تداول ناشطون عراقيون، تسجيلا مصورا يظهر عنصر أمن في بغداد يرجو أحد أنصار الحشد الشعبي الذين أقدموا على تخريب وإحراق مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني التابع للزعيم الكردي مسعود بارزاني.
وسمع الضابط يقول لأحد المشاركين في أعمال الشغب التي عمت محيط مقر الحزب اليوم "ولك انتم من الدولة والله حرام تسوون هيك".
وعلق عدد من العراقيين على تويتر معتبرين أنه كان حريا بالعنصر الأمني أو الضابط إلقاء القبض على المشاغبين والمخربين وليس "ترجيهم".
في حين قارن البعض الآخر تصرف الأمن اليوم بتعاملهم مع الشباب العراقي الذي خرج في تظاهرات ضد فساد السلطة والأحزاب في البلاد، مطالبا بتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي ووقف السرقات، حين قوبل بالرصاص الحي، والقتل والخطف والترويع.
وهاجم مئات من أنصار الحشد الشعبي في وقت سابق السبت، مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وأضرموا النار به تنديدا بانتقادات هوشيار زيباري، القيادي في الحزب لهذا التحالف من الفصائل المسلحة الموالية لإيران المندمج في الدولة العراقية.
واقتحموا مقر الحزب ودمروا محتوياته، قبل إشعال النار فيه على الرغم من انتشار كبير للشرطة، ووسط صور ويافطات لزعيم فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا مطلع يناير الماضي بغارة أمريكية.
إقالات
وقالت مصادر إن اللواء جواد الدراجي قائد قوات حفظ النظام أقيل من منصبه لعدم تصديه لعملية إحراق مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد.
وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني، جلسة طارئة، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تم خلالها بحث مستجدات الأوضاع الأمنية في البلاد.
وناقش المجلس حادثة الاعتداء على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد من قبل عناصر تابعة لميليشيات الحشد الشعبي الذين خرقوا سلمية التظاهرات، ولجأوا إلى العنف بإشعال النيران في المبنى.
ودان المجلس هذا الفعل وقرر فتح تحقيق بالحادث برئاسة مستشار الأمن الوطني، يتضمن بحث الملابسات التي رافقت الاعتداء وتقييم دور القوى الأمنية المسؤولة عن حماية المبنى ومحيطه، بالإضافة إلى ملاحقة المتورطين، بعد أن تم إلقاء القبض على 15 شخصاً من المتجاوزين على القانون.
وأكد المجلس إدانته لهذا الاعتداء ورفضه المساس بهيبة الدولة، وأكد أن الحكومة ستتخذ الإجراءات الحازمة بحق من يحاول كسر هيبة الدولة وسلطة القانون.
ودعا المجلس في السياق ذاته القوى السياسية المختلفة إلى توخي الحذر في الإدلاء بتصريحات قد تتسبب بزعزعة السلم الاجتماعي، ومعالجة الأزمات عبر الحوار ومن خلال القنوات السياسية.
في المقابل، أصدرت مديرية الحشد الشعبي بيانا أشارت فيه إلى تفهمها مشاعر العراقيين المحبين لأبناء الحشد، مضيفة أنها تدعم حرية الرأي والاحتجاج والتظاهر السلمي دون استخدام العنف والتخريب.
إيران إنسايدر