العراق.. مسلحون يرتكبون مـجزرة جديدة في قضاء بلد

قال مصدر أمني عراقي، اليوم الاثنين، إن مجموعة مسلحة ترتدي الزي العسكري هاجمت قرية في قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين، بعد مرور أسبوعين على مجزرة الفرحاتية التي راح ضحيتها 8 مدنيين من أصل 12 وما زال أربعة منهم في عداد المخطوفين.    

وذكر المصدر لـ"وكاله أنباء الإعلام العراقية"، أن "مجموعة إرهابية ترتدي الزي العسكري هاجمت أهالي قرية المزاريع العائدين من النزوح منذ حوالي أسبوعين جنوب قضاء بلد بأسلحة خفيفة ومتوسطة، اسفر عن استشهاد مدنيين اثنين هما (رأسم صالح عبدالله ومهدي صالح عبدالله) وإصابة تسعة آخرين بجروح خطيرة بينهم امرأة".

مجزرة الفرحاتية

واستيقظ العراقيون، فجر السبت 17 أكتوبر، على مجزرة هزت البلاد، التي تستعد لانتخابات عامة مبكرة السنة المقبلة، وأعادت إلى الأذهان أعمال العنف الطائفي والحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، عندما كانت رؤية الجثث في الأنحاء أمرا مألوفا.

ووقعت المجزرة في ناحية "الفرحاتية" بقضاء "بلد" جنوبي محافظة "صلاح الدين"، ذات الأكثرية السُنية، شمالي البلاد، حيث قتل مجهولون ثمانية أشخاص رميا بالرصاص، ولا يزال مصير أربعة آخرين مجهولاً.

وأظهرت صور تداولتها وسائل الإعلام المحلية جثة إحدى الضحايا منكبة على وجهها ومقيدة اليدين، بينما كانت الجثث الأخرى مغطاة ببطانيات.

وذَكَّرَت هذه المجزرة العراقيين بمشاهد الرعب الدموية التي عاشوها عامي 2006 و2008 إبان العنف الطائفي بين الشيعة والسُنة، وكذلك سنوات الحرب ضد "داعش" (2014 - 2017)، حين كانت الجثث متناثرة في الأرجاء.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال مشاركته في مجلس عزاء الضحايا، بحماية سكان المحافظة، وملاحقة المتورطين ومحاسبتهم.

واتهم المركز العراقي لتوثيق الجرائم (غير حكومي)، في بيان السبت، مقاتلي فصيل "عصائب أهل الحق" الشيعي بالوقوف وراء مجزرة "بلد".

كما اتهمت الولايات المتحدة، الفصائل الشيعية العراقية المقربة من إيران بالوقوف وراء مجزرة "بلد".

وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان الإثنين، "على الحكومة العراقية فرض سلطتها على الميليشيات الموالية لإيران، والتي تهاجم الأقليات الدينية والإثنية".

وأضافت أن "هذه الميليشيات تشن هجمات على ناشطين ومتظاهرين سلميين وعلى مقرات أحزاب سياسية ودبلوماسية".

واعتبرت أن "أفعال الجماعات التي تدين بالولاء لإيران تمنع المجتمع الدولي من مساعدة العراق، وتقود البلاد نحو العنف الطائفي وعدم الاستقرار".

واتهمت واشنطن، مرارا، هذه الفصائل، بشن هجمات على سفارتها في بغداد وقواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وذلك تنفيذا لأوامر إيرانية.

وتصاعدت وتيرة هذه الهجمات في أعقاب اغتيال كل من قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومنذ تشكيل حكومة الكاظمي، في مايو/ أيار الماضي، تعهدت مرارا بملاحقة ومحاسبة الضالعين في قتل المئات من المتظاهرين والنشطاء والصحفيين، لكن لم يتم حتى الآن تقديم أي متهم للقضاء.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الاثنين, 26 أكتوبر - 2020