تعمل إيران على استهداف الأطفال في عدد من المحافظات السورية في محاولة لنشر التشيع في صفوفهم عبر الدروس الدينية الخاصة بالمذهب الشيعي.
حسينية النقطة
وتعمل الميليشيات الإيرانية المنتشرة في مدينة حلب (شمال سوريا)؛ على توسعة نشر المذهب الشيعي بعد إرسالها معمّمين من إيران، مستهدفة فئة الأطفال ضمن حملة كبيرة عبر التشجيع المادّي، وألقت "هيئة أحفاد الحسين" الشيعية الإيرانية دروسا في عدد من مساجد المدينة تحضّ الأطفال على التشيّع وتغريهم بمكافآت مالية وجوائز.
وتقول مصادر من المدينة أن من يرسل أطفاله للتشيّع غالبيتهم من عائلات ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، ومن المنضمّين للواء "الباقر"، أمّا السنّة فنسبهم قليلة بهذا الشأن.
ويزور بشكل دوري (فوج أبو الفضل العباس) و(فوج السيّدة الزهراء) التابعين لكشافة المهدي للأطفال مسجد النقطة في حي المشهد، وهو حسينية واقعة على سفح جبل الجوشن، وخاضعة لحراسة ميليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وتضيف المصادر أنّ "المسؤولين الإيرانيين يقومون بتجنيد الأطفال في مدينة حلب وإقامة جلسات دينية عقائدية لهم مع إعطاءهم تدريبات في الفنون القتالية".
جامع الحسين
وفي السياق، كشفت شبكة "دير الزور 24" أن الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال شرقي ديرالزور (شرق سوريا)، بدأت تستهدف الأطفال في مشروعها الرامي لنشر التشيع عبر الدروس الدينية في أحياء المدينة.
وقالت الشبكة إن الميليشيات الإيرانية بدأت مشروعها هذا بداية من جامع "الحسين" في شارع بغداد في حي طويبة، وبدأت بتلقين الأطفال الدروس الدينية الخاصة بالمذهب الشيعي، وأشارت إلى أن موعد الدروس الدينية عادة يكون بعد آذان العصر، وعقب صلاة المغرب في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي.
وفي السياق؛ أوضحت أن هذه الميليشيات والبعثات التبشيرية الخاصة بالمذهب الشيعي، تستعد لافتتاح روضة أطفال في المدينة والتي ستكون مجانية لجميع الأهالي، في إطار سياسة التغلغل التي تتبعها إيران في مفاصل المجتمع المحلي وتستغل الحالة المادية المتردية وغياب التوعية بخطورة هذه المشاريع.
وبحسب المصادر؛ تأتي هذه الخطوات عقب زيارة "قاسم سليماني" الأخيرة لمدينة البوكمال شرقي دير الزور، حيث تسعى الميليشيات الإيرانية للتحكم بمفاصل الحياة لأهالي محافظة دير الزور، فقد سبق ذلك افتتاح الحسينيات ورفع الآذان على الطريقة الشيعية في مدينة البوكمال، وعياش غربي دير الزور والقورية وغيرها من المناطق في المحافظة.
ويشبه سكان من محافظة دير الزور استراتيجية إيران في استمالة الجيل الشاب بأساليب التلقين نفسها التي استخدمها تنظيم الدولة "داعش" من قبل.
وقال والد طفلين في سِن المَدرسة "كما كان داعش يعطي الأطفال دروسا دينية بعد الصلوات، يفعلون هم (الإيرانيون) الآن الشيء نفسه"، وأضاف أنَّ قريته باتت الآن تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية.
كشافة الأمام المهدي
وهي جمعية تعرّف نفسها بأنها تهدف إلى "توعية وتأسيس جيل من الشباب الواعي والمتفهم للقضية الإسلامية وعدم انجرارهم وراء اليد الاستعمارية الممتدة إلى الجذور".
وتقوم الجمعية بنشاطات واسعة النطاق تشمل إقامة المعارض والرحلات الترفيهية للأطفال من مناطق دمشق الجنوبية وريف حلب، كما تصدر مجلة دورية بعنوان "نور المهدي".
أما النشاطات التي تقيمها الجمعية، فهي غريبة جدا وغير تقليدية مقارنة بما ينبغي أن تكون عليه جمعيات الأطفال، حيث تقيم جمعية "كشافة الإمام المهدي" بغسيل منظم لعقول الأطفال، عن طريق جمعهم في قاعات مجهزة بآلات عرض، وسرد بعض القصص والأفلام حول "النواصب" وأهمية الثأر للحسين، وتعرض بعض المشاهد التمثيلية والعروش المسرحية التي يحضرها رجال دين من وقت لآخر، ولا تخجل صفحات الكشافة هذه بنشر صور لبعض الأطفال باللباس العسكري ويحملون علم إيران وصور الخامنئي في مسيرات ومواكب "حسينية" في مناسبات متعددة.
كما تقوم الجمعية بنشاطات "تثقيفية" عبر جمع أعداد كبيرة من الأطفال في الحسينيات وإلقاء بعض الدروس الدينية عليهم، في حين تظهر بعض الصور حالة من البكاء تسود بعض الأطفال فيما يبدو أنه تأثر شديد بما يرويه لهم رجال الدين حول "مقتل الحسين"، وتشمل هذه النشاطات الفتيات أيضاً.
أما النشاطات الأكثر إثارة للاستغراب، فهي تدريبات رياضية شبيهة جداً بتلك التي تقدم للجنود في الوحدات العسكرية، حيث قامت الجمعية بإعداد مراكز تدريب خاصة مجهزة بأدوات للقفز والزحف وبعض التمارين القاسية، فيما يبدو أنه إعداد مبكر لهؤلاء الأطفال كي يكونوا جنودا مستقبليين في خدمة "الإمام المهدي".
المصدر: إيران إنسايدر