إيران إنسايدر – (غداف راجح)
ينتظر رئيس تحرير موقع "أومد نيوز" الإيراني المعارض "روح الله زم" تنفيذ عقوبة الإعدام التي أقرّتها بحقه النظام الإيراني، بعد اتّهامه بـ(التجسس) على جمهورية ولاية الفقيه بعد خروجه من إيران إثر مشاركته في الثورة الخضراء في العام 2009، وفي انتفاضة 2017، لعب زم دورا رئيسيا في تعبئة الشارع الإيراني وتنظيمه من خلاله موقع "أومد نيوز" وصفحته على تلغرام التي حملت الاسم ذاته والتي تجاوز عدد روّادها آنذاك الثمانية ملايين مُتابع، لتقوم ميليشيات الحرس الثوري بعدها باستدراجه إلى العراق واختطافه وتُقيم له محاكمة صوريّة وتُصدر بحقه حكم الإعدام.
إيران إنسادير التقت صديق روح الله زم ورئيس التحرير الحالي لموقع أومد نيوز الصحفي والحقوقي مسعود اختراني تهراني الذي أكّد أنّ زم وهو المُقيم في فرنسا كان يحظى بحراسة مُشددة من قِبل الحكومة الفرنسيّة، تمّ استدراجه إلى العراق لتقوم ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وبشكل غير قانوني بعد يوم واحد من دخوله العراق باختطافه ونقله إلى إيران.
إساءة للسيستاني
وحول سبب ذهاب زم إلى العراق، يقول تهراني إنّ زم ذهب للقاء المرجع الشيعي علي السيستاني كون زم من مُقلديه، غير أنّ فبركة هذه اللقاء كانت من حيل ميليشيات الحرس الثّوري، حيث تمّ إساءة استخدام اسم السيستاني من قِبل تلك الميليشيات وهذا مُخالف للشريعة، حسب قول تهراني.
ويؤكد تهراني أنّ السيد السيستاني ونتيجة إساءة استخدام اسمه من قِبل تلك الميليشيات، فيمكنه الرد على هذه الإساءة، كون هذه المسألة هي مسألة دينيّة بحتة ولا علاقة لها بالسياسة.
ونتيجة إساءة استخدام اسم السيستاني من قِبل ميليشيات الحرس الثوري؛ أرسل مئات النشطاء الإعلاميين والسياسيين والمدنيين والحقوقيين الإيرانيين عدّة رسائل يطالبون السيستاني بالتدخل في قضيّة روح الله زم والطلب من النظام الإيراني الإفراج عنه نتيجة زجّ اسم السيستاني وتوريطه في هذا الموضوع.
ويرى السيد تهراني أن إحدى الطرق الرئيسية لإنقاذ زم من حبل المشنقة هي إشراك السيستاني في هذه القضية مع التعبئة الإعلامية المُستمرة وتقديم التقارير إلى المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان.
ازدواجية المواقف
ويستغرب تهراني الصمت الدولي ويصف موقفه بالـ"الازدواجية"، يقول تهراني: "الحكومات الدولية مصطنعة في أفعالها وتبدو أكثر ازدواجية في قضايا حقوق الإنسان، بحيث تختلف أقوالها تمامًا عن أفعالها، وفي هذا الصدد قُمنا بمراسلة مختلف المنظمات والمؤسسات الدوليّة وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، رأينا أحيانًا ردود فعل دولية مناسبة ومُشجّعة، لكن هذا لا يكفي، كما قدّمنا تقارير بشكلٍ مُنظم إلى منظمة مراسلون بلا حدود، يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع عمليات الإعدام بشكلٍ عام وإعدام زم بشكلٍ خاص".
الإيرانيون.. رهينة الولي الفقيه
يرى تهراني أنّ العديد من الإيرانيين ممن يعيشون داخل عباءة الولي الفقيه يُعارضون عمليات الإعدام التي يُنفذها النظام الإيراني، ليس فقط عقوبة الإعدام؛ إنّما كافة العقوبات غير الإنسانيّة كبتر الأطراف والجلد.
غير أنّ النظام الإيراني المُستبد كما يقول تهراني يتَّبع أيديولوجية مركزة ضد الشعب الإيراني، لدرجةٍ بات فيها الشعب الإيراني بمجمله رهينةً لهذه الأيديولوجية وهذا النظام، والإيرانيون في غالبيّتهم يُعارضون إعدام روح الله زم، ويُعارضون إعدام وحتى اعتقال جميع السجناء السياسيين والمحكوم عليهم بالإعدام في البلاد، يقول تهراني: " الإيرانيون داخل البلاد يرسلون مطالباتهم للحكومة والنظام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للأسف حاليا هذه هي الأداة الوحيدة والمُتاحة للشعب في بلادي".
ويتابع تهراني "نظام الولي الفقيه ليس معتاد على الاستماع للمعارضة، ففي 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبعد المظاهرات العارمة للإيرانيين احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، قام النظام بقطع الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، وقام بذبح 1500 شخص، ويمكن لأي منظمة دولية العثور على صور القتلى على شبكة الإنترنت".
نظام العصابات
لطالما وكما يؤكد تهراني سعى نظام الولي الفقيه إلى إسكات خصومه سواءً الإعلاميين منهم أو حتى السياسيين، فلا فرق بينهم، يقول تهراني: "يحاول النظام الإيراني ومن خلال اللعب خلف الكواليس وتقديم وعود كاذبة للمعارضين، وبعد حصولهم على الأمان يقوم باعتقالهم وتعذيبهم ومن ثمّ إعدامهم"، أمّا أولئك الذين لا تنطلي تلك الألاعيب يقوم نظام الملالي وكما يقول تهراني باللجوء إلى تكتيكات أخرى كاختطاف المعارضين والعودة بهم إلى إيران وإجراء محاكمة صورية وإصدار أحكام شديدة كالإعدام أو الحكم عليهم بفترات سجن طويلة، أما أولئك الذين لا يستطيع نظام الخامنئي اختطافهم أو الاحتيال عليهم يقوم باغتيالهم وأنا لست استثناءً من هذه القاعدة ولا أدري ما هو المصير الذي ينتظرني غدًا، يقول تهراني.