هل ينجح الكاظمي بإخراج ميليشيات "الحشد" من المنطقة الخضراء؟

قال مسؤولون عراقيون إن 3 ألوية من ميليشيات "الحشد الشعبي" موجودة داخل المنطقة الخضراء التي تضم سفارة واشنطن في بغداد وعدة سفارات وبعثات دبلوماسية دولية، والمقرات الحكومية.  

وأكد المسؤولون، بحسب "العربي الجديد"، أن تلك القوة أُدخلت ضمن تفاهمات لزعامات "الحشد"، مع رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي.

وتأتي الأنباء في ظلّ مواجهة رئيس الوزراء العراقي الحالي، مصطفى الكاظمي، صعوبات كبيرة في محاولة إخراج تلك الفصائل من المنطقة الخضراء ومحيطها، وفقاً لتعهدات قطعها للجانب الأمريكي وللبعثات الدبلوماسية للدول الأخرى، بعد تفاقم التوتر وارتفاع المخاوف من قرار إغلاق السفارة الأمريكية وتبعات ذلك على العراق.

وقال مسؤول عراقي "يتواجد في المنطقة الخضراء حاليا عناصر من 3 ألوية مسلحة تابعة لفصائل مختلطة، منها بدر والعصائب والخراساني وحزب الله العراقي والنجباء، موزعة على شكل مكاتب تابعة لتلك الفصائل ومقرات ونقاط من جهة الجسر المعلق ووزارة التخطيط وساعة بغداد. وهي أكثر المناطق أهمية داخل المنطقة الخضراء".

وأضاف أن "بداية دخول هذه الألوية إلى المنطقة الخضراء كانت بعد إقرار قانون الحشد الشعبي برلمانيا عام 2016، لكن بعد تولي عادل عبد المهدي رئاسة الحكومة تم إدخال 3 ألوية من الفصائل، كجزء من عملية التمكين والاتفاقات مع قيادات الحشد، وعدم الثقة بالقوة الممسكة للمنطقة الخضراء".

وأضاف أنه "بعد منح عبد المهدي القيادي في مليشيا الحشد تحسين العبودي مسؤولية الفرقة الخاصة التي تشرف على أمن المنطقة الخضراء، زاد من تواجد تلك المليشيات التي كانت سببا في اقتحام المنطقة ومحاصرة السفارة الأمريكية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي".

وأكد أن "دخول الفصائل غيّر حجم القوة والنفوذ داخل المنطقة الخضراء، فأصبح الحشد القوة الأكثر قدرة على التدخل بأمنها، وأقوى حتى من الفرقة الخاصة"، مشدّدا على أن الكاظمي يريد "إخراجهم الآن من المنطقة، والتي أصبحت بوجودهم كثكنة عسكرية".

من جهته، رأى المتحدث باسم "جبهة الإنقاذ والتنمية"، عبد الكريم عبطان، أن "لا خيار أمام الكاظمي إلا إغلاق المكاتب التابعة للفصائل داخل المنطقة الخضراء"، لافتا في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "البعثات الدبلوماسية تريد حماية لها، وذلك يتطلب استبعاد تلك الفصائل القريبة منها، لأن السفارات تتعرض للابتزاز والخطر".

 وتابع "على الحكومة أن تفرض هيبتها على الجميع، وسيكون هناك تأثير أمني في حال أغلقت المكاتب، لتبتعد المنطقة الخضراء عن أي خرق آخر"، مستدركا "لكن يجب حل المشكلة الأساسية من دون تجزئة، فإذا تم إخراج الفصائل يجب السيطرة أيضا على صواريخ كاتيوشا التي تطلق على الخضراء".

وأشار إلى أن "هيبة الدولة في خطر، ويجب أن يكون هناك قرار حكومي حازم، فلا يمكن السماح بجر العراق إلى حرب بالنيابة"، محذراً من أن "الموضوع خطير، وإذا ما أغلقت السفارة فإن العراق سيواجه عزلة سياسية واقتصادية وأمنية".

أما النائب السابق جوزيف صليوا، فقد توقّع "ردود أفعال من قبل تلك الفصائل في حال أقدم الكاظمي على إغلاق مكاتبها".

وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الفصائل لن تقبل بإخراجها من المنطقة الخضراء، لكن يجب أن تكون هناك إمكانية لدى الكاظمي بفرض ذلك بالقوة".

 وشدّد على أنه "لا يمكن أن يكون أحد فوق الدولة، وبالتالي على الكاظمي أن ينفذ ذلك، ويكون حازماً بإصدار أوامره، لا سيما أن الشعب يؤيده"، معتبراً أن تلك المكاتب "مصدر زعزعة للمنطقة الخضراء والبعثات الدبلوماسية، ولا تقدّم شيئاً سوى إرباك الملف الأمني".

في المقابل فإن "تحالف الفتح"، الجهة السياسية لـ"الحشد الشعبي"، أكد رفضه لهذا التوجّه، ملمحاً بتحرك ضد الحكومة في حال أقدمت على ذلك.

وقال النائب عن التحالف، محمد كريم، إنه "لم يرد إلينا أي معلومات بشأن قرار حكومي أو عسكري بإخلاء المنطقة الخضراء من القوات الأمنية، وفقاً لطلب أميركي"، معلناً في تصريح صحافي أنه "لا يمكن القبول بذلك".

وشدّد على أن "هذا القرار في حال تم، فسيدفع القوى البرلمانية والسياسية إلى اتخاذ موقف وتحرك تجاه الحكومة، فالمنطقة الخضراء عراقية، وحمايتها حصراً تكون من قبل القوات العراقية".

وكان سفراء 25 دولة عربية وغربية التقوا الأربعاء الماضي، برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وعبّروا عن قلقهم من الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية بالعراق، وسط حديث عن إمكانية إغلاق تلك الدول بعثاتها بالعراق، في حال لم توفر الحماية لها.

 

مقالات متعلقة

الجمعة, 2 أكتوبر - 2020