استعان زعيم "فيلـق القـدس" إسماعيل قاآني، بزعيم "حـزب اللـه" حسن نصرالله، من أجل تهدئة الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، ومنعها من القيام بأية أعمال تصعيدية إزاء القوات الأمريكية.
وكشفت مصادر، أن قاآني زار الأسبوع الفائت، العاصمة اللبنانية بيروت، والتقى فيها بحسن نصر الله، وزار بغداد، والتقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعددا من قادة الأحزاب والفصائل المسلحة الشيعية، الأربعاء الماضي.
وعن تفاصيل زيارته للبنان، قالت المصادر، إن اللقاء جمع قاآني ونصرالله، إضافة إلى القائد شبه العسكري والمسؤول الحالي عن هيئة الحشد الشعبي عبدالعزيز أبو الفدك.
ولفتت المصادر إلى أن أبوالفدك فضل لقاء الجنرال قاآني بعيدا عن العراق، وبحضور الأمين العام لحزب الله لمناقشة بعض المشاكل داخل الفصائل المسلحة، وذلك بعدما طلب أبو الفدك لقاء قاآني في إيران، لكن قاآني فضل عقد الاجتماع بحضور نصر الله.
وبيّنت أن سبب عقد الاجتماع في بيروت، وبحضور الأمين العام لحزب الله يعود إلى الخلاف الكبير القائم بين الفصائل المسلحة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية حول قضية إنهاء الهدنة، فكان لابد من تدخل الجانب اللبناني في النقاش.
وبحسب مصادر إيرانية؛ فإن القادة في طهران كانوا رافضين للهجوم الأخير للفصائل المسلحة العراقية، الذي استهدف السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد.
ولم يستطع الجنرال قاآني إقناع الفصائل المسلحة العراقية بسهولة، خاصة وحسب مصادر عراقية أن الخلافات بين الفصائل تزداد في الآونة الأخيرة، فقرر الاستعانة بحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، مفضلا الاجتماع ببعض القادة شبه العسكريين العراقيين كلا منهما على حدة.
وقال أحد قادة كتائب حزب الله العراقية، الذي كان حاضرا اجتماع بيروت "نقدر رأي نصر الله، ونقدر وجهة نظر الجنرال قاآني، لكن كان لابد من الاجتماع معهم لحل بعض المسائل العالقة"، مكتفيا بالقول إن "هناك خططا جديدة تتم مناقشتها لمرحلة ما بعد الخروج الأمريكي الكامل من العراق".
وأشار المصدر ذاته إلى أن هناك توافقا في وجهة نظر حسن نصر الله مع الرغبة الإيرانية، في التأهب لأي عدوان أمريكي، مع عدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية.
وفي سياق متصل، لفتت المصادر إلى أن زيارة قاآني إلى العراق، جاءت بعدما لجأ له الكاظمي لإقناع فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران من احترام الهدنة مع أمريكا، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد.
وقال مصدر أمني مقرب من الحرس الثوري الإيراني، إن "ترامب هدد بشن هجوم على إيران وأعلن تراجعه، لكن ما زال الأمر مطروحا، ولا نريد تصعيد التوتر مع أمريكا، ولا إعطاء ترامب سببا لارتكاب أي حماقة لا في العراق ولا في إيران".
وأضاف المصدر الأمني الإيراني أن "البعض من حلفائنا في العراق، يريدون الانتقام لدم اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، خاصة ونحن على أعتاب ذكرى اغتيالهما، ونقدر هذه الحماسة والمحبة، لكن الوضع مأزوم، ولابد من التصرف بعقلانية"، حسب قوله.
وعقب لقاء قاآني والكاظمي، توجه قاآني إلى منزل هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، للقاء قادة الأحزاب والفصائل الشيعية الموالية لإيران، وكان من ضمن الحاضرين لهذا الاجتماع قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق، المدعومة من إيران.
وقال مصدر ممن حضروا اللقاء، إن"الخزعلي أخبر الجنرال قاآني بأن شروط الهدنة لم تتحقق، وتم قصف معسكرات تابعة للمقاومة، لذلك أعلن قبل أيام قليلة انتهاء هذه الهدنة بين القوات المسلحة العراقية والولايات المتحدة"، حسب قوله.
وأضاف المصدر ذاته أن "النقاش كان محتدما بين قاآني والخزعلي، هذا الأخير الذي لم يرد الانصياع لأوامر الإيرانيين، ورفض القبول بمطالبهم كما قبلت الفصائل الأخرى، منها كتائب حزب الله".
وأشارت المصادر إلى خلاف بين الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران، فيما يتعلق باستهداف المصالح الأمريكية في العراق من عدمه، فبعض الفصائل وافقت على استكمال الهدنة، حتى مغادرة ترامب للبيت الأبيض، والبعض الآخر، ومنها عصائب أهل الحق، وجدت أنه لابد من "الثأر" لدماء من قُتلوا في القصف الأمريكي الأخير.
ووفقا للمصادر؛ فإن زيارة قاآني إلى بغداد لم تأتِ بنتيجة، ولم يستطع الجنرال الإيراني إنهاء الخلافات بين الفصائل المسلحة العراقية، بل الأمر تطور إلى إعلان البعض منها التمرد على طلبات القيادة في طهران، مبينة أنه من الممكن أن تقوم بهجمات في وقت قريب.
إيران إنسايدر