إيران إنسايدر – (غداف راجح)
بانتظار الانتخابات الأمريكية وما ستفرزه من نتائج رُبّما ستُطيل عمر النظام الإيراني إلى أمد، أو رُبّما ستكون الشعرة التي تقصم ظهره؛ يعيش هذا النظام اليوم واحدة من أسوء أيّامه بعد أن فقد السيطرة على الأسواق بشكلٍ شبه كامل، إذ يصطف الإيرانيون هذا الأيام طوابيرا أمام المخابز، بعد أن أصبح الحصول على عدّة أرغفة واحدة من إنجازات الإيرانيين اليوميّة.
مخابز محافظة أذربيجان الشرقيّة ومحافظة كردستان وعدد من المُحافظات الغربيّة والجنوبيّة الغربيّة باتت شبه خالية من الطحين.
وفي مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، قال أصحاب مخابز في إيران، إنّ الطحين الذي تبيعه الحكومة بسعر (90 ألف تومان) غير مُتوفر في مستودعاتها، وباتوا يضطرون لشرائه من السوق السوداء بسعر (300 ألف تومان)، الأمر الذي أجبر عدد كبير من المخابز على إغلاق أبوابها، وهو الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعار الخبز بشكلٍ لم يعد معه الإيرانيين يستطيعون تأمين حاجاتهم اليوميّة من الخبز، وإذا استطاعوا ذلك فبأسعارٍ مُرتفعة.
فقدان الطحين من السوق الإيراني ردّه الناشط الحقوقي الإيراني ورئيس تحرير موقع "أومد نيوز" المعارض مسعود أختراني تهراني في تصريحات لـ "إيران إنسايدر" إلى السياسات الحكومية الخاطئة بشأن عمليات شراء القمح من الفلاحين، بحيث يتعارض السعر الذي يشتريه النظام الإيراني من الفلاحين مع السعر المعروض في الأسواق.
وأكّد تهراني أن السبب في ذلك إلى الاقتطاعات الحكومية من الميزانية المُخصصة للقمح، "بسبب الضغوط الاقتصادية الشديدة التي تتعرض لها حكومة الولي الفقيه، يتم إنفاق تلك الاقتطاعات على أمور أخرى (كتسليح الميليشيات) وهو الأمر الذي أجبر المزارعين على بيع القمح خارج نطاق المؤسسات الحكوميّة".
وتابع تهراني "الإحصاءات الرسمية تشير إلى الاكتفاء الذاتي ووجود فائض في إنتاج القمح في إيران غير أنّ افتقار النظام الإيراني لهذه المادة يعود كما ذكرنا إلى اقتطاع كميّات كبيرة من أموال القمح وتسليح الميليشيات، ومن جهةٍ أخرى إلى عمليات الفساد المُنظمة في عمليّات الشراء هذه، بالإضافة إلى عمليات السمسرة في شراء القمح من قبل مطاحن الدقيق التي يتملكها أصحاب النفوذ داخل نظام ولاية الفقيه".
أكثر من ذلك؛ أكد تهراني إلى أنّ متزعم ميليشيات حزب الله في لبنان حسن نصر الله اعترف مرارًا وتكرارًا بالاعتماد المالي والتسليح لميليشياته وحاضنته الشعبيّة على أموال الإيرانيين، واليوم ونتيجة الضغوطات على النظام الإيراني وعدم قدرته على بيع النفط؛ الأمر الذي أدى إلى افتقاره للقطع الأجنبي بات يستعين عن إرسال الأموال إلى تلك الميليشيات بإرسال السلع الأساسية كالأدوية والغذاء والمواد الاستهلاكية وطبعا القمح، ومن ناحية أخرى؛ فإن النظام الإيراني ولأنه معروفٌ بأعماله السريّة كما يقول تهراني؛ أشارت معلومات حصلت عليها المعارضة الإيرانية إلى أنّ صوامع القمح التي حُرقت خلال انفجار ميناء بيروت كانت خاصة بحزب الله وكانت مُرسلة من قِبل نظام ولاية الفقيه، ما أجبر النظام على إرسال كميّات أخرى أثّرت على إمداد الطحين إلى المخابز في إيران.
ونتيجة لما سبق؛ يشهد الداخل الإيراني اليوم ازديادًا حادًا في أسعار الخبز والمنتجات الغذائية بشكلٍ عام الأمر الذي زاد من الضغوط على الطبقة الوسطى والفقيرة، ومع مرور الوقت بات يشهد المجتمع الإيراني تشكيل حركات احتجاجية قويّة وفاعلة كحملة (لا يوجد غذاء لا يوجد خوف)، هذا الاحتجاج المدني المحق وكما يقول تهراني بات من الواضح تمامًا أنّه نشر الرّعب في أوساط نظام الولي الفقيه بعد أن انتشر في عدّة مدن إيرانيّة وأصبح لهذه الحملة مُناصرون كُثر وهو الأمر الذي يُشير إلى كسر حاجز الخوف عند الإيرانيين، وأنّ عمليّة الانعتاق من هذا النظام باتت قريبة.