قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يوم الاثنين، إن على الشعب اليمني إفشال كل ما من شأنه حرف البوصلة عن مواجهة التهديد الأساسي الإيراني المتمثل بميليشيا الحوثي، في إشارة لانقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
وعقد منصور هادي وعدد من قيادات الدولة، اجتماعا استثنائيا لمناقشة تداعيات انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، في عدن، وسيطرتها على المرافق العامة والمقرات العسكرية والسياسية والأمنية.
وثمّن الاجتماع، بحسب وكالة الأنباء اليمنية، الموقف المميز والصادق للمملكة العربية السعودية، وبيان تحالف دعم الشرعية والذي طالب الميليشيات المتمردة بالانسحاب من المواقع والمعسكرات التي استولت عليها، منوها بالجهود المخلصة التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنهاء حالة التمرد الانفصالي وعودة الأمور إلى نصابها.
وأكد الاجتماع، الاستمرار في متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع التحالف بقيادة السعودية لإنهاء الانقلاب وعودة الأمور إلى نصابها من خلال انسحاب الميليشيات المتمردة من كل المؤسسات والمواقع والمعسكرات وعودة القوات الشرعية إلى مواقعها في العاصمة المؤقتة عدن، وعودة الحكومة وكل المؤسسات للعمل.
ودعا الرئيس اليمني، أبناء شعبه إلى الوقوف خلف القيادة الشرعية ومؤسسات الدولة الرسمية ورفض كل مشاريع التمزيق والتقزيم والتشرذم.
وأكد، أن اليمن الحضارة والتاريخ وأصل العرب وعمقه الاستراتيجي ستظل عصية ضد كل المشاريع والمؤامرات كما كانت دائما وأبدا.
ووجه هادي، حكومته بالانعقاد الدائم للتعاطي مع تداعيات الانقلاب (في العاصمة المؤقتة عدن)، والعمل على مضاعفة الجهود للتخفيف من معاناة أبناء الشعب في كل المناطق اليمنية.
معركة وجودية
بدوره، قال رئيس الحكومة اليمنية الشرعية معين عبدالملك، يوم الأحد، إن المعركة الوجودية والمصيرية، هي ضد المشروع الإيراني في اليمن، وعدم السماح لأي ميليشيات متمردة بافتعال أحداث أيا كانت لحرف بوصلة هذا الهدف.
وأضاف في بيان، أن بلاده قيادة وحكومة وشعبا تقدّر تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية على مواقفه الراسخة ودعمه الثابت لوحدة واستقرار اليمن، وتحمل العبء الأكبر في جهود استعادة الدولة وتصويب الأوضاع.
وجاءت تصريحات رئيس الحكومة الشرعية خلال لقاء جمعه بالسفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، حيث جرى مناقشة "الأحداث المؤسفة وغير المقبولة في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لاحتواء تداعياتها".
وأشاد اللقاء بالجهود الحثيثة التي يبذلها التحالف بقيادة السعودية، لتجاوز ما جرى في العاصمة المؤقتة عدن، وعودة الأوضاع إلى طبيعتها بما يمكن الحكومة من مواصلة أداء دورها في تطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة على المواطنين، والمضي نحو استكمال استعادة الدولة وإنهاء التمرد الحوثي الطائفي المدعوم إيرانيا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
انسحاب الانفصاليين
وقال التحالف العربي بقيادة السعودية، يوم السبت، إن وحدات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي وقوات الحزام الأمني، بدأت الانسحاب والعودة إلى مواقعها السابقة في عدن وسلّمت بعض المواقع إلى ألوية الحماية الرئاسية، في الوقت الذي رحبت فيه الحكومة اليمنية بانسحاب "الانتقالي" مطالبة باستكمال الانسحاب من مقرات سيادية.
ودعا التحالف في بيان إلى استمرار التهدئة وضبط النفس ووقف الخطاب الإعلامي المتشنج، وتعزيز لغة الحوار والتصالح، بين الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي قاد انقلابا ضد الشرعية وسيطر على العاصمة المؤقتة عدن
ودعا إلى توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع النظام الإيراني، وطالب بعدم إعطاء الفرصة للمتربصين من التنظيمات الإرهابية في اليمن.
وثمّن التحالف العربي استجابة الحكومة اليمنية الشرعية لدعوته بشأن ضبط النفس أثناء الأزمة، كما ثمن استجابة المجلس الانتقالي في عدن لدعوته.
وقالت مصادر إعلامية إن قوات المجلس الانتقالي انسحبت من مستشفى عدن والبنك المركزي ومقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وسلّمت المواقع التي انسحبت منها إلى ألوية حماية الرئاسة.
الشرعية ترحّب
بدوره، رحب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بانسحاب المجلس الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن، بينها الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقضاء والبنك المركزي ومستشفى عدن.
وقال الوزير في سلسلة تغريدات على تويتر، إنه "يجري استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية".
وثمن الإرياني "عاليا دور الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة باحتواء أحداث عدن"، وقال "ندعو إلى توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية وبما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران".
واعتبر الوزير اليمني أن "ما حدث في عدن فرصة مهمة لمراجعة شاملة وتحفيز العمل المشترك للحفاظ على الدولة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وخلق نموذج للأمن والاستقرار والتنمية، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وتخفيف معاناة الناس في عدن وجميع المحافظات المحررة وتنقل المواطنين بين المحافظات للعمل بشكل طبيعي ودون حواجز".
المصدر: إيران إنسايدر