عاد خطاب التهديد المناهض للوجود الأمريكي في العراق بالبروز شيئا فشيئا، خلال اليومين الماضيين، بعد مرور أسابيع من الهدوء من قبل الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران.
وأطلق زعيم مليشيا حركة "النجباء"، أكرم الكعبي، سلسلة تصريحات وصفت بـ"الحربية" من طهران خلال لقائه أمين عام تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضايي، أمس الخميس، وقال إن مهلة "فصائل المقاومة"، للأحزاب السياسية لإنهاء الاحتلال الأمريكي، تقترب من نهايتها، مشيرا إلى عدم حدوث تغييرات إيجابية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الكعبي، قوله إن "الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر التيارات السياسية جنودا لها، ولا تتعامل مع العراق كدولة ذات سيادة"، مضيفا أن أميركا ستنسحب بعد اشتداد ضربات "المقاومة" ضدها، حسب قوله.
وأكد أن "عدد قوات فصائل المقاومة في العراق وقواتها تضاعفت"، مضيفا أنها "انتفضت" لمواجهة الاحتلال الأمريكي.
واتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على تغيير المعادلات السياسية والأمنية في العراق من خلال مهاجمة مواقع "الحشد الشعبي"، واغتيال زعيم "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس (مطلع العام الحالي).
وأوضح أن الشركات الأمريكية في العراق تعمل وكأنها "عصابات ومافيات"، وتتلقى دعماً مباشراً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، مبيناً أنها تقوم بـ"نشر الفساد في العراق، وتتفرد في الاقتصاد".
وتابع أن "فصائل المقاومة بعثت رسالة موجعة لأمريكا عبر ضرباتها، لكن أميركا ضغطت على المقاومة من خلال بعض الأحزاب السياسية لوقف عملياتها"، داعيا العراقيين إلى عدم الاهتمام بنتائج الانتخابات المقبلة، بل "الاستعداد لمواجهة المشروع الأمريكي الشرير لتقسيم العراق"، على حد قوله.
ووصف القيادي في مليشيات النجباء، علي الأسدي، تصريحات الكعبي بأنها تعبر عن المشهد، موضحاً في حديث نقله موقع تابع للمليشيات أن "السكوت لا يعني الانصياع والرضوخ".
ولفت إلى أن السكوت يشير إلى "صبر القادر المستطيع، وهذا من شأنه أن يعطي زخماً وثقة لمقاتلي "حركة النجباء وبقية فصائل المقاومة بألا تقهر ولا تستكين، وهي التي تقرر مصيرها".
نوري المالكي، بدوره طالب بالإسراع في إنهاء ملف الوجود الأمريكي في العراق، مشيراً إلى عدم وجود سند شرعي لوجود القوات الأمريكية.
واعتبر في بيان، أمس الخميس، أن العراق لا يحتاج إلى قوات أمريكية بعد قرار البرلمان بإخراجها، مضيفا أن بقاء "الحشد الشعبي" أصبح ضرورة لـ"حماية العراق والنظام السياسي فيه، وإفشال كل المخططات التي تريد الشر بالعراق وشعبه"، حسب قوله.
وكان مجلس النواب العراقي صوّت مطلع العام الحالي على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية وخصوصا الأمريكية من العراق على خلفية مقتل سليماني والمهندس بضربة جوية أمريكية.
وقف الهجمات
وأعلنت ميليشيا "كتائب حـزب الله" العراقية، بتاريخ ١١ أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنها وافقت على ما أسمته "هدنة مشروطة" في الهجمات على القوات الأمريكية في العراق.
وأكد المتحدث باسم "كتـائب حـزب الله"، محمد محيي، أن الاتفاق على تعليق الهجمات على أهداف أمريكية يشمل كافة الفصائل في العراق، وخاصة تلك التي ربما تستهدف أيضا القوات الأمريكية.
وأوضح المتحدث، أن هذه "الهدنة المشروطة" تأتي بهدف منح الحكومة العراقية الوقت لطرح جدول زمني لانسحاب قوات الولايات المتحدة من البلاد، وفقا للقرار الذي تبناه مجلس النواب في يناير الماضي.
وشدد محيي على ضرورة أن تنفذ الحكومة القرار البرلماني الداعي إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية من البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه عدم طرح أي جدول زمني محدد أمام الحكومة لتطبيق هذا القرار.
وهدد المتحدث "ستستخدم كل الأسلحة المتاحة لديها" إذا لم يحترم الأمريكيون قرار مجلس النواب الذي يطلب منهم سحب قواتها، محذرا من أن إطلاق صواريخ الكاتيوشا على القوات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية كان بمثابة رسالة إلى واشنطن وقد تليها هجمات أشد.
ويعتبر مسؤولون أمريكيون "كتائب حزب الله" مسؤولة عن شن عشرات الهجمات الصاروخية على المنشآت التابعة للولايات المتحدة في العراق.
إيران إنسايدر