تسببت تغريدة لزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، يوم الثلاثاء، بشأن طرد القوات العراقية وعناصر محسوبة على "الحشد الشعبي" للمتظاهرين من مدينة كربلاء، جنوب العراق، خلال أداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي الدينية، بجدلٍ شعبي واسع وتحديداً حول مدى شرعية تهديدات الصدر وتجاوزه لصلاحيات القضاء والحكومة، بعد حديثه عن تدخله بطريقته الخاصة في مواجهة المتظاهرين.
وشهدت كربلاء، مساء الثلاثاء، توترا أمنيا، بعدما فرقت قوات الأمن العراقية آلاف المتظاهرين المشاركين في مراسم الأربعينية الدينية في المدينة، واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات والعصي، بعد ترديدهم هتافات ضد إيران والولايات المتحدة وأخرى مناوئة لأحزاب في البلاد.
وهاجم زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، المتظاهرين الذين شاركوا بمناسبة دينية في كربلاء، وأطلقوا هتافات ضد أميركا وإيران، مغردا: "عمد بعض المندسين ضمن صفوف ما يسمى بثورة تشرين، ممن لهم أفكار منحرفة أو ميول داعشية أو بعثية، وبمعية بعض المخربين من هنا وهناك، إلى استغلال المناسبات الدينية في كربلاء، وتجييرها لمصالحهم الضيقة وأفكارهم المنحرفة، بل ولعلها معادية للدين والوطن"، مضيفا "لذا على القوات الأمنية حماية المقدسات، فإنها بداية فتنة يخططون لها بدعم خارجي مشبوه، وعلى باقي الثوار الصالحين التبرؤ منهم".
وتابع "وإذا لم يتحقق الأمر فإني مضطر للتدخل على طريقتي الخاصة والعلنية"، داعيا أنصاره للتأهب وانتظار الأوامر والتحلي بالصبر والحكمة لحين تبين الأمر، وختم قائلا "ولعل التشرينيين لا يستطيعون التظاهر مستقبلاً إذا لم يتبرأوا رسميا من تلك الجريمة الوقحة، فالكل سيتبرأ منهم".
وبعد تصريحاته تلك، تصدر وسم "#فاسدو_تشرين_يهددون_الحسين" الذي أطلقته الصفحة المقربة من الصدر، المعروفة باسم "صالح محمد العراقي" الذي طالب جمهور "التيار الصدري" بنشره على مستوى واسع في "تويتر"، وهو ما ألهب مواقع التواصل الاجتماعي بردود من المتظاهرين.
وكتب الناشط العضو في "التيار الصدري"، حيدر الساعدي أن ما حدث في كربلاء "تأديب".
وقال المهندس عقيل الخاقاني: "استجابة لدعوة الصدر إلى التأهب والاستعداد للدفاع عن المقدسات بعد الإساءة التي صدرت من المندسين الذين يعملون بغطاء التظاهرات التشرينية؛ نعلن جاهزيتنا واستعدادنا التام للدفاع عن عراقنا الحبيب وعن عتباتنا المقدسة، ونحن رهن إشارة الصدر لمواجهة ذوي الأفكار المنحرفة والميولات الداعشية أو البعثية الذين يريدون إشعال نار الاقتتال الداخلي وتعريض السلم الأهلي للخطر"، وأرفق فيديو لمجموعة من عناصر مليشيا "سرايا السلام" يهددون المتظاهرين.
من جهة ثانية، أشار الصحافي من مدينة كربلاء، عصام علاوي، إلى أنه "بعد مضي عام على ثورة تشرين لا يزال البعض القلة لا يعرف سوى التهجم واستخدام العنف والابتعاد عن السلمية".
أما الناشطة والمتظاهرة العراقية تبارك فغردت: "مقتدى الصدر وبعد أن كان يقول (عشقت ثورة تشرين) يأتي اليوم ويُسميها (ما يُدعى بثورة تشرين) ويهدد بالتدخل فيها إن لم يتم التبرؤ من الثوار الذين تم الاعتداء عليهم في كربلاء".
وكتب الناشط السياسي صباح الخزاعي "مقتدى الصدر يهدد ثوّار تشرين في مدينة كربلاء... نعم طريقة "الطرف الثالث" الذي قتل واغتال المئات وعوّق الآلاف من شباب ثورة تشرين. نطالب ممثلة الأمم المتحدة (بلاسخارت) بأن تأخذ علماً بهوية الطرف الثالث الذي يقوده...".
يشار إلى أن الصدر دعم التظاهرات العراقية التي انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، إلا أنه انقلب عليها وشكّل مليشيا "القبعات الزرق" التي اشتبكت مع المتظاهرين في بغداد واحتلت المطعم التركي الذي كان يعد غرفة عمليات المتظاهرين في العاصمة العراقية، وقتلت عشرات المتظاهرين في مدينة النجف، في الواقعة التي عُرفت بـ"مجزرة الصدرين" في فبراير/ شباط الماضي.