توقعات بضربة أمريكية شاملة تستهدف ميليشيات إيران في العراق

تعتقد  أطراف عراقية سياسية أن الولايات المتحدة بصدد توجيه ضربة جوية واحدة وواسعة تستهدف مقرات فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، في حال استمرار تعرّض مبنى السفارة في المنطقة الخضراء ومقرّ وحدة المهام التابعة لقوات المارينز في المعسكر الواقع داخل مطار بغداد إلى الهجمات الصاروخية، وكذلك الأرتال التابعة لقوات التحالف الدولي، على غرار الضربة الشاملة التي وجهتها واشنطن في مارس/ آذار الماضي، واستهدفت خمسة مقرات  كتائب "حزب الله" و"النجباء" و"الخراساني" و"سيد الشهداء" و"الإمام علي"، جنوب بغداد وغرب كربلاء وشمال بابل وغرب الأنبار، ردا على مقتل جنديين أمريكيين وآخر بريطاني بقصف نفذه مسلحون على معسكر التاجي شمالي بغداد، أدّى أيضا إلى إصابة 10 من المتقاعدين الأمريكيين ضمن مهام التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والذي يقدم دعما لوجستيا وجويا بالوقت الحالي للقوات العراقية. 

ومنذ 26 / شباط الماضي، تشهد الساحة العراقية تصعيدا واضحا في هجمات "الكاتيوشا" على السفارة الأمريكية وقاعدة أمريكية في مطار بغداد الدولي، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا وقوات للجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي، بالإضافة إلى استهداف أرتال التحالف الدولي بالعبوات الناسفة، في مدن عراقية مختلفة، تتبناها مجموعات عراقية بين وقت وآخر.

وأبلغ مسؤول عراقي في رئاسة الوزراء، أن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يواصل مساعيه لثني الإدارة الأمريكية عن قرار غلق السفارة في بغداد، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من يصرّ على الخطوة، ويعتبر أن هناك مخططا إيرانيا لاستهداف السفارة في بغداد بغية ضرب ترامب انتخابيا وإضعاف حظوظ فوزه بولاية ثانية.

وأكد أن الرئيس العراقي برهم صالح أبلغ القيادات السياسية المقرّبة من إيران بأن واشنطن تمتلك قاعدة بيانات بالجماعات المتورطة باستهداف السفارة والمقرات الأمريكية وأرتال التحالف، وأن توجيه ضربة لها بات مجرد مسألة وقت، وأن عليها أن توقف هذه الهجمات، مبيناً أن الردّ الأمريكي قد لا يشمل المقرات، إنما يتعدى إلى قيادات تلك الفصائل المسلحة المتورطة بالهجمات.

وكشف أيضا عن أن قسما من الموظفين غير الضروريين في السفارة الأميركية ببغداد انتقلوا إلى القنصلية الأمريكية في أربيل منذ أيام، ما يشير الى أن قرار إغلاق السفارة ما زال قائما رغم محاولات الحكومة العراقية ثني الأمريكيين عن الخطوة، لكن واشنطن لا تثق كثيرا بقدرة الحكومة على الإيفاء بوعودها بشأن حماية موظفيها.

وتحدث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، عن نية الولايات المتحدة الأمريكية، غلق سفارتها في العاصمة بغداد، بعد تصاعد الهجمات الصاروخية عليها، من قبل فصائل مسلحة مدعومة من قبل إيران، مؤكدا أن إيران نفت علاقتها بمنفذي الهجمات، ووعدت بمساعدة العراق في هذا الشأن، وفقا لقوله.

وقال حسين، خلال مؤتمر صحافي، عقده في العاصمة بغداد، إن "انسحاب السفارة الأمريكية يعطي إشارات خاطئة للشعب العراقي، ولهذا ندعو الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر بقرار إغلاق السفارة".

وأضاف أن "الحكومة العراقية غير سعيدة بقرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب من بغداد، كما أن رئيس الوزراء العراقي طرح رؤية الحكومة تجاه قرار الانسحاب الأمريكي".

وقبل أسبوع، أفادت تقارير بأن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حذر في اتصال مع الرئيس العراقي، برهم صالح، من إغلاق السفارة، إذا لم تتحرك الحكومة لوقف هجمات الميليشيات على المصالح الأمريكية.

وقال الكاتب ديفيد اغناطيوس، إن العراق هو الساحة الذي يمكن أن تنفجر فيه مواجهة أمريكية إيرانية خلال الأسابيع المقبلة، مما يخلق "مفاجأة أكتوبر" قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية مطلع نوفمبر المقبل.

وشدد متحدث باسم الخارجية الأمريكية، الاثنين، على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات "الموجهة لرجالنا ونسائنا الذين يخدمون في الخارج ولن نتردد في اتخاذ أي إجراء نراه ضروريا للحفاظ على سلامة أفرادنا".

ورفض المتحدث، مجددا، التعليق على التقارير، التي تحدثت عن عزم الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تقدم الحكومة العسكرية على ضبط الميليشيات الموالية لإيران، التي تقوم بقصف السفارة الأمريكية واستهداف القوات الدولية في العراق.

وقال المتحدث "لا نعلق أبدا على المحادثات الدبلوماسية الخاصة لوزير الخارجية مع القادة الأجانب".

وأضاف المتحدث "لقد أوضحنا من قبل أن تصرفات الميليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من إيران تظل أكبر رادع للاستقرار في العراق. ومن غير المقبول أن تطلق هذه الجماعات صواريخ على سفارتنا وتهاجم الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم، وتهدد القانون والنظام في العراق".

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 30 سبتمبر - 2020