مع الإعلان عن فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية مساء أول السبت، تباينت الآراء حول العالم بين مرحب ومستاء، وهكذا كان حال العراقيين أيضا، فعلى الرغم من أن العديد من السياسيين والمسؤولين هنأوا الرئيس المنتخب إلا أن مواقف أغلب المواطنين كانت متباينة فيما عبر البعض عن مخاوفهم من مساعي "تقسيم العراق".
وفي 2006، كتب بايدن مقال رأي دعا فيه إلى إنشاء "ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي" للمجتمعات العرقية والطائفية الرئيسية في العراق: الشيعة والسنة والكورد، وتربطه علاقات شخصية مع بعض قادة العراق الحاليين حيث كان نائب رئيس الولايات المتحدة في الفترة من عام 2009 إلى 2017 أثناء حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتقدم عدد من المسؤولين في العراق وإقليم كوردستان بالتهنئة للرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية، جو بايدن، داعين إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وهنأ الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة، بايدن الذي "عرفناه صديقاً و شريكاً موثوقاً به خلال عمليّة بناء العراق الجديد". وأضاف "نتطلّع إلى العمل معاً من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبينا المشتركة، وتعزيز آفاق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
من جهته، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التهاني لبايدن وهاريس، مؤكّداً أنّه يتطلّع إلى "تقوية الروابط الاستراتيجيّة بين بلدينا نحو مستقبل مبني على الاحترام المتبادل وقيم التعاون المشترك والوثيق من أجل تجاوز التحدّيات ودعم السلم والأمن، وتحقيق الاستقرار والازدهار".
وفي كوردستان، هنأ رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، الرئيس الأميريكي المنتخب جو بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية، داعياً إلى العمل معاً لتعزيز الشراكة بين الجانبين، كما هنأ رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني بايدن وكتب على حسابه الرسمي في تويتر: "أتطلعُ إلى مواصلة التعاون الوثيق والقوي بين إقليم كوردستان والولايات المتحدة"، مبيناً أن "شراكتنا ضرورية للاستقرار والازدهار الإقليميين".
وعلى صعيد القيادات السياسية والحزبية، بعث رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي برقية تهنئة إلى بايدن جاء فيها: "أبارك لكم نيل ثقة الشعب الأميركي الصديق وأتمنى لكم النجاح في مهمتكم الصعبة والتوفيق في معالجة المشاكل والازمات الموروثة التي تواجهكم لتغير صورة امريكا وتطوير العلاقات مع الدول الصديقة والعالم".
إلى ذلك ذكر رئيس جبهة الانقاذ والتنمية أسامة النجيفي في رسالة تهنئة "أننا في العراق نتطلع الى دور ريادي ومحوري لإعادة الاعتبار للشعب العراقي وقواه السياسية الخيرة، وكلنا أمل بأن نجد في ولايتكم الداعم الرئيس لتعزيز دائم للأمن والاستقرار والتوازن في العراق والمنطقة، وان يتحرر بلدنا وشعبنا من ربقة التدخلات الاقليمية التي تنخر جسده، وتؤجج عوامل الصراع والتناحر بين أبنائه".
بعض الفصائل المسلحة "الشيعية" رحبت أيضاً باختيار بايدن، حيث قال محمد محيي، المتحدث باسم جماعة "كتائب حزب الله" العراقية ، إن ولاية ترمب "كانت سلبية للغاية" و"فترة هدم"، وعبر عن أمله في أن تقوم إدارة بقيادة بايدن بـ"إنهاء الأزمة وسحب الجنود" الأميركيين من العراق، كما اعتبر، نصر الشمري، المتحدث باسم "حركة النجباء" إن اختيار بايدن "يمهد الطريق للتعاون بين الدول".
وانتهج الرئيس دونالد ترمب سياسة صارمة تجاه إيران حيث قتلت قواته قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بغارة قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني الماضي وبعدها بيومين صوت البرلمان العراقي على قرار يقضي بإخراج القوات الأجنبية، كما انسحب ترمب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على طهران، وفيما لوح بايدن بالعودة للاتفاق النووي مع إيران لا يُعرف بعد بوصلة السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة.
وفي ساحة التحرير وسط بغداد، استطلعت فرانس برس آراء بعض المواطنين حيث قالت زينب البالغة 43 عاماً إن "الولايات المتحدة لها يد في احتلال العراق وكل ما حدث بعد ذلك سببه الاحتلال الأمريكي لبلدنا. نأمل أن يكون هناك تغيير للوجوه وأن تساعد الولايات المتحدة العراق لأننا في أزمة اقتصادية وسياسية ومن كافة النواحي".
فيما ذكر أبو سعد أنه "بصفتي عراقي ، أفضل بقاء ترمب في منصبه لأنه وضع للسياسة الخارجية للولايات المتحدة طيفاً أوسع وفتح آفاقاً جديدة".
كما دعا محمد، بايدن إلى "محاكمة القاتل ترمب على أفعاله في العراق واغتيال الشهيدين (الجنرال الإيراني) قاسم سليماني و (العراقي) الحاج أبو مهدي المهندس"، فيما طالب علي وليد "كل الدول وخاصة الولايات المتحدة مع رئيسها الجديد بايدن بالامتناع عن التدخل في سيادة العراق ومحاولة تقسيم العراق. لا نريد أحد يسرق نفط العراق ونأمل من يحمي سيادة العراق".
وفاز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأميركية ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة بعدما انتزع ولايات حاسمة عدة من خصمه الجمهوري الرئيس دونالد ترمب.
وينص الدستور على انتقال السلطة في 20 كانون الثاني، وقبل حلول هذا الموعد، يتحتم على الولايات تأكيد نتائجها، على أن يجتمع كبار الناخبين الـ538 في كانون الأول لتعيين الرئيس رسميا.
المصدر: وكالات