انفجار المثنى.. يثير تساؤلات حول دور "الحشد الشعبي" في تهريب نفط العراق

أثار حادث انفجار أنبوب لنقل للغاز بالقرب من معسكر لـ«الحشد الشعبي» في محافظة المثنى العراقية، يوم أمس السبت، تساؤلات عن دور هيئة الحشد الشعبي في تهريب النفط والغاز. 

وأكد مصدر قريب من الحكومة المحلية في محافظة المثنى العراقية لصحيفة الشرق الأوسط أن الحادث مرتبط بـ "قضايا تتعلق بعمليات سرقة وتهريب عبر ثقب أنابيب النفط والغاز على حد سواء" رافضاً الإدلاء بمعلومات إضافية.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، يوم أمس السبت، أن "انفجاراً وقع في أحد أنابيب الغاز الناقلة في منطقة النجمي في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، وقد أدى الحادث إلى وفاة طفلين وإصابة 28 شخصاً، بينهم 9 من الحشد الشعبي، معسكر خلفيات اللواء 44، وبقية المصابين من أهالي المنطقة".

بدورها، أصدرت هيئة الحشد الشعبي بياناً حول الحادثة قالت فيه "أدى الانفجار إلى إصابة خمسة منتسبين بحروق وفقدان آخر، كانوا بمهمة حماية أحد مقرات اللواء 44 في (الحشد الشعبي) مع تضرر أجزاء من المقر نتيجة انفجار بعض الأعتدة"، لتعلن لاحقاً أن الحادث أدى لمقتل اثنين من اللواء 44 وهما حسين عبد الله الظالمي، وعيسى هاشم عبادي الموسوي، فيما جرح خمسة آخرون، وما تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث.

من جانبه، قال النائب في البرلمان العراقي، عن المحافظة عدي شعلان أبو الجون في بيان إن ”انفجار الأنبوب الناقل للغاز لم يكن انفجارا فنياً، لكن هنالك ربما أسبابا أخرى تقف خلفه، لكننا بانتظار نتائج التحقيق، قبل استعجال إطلاق الأحكام“.

وأضاف ”لدينا معلومات، بحسب ما رواها شهود العيان، لكن لا نريد أن نسبق الأحداث لأن البعض يعتبرها استهدافا للحكومة، إلا أننا سيكون لنا موقف آخر بعد استكمال التحقيقات، وسنراقب عن كثب وعازمون على التدخل في حال انحرفت التحقيقات عن مسارها الصحيح أو المراوغة والتأخير العمد“.

وذكر مصدر مطلع لموقع إرم نيوز أن ”الأنبوب الناقل الذي تعرض للانفجار، ينقل مختلف المشتقات النفطية من محافظة البصرة، إلى المحافظات الأخرى، حيث تجري عمليات تهريب وسرقة، من قبل عناصر تلك المجموعات“، مشيرا إلى أن ”وزارة النفط أرسلت فريقا كشفياً قبل أشهر، ونبّه تلك المجموعات، إلى وجود عمليات تهريب في المنطقة المحيطة بوجودهم“.

وأضاف المصدر أن ”اللواء المرابط فوق أنبوب الغاز تابع لحشد المرجعية، وهو بقيادة حميد الياسري، الذي وصل سريعاً إلى مقر الحادثة، وأصدر أوامره بمنع وصول الأهالي إلى محيط الحادث“.

وأشار إلى أن ”السكان المحللين في المحافظة، تفاجأوا بوجود حاجز أمني للحشد الشعبي، في هذه المنطقة، حيث لم يُعلن سابقا عن وجود تلك النقطة العسكرية“، لافتا إلى أن ”عمليات التهريب، تتركز على المشتقات النفطية“.

وقال إن ”الانفجار قد يكون بسبب إجراء خاطئ، أثناء عمليات التهريب، أو التلاعب بالأنبوب“. وينشط لواء أنصار المرجعية في المحافظات الجنوبية، وهو تابع للمجموعات المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي، الممولة من قبل مكاتب المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني، وتشكل العام 2014، لقتال داعش، إبان اجتياحه عدة محافظات عراقية.

من جانبه، أكد النائب عن كتلة «بدر» النيابية، ضمن تحالف «الفتح» الحشدي عن محافظة المثنى، عدي شعلان أبو الجون، أن الحادث «لم يكن فنياً».

وقال أبو الجون في بيان إن: «انفجار الأنبوب الناقل للغاز لم يكن انفجاراً فنياً؛ لكن هنالك ربما أسباب أخرى تقف خلفه، وإننا بانتظار نتائج التحقيق قبل استعجال إطلاق الأحكام».

وأضاف: «لدينا معلومات حسب ما رواها شهود العيان؛ لكن لا نريد أن نسبق الأحداث؛ لأن البعض يعتبرها استهدافاً للحكومة. سيكون لنا موقف آخر بعد استكمال التحقيقات، وسنراقب عن كثب، وعازمون على التدخل في حال انحرفت التحقيقات عن مسارها الصحيح أو المراوغة والتأخير العمد».

بدورها، أعلنت وزارة النفط، أمس، إعادة استئناف ضخ الغاز في أنبوب المثنى خلال الساعات المقبلة.

وقال وكيل الوزارة لشؤون التوزيع حامد يونس في بيان: إن «الأنبوب الناقل للغاز الجاف من البصرة إلى بغداد، والمغذي لبعض محطات الطاقة الكهربائية، كان قد تعرض إلى حادث انفجار في محافظة المثنى فجر (اليوم السبت)، ما أدى إلى اندلاع الحريق في الجزء المتضرر منه».

وأضاف البيان أن «الفرق الفنية والهندسية تمكنت من السيطرة عليه، واتخذت الإجراءات اللازمة لاستبدال المقطع المتضرر واستئناف عملية الضخ فيه من جديد خلال الساعات المقبلة».

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 1 نوفمبر - 2020