اختفى منذ ما يقارب العام، المحامي والحقوقي العراقي الشاب علي جاسب ليلاً، جنوب العراق، وسط اتهام والده للميليشيات التابعة لإيران بالوقوف وراء اختطافه.
وقالت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية إن "جاسب اختفى ليلتها في غضون 30 ثانية، حيث خرج في إحدى الليالي، لتخرج امرأة من شارع خافت الإضاءة في مدينة العمارة لاستقباله، وعلى الفور، توقفت سيارة دفع رباعي سوداء، وأجبره رجلان على الصعود، وانطلقت السيارة بسرعة، بدورها، صعدت المرأة بعدها في شاحنة صغيرة كانت تنتظرها، ثم غادرت".
ووثقت كاميرات المراقبة تلك الواقعة التي حدثت في حدود الساعة 6:22 مساءً في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وكانت تلك آخر مشاهدة لجاسب.
والد جاسب ما زال يبحث عن الحقيقة، وينشد العدالة لتنصف ابنه، وتظهر التحقيقات، وفقاً لوكالة اسوشيتد برس، وجود علاقة واضحة بين اختطاف جاسب وأقوى مجموعة ميليشيا شيعية في مدينته الأم، المسماة بـ "أنصار الله الأوفياء"، حيث أن والد جاسب عبود مصمم على تقديم قائد تلك الميليشيا إلى المحاكمة، وهو القائد حيدر الغراوي.
وقال الوالد للوكالة الأمريكية "أنا خائف، لكنني فقدت الشيء الأكثر قيمة بالنسبة لي، لذلك ليس لدي أي شيء آخر لأخسره".
ووقعت حادثة خطف جاسب بعد أسبوع من احتجاجات تاريخية اندلعت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول في العام الماضي، ناهضت الفساد والطبقة الحاكمة.
ويعتبر جاسب واحد من بين 53 محتجا ما زالوا في عداد المفقودين، منذ بدء المظاهرات في 1 أكتوبر 2019، وفقًا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان شبه الرسمية.
وعندما اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، شارك جاسب واستخدم خبرته القانونية لتشكيل لجنة لمساعدة المحتجزين، كما انتقد الميليشيات علانية، وفي مسقط رأسه في العمارة، عاصمة محافظة ميسان، وفي تلك المنطقة تسود ميليشيا أنصار الله الأوفياء، وهي إحدى الميليشيات الموالية لإيران، والأكثر تطرفاً.
ويقود ميليشيا أنصار الله الأوفياء، القائد المحلي حيدر الغراوي، حيث تم دمجها تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، والتي تم إنشاؤها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014.
وخلال شهر سبتمبر/ أيلول الفائت، زار رئيس الوزراء الكاظمي ميسان واستقبل والد جاسب، خلال اجتماعهم الذي استمر 15 دقيقة، عرض عبود وثائق المحكمة وشرح تفاصيل القضية واتهم الميليشيا التي يعتقد أنها أخذت ابنه، وقال والد جاسب إن ا"لكاظمي وضع يده على صدره ووعده بأن يسلمه له"، ما جعل الكاظمي الأمل الأخير لدى الأب لاستعاده ابنه المفقود.
إيران إنسايدر