كشف أحد العناصر المنشقين عن "حزب الله" اللبناني، والمقيم في أوروبا، معلومات حول الآليات التي يتبعها الحزب في توزيع أسلحته وصواريخه في لبنان، وعن طريقة اختيار المناطق والمخازن.
وقال العنصر لموقع الحرة، اليوم الاثنين، إن "الحزب يعتمد على خطة توزيع، ترتكز على تأمين اكتفاء ذاتي من الأسلحة والذخائر لكل بقعة عسكرية (أي منطقة جغرافية)، ويقوم بوضعها في مخازن عدة ضمن هذه البقعة، فإذا ضُرب مستودع يبقى هناك ألفا غيره في الخدمة"، مضيفا أن "في محلة الجناح حوالى ثلاثة مواقع أخرى، وهذا ينطبق على مناطق مختلفة من لبنان".
وكشف العنصر المنشق، أنّ "المعامل والمستودعات ممتدة على كافة الأراضي اللبنانية وداخل الأحياء السكنية بأشكال وطرق مختلفة، وهناك أنفاق موجودة تحت الأرض لاسيما على طريق الجنوب - بيروت".
ولفت العنصر إلى أن لبنان مقسم بالنسبة للحزب إلى بقع عسكرية، وفي كافة المحافظات مخازن ومواقع سرية ولكن بأشكال وطرق مختلفة"، مبيّنا أنّ "منطقة الجنوب مقسمة إلى الليطاني وتسمى وحدة بدر، وشمال الليطاني وتسمى وحدة نصر".
وأضاف أنّه "في منطقة الجية التابعة لمحافظة الشوف (جنوبي شرق لبنان)، مجمعات سكنية تم تملكيها لعناصر في حزب الله، وهي تعطى لهم بقروض ميسرة، بعد إعلامهم بأنها تستخدم لتخزين أسلحة وذخائر عسكرية".
وفي المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحزب بشكل مباشر، فإنه يتبع أسلوباً أخراً، وقال العنصر "في المناطق المسيحية مثلا يعمد إلى امتلاك عقارات وأراضٍ باسم شركات مملوكة، من قبل عناصر في التيار الوطني الحر، ويتم نقل المعدات العسكرية عبر عناصر الـ 900، وهي مجموعة تحمل بطاقات عسكرية صادرة عن جهة أمنية رسمية مقربة من الحزب للقيام بمهمات يصفها الحزب بأنها خارجية، أي بعيدة عن مناطق نفوذه".
وكانت سلسلة من التفجيرات والحرائق "الغامضة" التي وقعت في لبنان، في سبتمبر/أيلول الماضي، قيل أنها هزت مواقع "سرية" لحزب الله، ما جعل الحزب حينها ينظم جولة لإعلاميين، معظمهم مقربون منه، في مصنع واحد يقع بمنطقة الجناح، وكان بداخله كميات كبيرة من الحديد ما أوحى أنه مصنع لقوارير الغاز.
وفي هذا السياق، كشف الصحفي اللبناني، ربيع طليس، والذي كان بين الإعلاميين في جولتهم، لموقع الحرة، عن معطيات ودلائل جديدة بحوزته تكشف تخزين كميات من مادة نترات الأمونيوم، عثر عليها أثناء تواجده في الجولة الإعلامية للحزب، وهي المادة نفسها التي يعتقد انها السبب وراء تفجير مرفأ بيروت، في 4 أغسطس الماضي، بعد احتواء عنبر 12 على كميات هائلة منها.
وقال طليس أنه بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن مخازن أسلحة لحزب الله في منطقة الجناح، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "وردني معلومات بأنّ الحزب وقبيل خطاب نتنياهو شرع في الشروع إزالة ما يحويه موقع الجناح، بناءاً على معلومات وردت إليه، فعزمت الذهاب بغرض تقفّي الأثر، وهي كانت مخاطرة شديدة للغاية".
وأضاف أنّه "أثناء الجولة الإعلامية التي زعمت أنّ المنشأة تحوي آلات لقص الحديد، دخلت إلى إحدى الغرف ووجدت فيها أوعيةً فارغة كُتب عليها distilled water، أي ماء مُقطّر، وهي مادة لا تستخدم في مصانع الحديد، فهذا الماء يُستخدم في الكيميائيات، وهذا ما طرح علامات استفهام عديدة".
وتابع "وما أثار شكوكي أكثر هو الحديد الذي تم قصه بمقاسات مختلفة، والتي تأتي على أشكال رؤوس صواريخ وقواعد لهذه الرؤوس، باختلاف السماكات".
ورصد طليس في الطابق العلوي، نترنات الأمونيوم، مبيناً أن كميتها تقدر بحوالي المائة وعشرين كيساً من زنة الخمسة عشر كيلو تقريباً، وكانت قد تمّت تغطيتهم بشادر كبير من النايلون بغرض التمويه لضيق وقت الحزب في إخراجهم من هناك.
وأكّد أنّ "النترات موجودة منذ زمنٍ بعيد، وتكاثرت مع انتهاء إعمار الضاحية عام 2006، وهي ليست فقط في الجناح، إذ أنّ الضاحية الجنوبية لبيروت تعيش على صفيحٍ ساخن من النترات والصواريخ التي تُخبّأ في مواقع تحدّها الأبنية العالية من جهة البحر ومن الجهة الجنوبيّة، وهذا هو العازل الأمني الأساس في الموضوع لدى الحزب".
وعن استخدام الحزب للمادة الكيميائية الخطيرة، كشف أنّه "يتم استخدامها في صناعة العبوات الناسفة، وفي صناعة الرؤوس المتفجّرة وكان قد استخدمها في سوريا في صناعة ما أسماه بالبراميل المتفجّرة".
وأوضح أنّ "مقاتلي وحدة الهادي المرمّزة بـ "1600"، هي وحدة لا يدخلها سوى أهل الثقة المتعلّمين والمؤدلجين تماماً بالفكر الإيراني، وتضم أساتذة جامعيّين اختصاصاتهم في الكيميائيات، وهي المسؤولة عن النترات وخلطة الكبتاغون والمخدرات، وكل حشوات الصواريخ والقذائف وتعديل الأسلحة فوق المتوسّطة، إضافةً إلى تطوير الأسلحة".
وختم الصحفي اللبناني، قائلاً "تتمحور مراكز وحدة 1600 بين المدنيّين، وفي الأحياء السكنيّة، ولها معسكراتٌ في بعض الجرود، ويُمنع دخولها بلا تصريح من زعيم الحزب حسن نصر الله أو رئيس المجلس التنفيذي للحزب هشام صفي الدين شخصيّاً".