قال محللون، إن العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، الذي قُتل في هجوم خارج العاصمة طهران الجمعة، شخصية قيادية في البرنامج النووي لإيران رغم أن طهران نفت مشاركته.
ويعتقد مسؤولون وخبراء غربيون، أن فخري زاده لعب دورا حيويا في جهود مشتبه بها قامت بها إيران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم. وتنفي إيران أنها سعت في أي وقت من الأوقات لتطوير أسلحة نووية.
وأشار تقرير مهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في 2011 إلى فخري زاده على أنه شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية. كما أشار التقرير إلى احتمال أنه لا يزال له دور في مثل تلك الأنشطة.
وكان فخري زاده هو الإيراني الوحيد الذي أتى هذا التقرير على ذكره. ويعتقد أنه كان أيضا ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني.
وأرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ فترة طويلة لقاء فخري زاده في إطار تحقيق مطول فيما إذا كانت إيران قد أجرت أبحاثا غير مشروعة عن أسلحة نووية.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع، إن إيران اعترفت بوجود فخري زاده قبل عدة سنوات لكنها ذكرت أنه ضابط في الجيش غير مشارك في البرنامج النووي في مؤشر على أنها لم تكن تعتزم الاستجابة لطلب الوكالة.
كما ورد اسمه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2007 بشأن إيران بصفته أحد المشاركين في أنشطة نووية أو باليستية.
وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو جماعة إيرانية معارضة في المنفى، تقريرا في مايو أيار 2011 يتضمن ما قالت إنه صورة لفخري زاده بشعر داكن ولحية قصيرة. ولم يتسن التحقق من صحة الصورة بشكل مستقل.
وقال المجلس المعارض، إن فخري زاده ولد في عام 1958 في مدينة قم الشيعية المقدسة وشغل مناصب منها نائب وزير الدفاع ووصل إلى رتبة بريجادير جنرال في الحرس الثوري وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية وكان يلقي محاضرات ويمارس التدريس في جامعة الإمام الحسين.
وفي بيان لوزارة الدفاع الإيرانية، أوضحت أن عناصر وصفتها بـ "الإرهابية" هاجمت، ظهر الجمعة، سيارة تقل محسن فخري زاده رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا بوزارة الدفاع، ما أدى إلى اشتباك بين فريق زاده الأمني والمهاجمين.
وأصيب زاده بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى، إلا أنه توفي متأثراً بجراحه.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يوجه ضربة لإيران، قبيل رحيله وتسلم جو بايدن سدة الحكم، ولكن حتى اللحظة لا يوجد أي تبنٍ أمريكي للعملية، وخاصة بعد امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عن التعليق على مقتل العالم النووي الإيراني.
ومع عملية الاغتيال تلك، تداولت وسائل إعلام تصريحات سابقة لوزير الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عام 2018، حيث اعتبر فخري زاده أنه يقود برنامج طهران النووي، قائلا "تذكروا هذا الاسم محسن فخري زاده".
وأكد وزير الخارجية محمد جواد ظریف وجود مؤشرات تثبت تورط إسرائيل في عملية اغتيال فخري زادة .
وقال مسؤول في مكتب نتنياهو في تصريح لوكالة "رويترز"، إن المكتب "يمتنع عن التعليق" على اغتيال زاده.
إيران إنسايدر