إيران إنسايدر – (غداف راجح)
أزمة دواء شديدة يعانيها الإيرانيون ولا سيما الأدوية المُستوردة من قبيل أدوية السكري والسرطان، ليخرج عدد منهم على وسائل التواصل الاجتماعي كاسرًا حاجز الخوف الذي تفرضه أجهزة نظام الولي الفقيه على الشعب الإيراني، مؤكدين أنّ أزمة الأدوية هذه ناتجة عن عمليات التهريب التي تقودها مافيات مُقرّبة من دوائر الحكم في طهران.
للدواء قصّة مريرة في إيران؛ إذ تُموّل حكومة الولي الفقيه مُستوردي الأدوية وأغلبهم من الدائرة الضيقة للنظام بدولارات بأسعار البنك المركزي (4200 للدولار) في حين أن السعر الحقيقي للدولار في السوق تجاوز الـ (32000 للدولار)، الأمر الذي نتج عنه عمليّات فساد كبيرة، وبات هؤلاء المُستوردون يبيعون الأدوية المُستوردة في السوق السوداء أو تهريبها إلى الأسواق المجاورة كالعراق.
وقبل أيام (الأربعاء 14/10/2020) أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في العراق، عن إحباط أكبر عملية تهريب كبيرة للأدوية في العراق وذلك في محافظة ديالى وكانت عبارة عن ١٩ شاحنة مُحمّلة بالأدوية القادمة من إيران.
واليوم، يعيش مرضى السّكر في إيران بانتظار موتٍ مؤجل إلى حين، بعد أن فُقدت مادة الأنسولين من مختلف الصيدليات في إيران نتيجة عمليات التهريب، وفي حال وجود فإنّ قيمة العبوة الواحدة منه وصلت إلى نصف مليون تومان (السعر الرسمي 30 ألف تومان)، أي أنّ قيمة علبة واحدة من الأنسولين باتت تُعادل ثلث الحد الأدنى للأجور في إيران.
وفي هذا السياق قالت الصحيفة شبنم رحمتي في عدّة تغريدات على تويتر: "مرضى السكر مرتبطون بالأنسولين، واليوم لا يستطيعون الوصول إلى هذا الدواء الحياتي بالنسبة لهم، أين وزارت الصحة ومنظمة الغذاء والدواء، لا نسمع أي صوتٍ لهم".
وقال مصدر لـ "إيران إنسايدر" إنّ مافيات تجارة الأدوية في إيران والتابعة بمجملها لمسؤولين في نظام ولاية الفقيه قامت بتهريب الأنسولين إلى الأسواق المُجاورة، وعلى هذا الأساس يضرب النظام عُصفران بحجر واحد، الأول يجمع ما يستطيعه من العملات الصعبة نتيجة تهريب هذه الأدوية، ومن جهةٍ أخرى فإنّه يحاول الترويج دوليًا أنّ سبب هذا النقص في الأدوية هو العقوبات الدوليّة، ليُشكل رأي عام دولي مطالبًا برفع هذه العقوبات
الصحفي علي قاضي زاده وردًّا على ادعاءات النظام الإيراني بأنّ سبب فقدان الأدوية هو العقوبات المفروضة على طهران، قال في تغريدة على تويتر: "ما هذه العقوبات التي تسمح للنظام باستيراد وتصدير الأسلحة وتمنعه من استيراد الأدوية؟".
أكثر من ذلك؛ ونتيجة الحال السيّء الذي وصل له الداخل الإيراني، نشرت وسائل الإعلام في إيران تفاصيل جريمة قَتَلَ خلالها رجل زوجته وابنته المُصابة بمرض السكّري وذلك بعد عجزه عن تأمين الأنسولين اللازم لها، وبعد رؤيتها تموت بين يديه قام بقتلها وقتل زوجته وتسليم نفسه للشرطة.