن احتجاز ناقلة أميركية".
رفض مذكرة الاحتجاز
وقالت سلطات جبل طارق، يوم الأحد 18 آب، إنها رفضت مذكرة أمريكية باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" المحتجزة لديها منذ 4 تموز الماضي بسبب نقل شحنة نفط للنظام السوري.
وأضافت في بيان لها "بموجب القانون الأوروبي، ليس بمقدور جبل طارق تقديم المساعدة التي تطلبها الولايات المتحدة"، إذ تريد واشنطن حجز الناقلة استناداً إلى العقوبات الأميركية على إيران.
وأوضح البيان أنه في غضون ذلك قدمت الولايات المتحدة عدة طلبات لتجميد الناقلة، وأصدرت وزارة العدل الأميركية طلباً لاحتجاز الناقلة بناء على العقوبات الأميركية على إيران.
وأكد البيان أن "نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي مختلف بشكل جوهري عن نظام الولايات المتحدة"، بالإضافة إلى ذلك، تمنع النظم الأوروبية "تحديدا تطبيق بعض القوانين الأميركية"، من بينها القوانين التي تنص على العقوبات ضد إيران.
مذكرة أمريكية
وكشفت وزارة العدل الأميركية، يوم الجمعة 16 آب، عن إصدار مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" ومصادرتها، بعد اتهامها بالتخطيط "لدخول النظام المالي الأميركي بطريقة غير قانونية لدعم شحنات غير شرعية من إيران إلى سوريا للحرس الثوري الإيراني المصنف كمنظمة أجنبية إرهابية".
ونصت المذكرة على أن الناقلة وكل النفط الذي تحمله، إضافة إلى مبلغ 995 ألف دولار خاضعة للمصادرة، بالاستناد إلى انتهاك "قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية" والاحتيال المصرفي وتبييض الأموال ووضعية المصادرة بموجب الإرهاب.
وأعلنت محكمة مقاطعة العاصمة الأميركية واشنطن عن إصدار أمر قضائي باحتجاز "غريس1"، وقالت إن قرارها مبني على وثائق تثبت انتهاك الناقلة قانون الطوارئ الاقتصادية الدولي، ونظام الاحتيال المصرفي وغسيل الأموال، بالإضافة إلى تهمة أخرى بالإرهاب.
وقالت المحكمة، إن الناقلة تخطط بطريقة غير قانونية لاستغلال النظام المالي الأميركي لنقل شحنات غير مشروعة من النفط إلى سوريا، مصدرها فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وقالت المدعية العامة في واشنطن جيسي ليو، في بيان صحفي، إن الناقلة "غريس1" تخضع للمصادرة بناء على شكوى من الحكومة الأميركية، وذلك بعد يوم على سماح سلطات جبل طارق للسفينة المحتجزة بالإبحار.
وكانت الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق إن تقييمها يشير إلى أن الناقلة كانت تساعد الحرس الثوري الإيراني، وأن العاملين على متنها أو على أي سفن تساعد الحرس الثوري مرتبطون بالإرهاب.
المصدر: إيران إنسايدر